في نهاية العام الهجري 1446هـ «وبداية إجازة نهاية العام الدراسي» لعلي أجدها فرصة سعيدة لأن أبارك للجميع النجاحات والإنجازات التي تحققت لهم على أصعدة مختلفة، وأرجو لهم إجازة ماتعة ونافعة، وهي بلا شك فرصة لمكافأة الذات وممارسة الهوايات والأنشطة الإيجابية في مختلف المجالات وقضاء الأوقات فيما يعود بالنفع.
وفي لحظات صفاء الذهن يجد الإنسان فرصة لإعادة حساباته والاستعداد للبدء في عطاء جديد بخطوات أعلى ثقة وأكثر اتساعاً.
والفطين من يستثمر وقت الفراغ، والذي يعد سلاحا ذا حدين، وذلك خلال الإجازة فيما يعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه ووطنه بالفائدة في مختلف الممارسات الاجتماعية والتنموية.
وبالتأمل في العبارة التي أطلقها الدكتور غازي القصيبي رحمة الله: «العمل لا يقتل مهما كان شاقاً وقاسياً، ولكن الفراغ قد يقتل حتى أنبل ما في الإنسان».
فالفراغ هو العدو الحقيقي في تشتيت الإنسان وتخبطه! أما المغمور باهتماماته يكون متزنًا حتى في انفعاله تجاه الأشخاص والمواقف و الحياة بشكل عام؛ لأنه ببساطة لا يملك الوقت لينجرف تجاه أي سلوك أحمق أو غير مسؤول!
ومن الملاحظات والتجارب المشاهدة فإن الإنجاز والعطاء عاملان مهمان في الشعور بالسعادة، وأستشهد بقول الكاتب والروائي محمد شكري: «على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته».
ولا أعني في هذا المقام الانشغال في الإنجازات ذات المجهود العالي أو العطاءات الكبيرة إنما إدراك المنفعة فيما تيسر؛ وكفى بأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
فمن المجدي إلحاق أبنائنا وبناتنا بالبرامج الصيفية التي تجمع بين المعرفة والترفيه لما لها من دور فاعل في بناء شخصياتهم واكتشاف ميولهم وصقل مواهبهم.
ولا يفوتك أن نعرّج على الأساليب التربوية الإيجابية من خلال مشاركة الأبناء في الأنشطة التي يميلون اليها ويجدون أنفسهم فيها ما يشعرك بالاعتزاز والفخر، ويوطد العلاقة الطيبة بين الآباء وأبنائهم، واجعل لك اثراً طيباً يذكر فيشكر.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ».
حقيقة الفراغ تعاسة إذا سرق منك وقتك وأخذك للتركيز على صغائر الأمور! وهو كذلك نعمة إن أمدك بفسحة الوقت والجهد لتجويد حياتك ومن حولك.
أخيراً.. تقبل الله أعمالنا وحفظنا في ديننا وأوطاننا.. ومن نجاح إلى نجاحات ومن خير إلى خيرات.
** **
- د. ابتسام بنت عبدالله بن هديان