الجزيرة - عمار العمار:
مشهدنا الرياضي على صفيح ساخن في كل الأحوال، فمن تعثُّر منتخبنا الأول وعجزه عن التأهل، إلى ذهاب الهلال إلى كأس العالم للأندية بلا صفقات، وقبلها صمت مطبق من لجنة التوثيق أمام مزاد البطولات، وعجز اتحادنا السعودي الموقر عن إيقاف حراج البطولات، وعجز اللجان عن إصدار قرار تأخر باص النصر عن لقاء الوحدة وإنهاء الأمور بقرار نافذ.
منتخبنا إلى أين مع الأجانب؟
خسر التأهل المباشر وذهب للملحق الآسيوي الذي قد يخرج منه كذلك بخفي حنين، خرج الأخضر بعد تصفيات آسيوية متعبة نفسياً وبدنياً، بدأت بتخبطات الاتحاد السعودي لكرة القدم بداية من التعاقد مع الإيطالي مانشيني مروراً بتقليص فرصة مشاركة اللاعب المحلي بفضل زيادة عدد الأجانب وتقليص عدد المحليين، وهو اقتراح مدرب الفتح السابق الذي أقيل (الصربي) بيليتش وبموافقة المدرب (الإيطالي) السابق لمنتخبنا الذي أقيل مانشيني، وبمباركة من المدير الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم (المغربي) ناصر لارغيت؟!! ليجني منتخبنا قراراً متخبطاً من (الصربي والمغربي والإيطالي) ويخوض التصفيات بتشكيل غالبيته من اللاعبين الاحتياطيين في أنديتهم؟!! الأخضر الذي غاب عن نهائيات 2010 و2014 عاد بقوة في تصفيات 2018 و2022 وتأهل بكل جدارة، سيدخل هذه التصفيات الحالية الأصعب كونه سيلعب ملحقاً ولأول مرة ومع منتخبات متعطشة للتأهل.
فهل أولئك تهمهم مصلحة الكرة السعودية أكثر من السعوديين الأكفاء وهم كثر؟!! سؤال نوجهه للاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى رأسهم الأستاذ ياسر المسحل، أين مدربونا الوطنيون أمثال خالد القروني وخالد العطوي وسعد الشهري وغيرهم الكثير؟
الهلال وكأس العالم
قاربت كأس العالم للأندية 2025 من الانطلاق ولم يتبق سوى أيام قليلة سنشاهد معها ممثل الكرة السعودية الهلال في المحفل العالم والتي تأهل لها بصفته بطلاً لدوري أبطال آسيا 2021 وتم الإعلان عن تأهله ومشاركته في العام 2023، وأقيمت القرعة في سبتمبر 2024 وتعرف الفريق الهلالي على منافسيه وهو ما يسبق البطولة بحوالي 6 أشهر.
كل هذه الجدولة لم تشفع لإدارة الهلال والقائمين على الفريق بالتحرك والعمل على إعداد فريق لمشاركة فاعلة بتدعيم الصفوف الهلالية بلاعبين مميزين، ولم تستغل الإدارة الهلالية الفترة الاستثنائية لمدة عشرة أيام التي تسبق البطولة، بل ذهبت لمطاردة السراب وسارت خلف لاعب متلاعب بالوعود وأضاعت فرصة ثمينة لتقوية الصفوف وتلبية رغبات المشجع الهلالي بصنع فريق قوي يذهب بعيداً في البطولة وليدخل الهلال بشكل أفضل، ليضع المشجع الهلالي يده على قلبه بعد كل هذا خوفاً من مشاركة ضعيفة.
شعارهم لا تدعموا الهلال
يصطفون مع بعضهم ُبعضاً يتكاتفون جنباً إلى جنب ويأخذ بعضهم يد البعض الآخر ليس حباً لبعضهم، ولكن كرهاً للهلال، هذا هو حال جماهير الأندية الثلاثة المنافسة للهلال (مجازاً) نصر واتحاد وأهلي، رأينا جماهيرهم وإعلامهم (ينوح) ويكاد أن يجن ليس لأن فريقه لم يُدعم، بل لأن الهلال تعاقد مع مدرب فقط بعد فترة طويلة من الفراغ وهو مقبل على مشاركة عالمية، بينما أنديتهم تتمتع بإجازات وستتفرج على الكبير الهلالي زعيم القارة وسيد أنديتها يقارع كبار العالم في التظاهرة العالمية بعد أيام.
حالة البؤس التي عاشتها تلك الجماهير تترجم مدى ما يمثله الهلال من هاجس وقلق لدى أولئك، على الرغم من تنوع اللاعبين والأجهزة الفنية التي تعاقدت معها أنديتهم وخوفاً من تعاقد الهلال مع لاعبين، ولم يهدأ لهم بال سوى بانتهاء الفترة الاستثنائية وبلا تعاقدات هلالية.
همهم وجل اهتمامهم هو ألا يدعم الهلال فقط تحت شعار (لا تدعموا الهلال).
سلمان قطع حبل الوصل
خروج قائد الهلال السابق سلمان الفرج قبل أسبوع في لقاء متلفز يبدو أنه قطع الشك باليقين الذي كان عليه غالبية الجمهور الهلالي في وقت سابق، فالفرج وجه سهامه في كل اتجاه ولم يحفظ مكانته في قلوب الهلاليين بل قطع حبل الوصل، ولم يسلم منه أسطورة الهلال سامي الجابر ولم يسلم من غمزه ولمزه رئيس الهلال الحالي فهد بن نافل، وكذلك أفصح عن تهربه ومزاجيته وعقابه للهلال (حسب كلامه) برفض اللعب وهو جاهز؟!! في رسالة غريبة أعقبت رسائل سابقة أكثر غرابة في أوقات تجديده لعقده أكثر من مرة.
لاعب نيوم الحالي سلمان الفرج اعتقد أن الهلال بالنسبة له ماضٍ وأجزم بأنه عند الهلاليين الآن مجرد لاعب مثل الهلال ورحل ليس كمن مثل الهلال وحفظ له الود وحافظ على أسطوريته، والأمثلة كثيرة آخرهم زميله في نيوم محمد البريك.
التوثيق وحراج البطولات
لجنة التوثيق التي أنهت اجتماعاتها في وقت سابق بعد عمل دام لأكثر من 13 شهراً وهذا عمل جميل أن تبدأ مشروعاً لتوثيق تاريخ الحركة الرياضة السعودية منذ أمد بعيد يعود تاريخه إلى بداية ممارسة كرة القدم في المملكة العربية، وأبدعت اللجنة في سرد الوقائع والوثائق التي استعانت بها من مصادر عدة حكت تاريخ الرياضة بداية من عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى يومنا هذا.
الملف التوثيقي ضم العديد من الأمور واشتمل على الكثير من الإثباتات وبقدر نجاح اللجنة في سرد الوقائع بالوثائق إلا أنها فشلت في الجزء الأهم الذي يهم الوسط الرياضي بكافة ميوله وأطيافه وهو توثيق البطولات السعودية، فتاريخ الحركة الرياضية حفظته الوثائق فيما ضاع توثيق البطولات بين رأي وتصويت، بعدما سنت اللجنة معايير وآلية جديدة لتحديد ماهية البطولات الرسمية وغير الرسمية، وخلطت الحابل بالنابل وتركت الحبل على الغارب لتفتح أبواباً جديدة لصراعات جديدة بين الجماهير لن تنتهي، وخرجت من اجتماعها بلا قرار أو بيان يغلق كل باب ويسكت كل فم.
أن تسن معايير جديدة للبطولات وتقرها بأسلوب التصويت وتجعل من بطولة كأس الملك التي أقيمت وفق لوائح ومعايير واضحة على مستوى منطقة أو مناطق كبطولة دوري فهذا قمة التباين والتناقض، وبذلك تضيع هوية البطولات وجهد الأندية التي كافحت ونافحت لتحقيق البطولات، ومع نهاية موسمنا الرياضي الفارط أصبحنا وسط مزاد أشبه بحراج للبطولات وكل نادٍ يغني على ليلاه ويرفع عدد بطولاته كيفما شاء بلا حسيب ولا رقيب، وسط صمت مطبق من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة التوثيق التي لم تعلن عن النتائج وبأرقام تنهي الجدل.