لم يكن الحدث مفاجئاً ولم تكن التفاصيل رواية من الخيال من قصص ألف ليلة وليلة، بل كانت حقيقة تسطع كسطوع الشمس في رابعة النهار بتوقيت ميامي، زعيم آسيا ووصيف العالم الهلال السعودي يحجم ملك أوروبا وزعيمها ريال مدريد ويحاصره في ملعبه لشوط كامل ويقاسمه السيطرة لشوط آخر، وتنتهي المباراة بتعادل تاريخي بين الفريقين ، فلم يسبق لنادٍ من خارج أوروبا أن استطاع تجنب الهزيمة في مواجهة تجمعه مع الملكي المدريدي في بطولة رسمية إلا الهلال العالمي صانع مجد الكرة السعودية وابنها البار ومشرفها دوماً في المحافل الدولية.
الهلال فرَّط في حسم المباراة من الشوط الأول وتقبل هدفاً من هجمة مرتدة ولكنه عاد سريعاً للمباراة من نقطة الجزاء، وفي الشوط الثاني أدرك المدرب القدير إنزاغي بأن الريال سوف يندفع، فلعب الشوط بتكتيك رائع حافظ فيه على مرمى الهلال مع اللعب على تحولات هجومية سريعة كادت أن تؤتي أكلها لو امتلك المهاجم الصريح ليوناردو الخبرة الكافية والتركيز، ولكن الخبرة والتركيز مكنتا الحارس الأمين بونو من المحافظة على شباكه في مناسبتين إحداهما كانت من نقطة الجزاء.
نعم كان الهلال قريباً من حصد نقاط المباراة ، ولكن الخروج متعادلاً مع زعيم أوروبا يعد مكسباً في ظل ظروف الهلال الفنية، فقد دخل البطولة بجهاز فني جديد ومن دون إضافات فنية جديدة وبغيابات لبعض عناصره الأساسية بسبب الإصابات.
بالتوفيق للهلال العالمي ممثل الكرة السعودية والعربية والآسيوية في القادم من مباريات في كأس العالم للأندية 2025 وفاله التأهل إلى الدور ثمن النهائي والذهاب بعيداً في البطولة.
بالمختصر المفيد
- الفجوة كبيرة ما بين جمهور يستمتع بإنجازات ناديه ويفخر بنجاعته بكتابة التاريخ في مشاركاته المحلية والقارية والعالمية وجمهور آخر يسعى للتقليل من ذلك من دون ملل أو كلل!!
- عودة الهلال لمستواه الطبيعي في مباراته الأولى في المونديال كفريق ثقيل في الملعب ومتوازن في كل الخطوط تثبت أن الأسباب في هبوط مستوى الفريق في الثلث الأخير من الموسم الماضي كانت فنية بحتة يقف خلفها جهاز فني قدم كل ما لديه وتأخرت إدارة النادي في استبداله!!
- كشفت مباراة الهلال والريال والأحداث المصاحبة لها قبل المباراة وخلالها وبعدها حجم الشعبية والشهرة التي يحظى بهما الهلال العالمي زعيم آسيا في الأوساط الجماهيرية والإعلامية العالمية.
- تصريحات رئيس نادي ريال مدريد بيريز حول الهلال ووصفه للمباراة بين الفريقين بأنها نهائي مبكر لم يأتِ من فراغ بل لإدراكه بأن الكرة السعودية قد خطت خطوات متقدمة في عالم كرة القدم، في ظل ما تجده من دعم ومتابعة من الدولة - أدام الله عزها - وأن زعيمها الهلال لن يكن صيداً سهلاً للريال وهذا ما حدث، فقد كان الهلال نداً قوياً له بالمباراة بل وتفوق عليه في أجزاء كثيرة منها.
- الهلال السعودي يتعادل بكل جدارة واستحقاق مع بطل دوري الأبطال 24 ريال مدريد وكاد أن يفوز عليه ، وبوتافوغو البرازيلي يهزم بطل دوري الأبطال 25 باريس سان جرمان 0 - 1 ، وفلامنجو البرازيلي يتفوق على بطل دوري الأبطال 21 تشلسي 1-3 ، وانترميامي يفوز على النادي البرتغالي العريق بورتو 1-2.
ماذا يحدث في كأس العالم للأندية 25 ؟ هل الفروقات الفنية في كرة القدم بين أوروبا وبقية القارات قد تضاءلت؟ هذا ما سنعرفه مع نهاية هذه البطولة.
وختاماً أتمنى التوفيق لكل الفرق العربية المشاركة في هذا المونديال وأن يكون الفوز حليفها فيما تبقى من مباريات.
يتجدد اللقاء معكم كل أحد بفكرة جديدة.
** **
- محمد المديفر
X:@mohdalimod