بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
نبه الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح المحامي والمستشار الشرعي، ومن المهتمين بالشأن الاجتماعي والأسري على ظاهرة لها مخاطر جسيمة وعواقب وخيمة بدأت تنتشر في المجتمع، مع تطور وتزايد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن التباهي عبر التصوير عادة هدامة لا مفخرة، ففي زمنٍ أصبح فيه الهاتف الذكي أقرب إلى الأنفس من الأهل، تسللت عادات جديدة إلى مجتمعاتنا، من أخطرها عادة تصوير الموائد والسفريات والمشتريات ونشرها للعامة بلا مراعاة ولا وعي، وهذه العادة التي يراها البعض بسيطة ومسلية، قد تكون سببًا في تفكك بيوت، وتحطم نفوس، وتفاقم الحسد، واشتعال نار المقارنات القاتلة.
وقال الشيخ رضوان المشيقح في حديثه لـ«الجزيرة»: كم من أسرةٍ تعيش على الكفاف ترى هذه المشاهد فتتحسر، وكم من طفل يتيم، أو أرملة معدمة، أو فقيرٍ ذي عيال، يرى تلك الصور ويتمنى أمنيةً يعلم أنها لن تتحقق له، ألا يخشى من يفعل ذلك من دعوة مظلوم أو قلب مكسور؟.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»؛ فأين الخير في نشر ما يؤذي الغير؟ وأين الرحمة في استعراض ما يثير الغيرة؟ وقد جاء في الأثر: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان». فالكتمان بركة، والإظهار فتنة، وخاصة إذا كان في غير موضعه.
وشدد الشيخ رضوان المشيقح القول: إن التباهي بهذا الشكل - خصوصًا من النساء والأطفال وسفهاء العقول- دليل على فراغ داخلي، وضعف في تقدير الذات، وشعور بالنقص يريد صاحبه تغطيته بمظاهر جوفاء، مشيراً إلى أنه من حق الإنسان أن يفرح، وأن يسافر، وأن يشتري، ولكن ليس من حقه أن يؤذي قلوب الآخرين، أو يُشعل فتيل المقارنة بينهم وبين أهلهم؛ فالرحمة مطلوبة، والحكمة فرض، والنشر لا يجب أن يكون بلا ضابط ولا رقيب.
وناشد العقلاء في ختام حديثه: خذوا على أيدي سفهائكم، ربوهم على الحياء، وعلى مراعاة مشاعر من حولهم، وعلموهم أن الكرام لا يتباهون، وأن النُبلاء يستترون، وأن أهل الفضل لا يفتنون غيرهم، ولنتذكر دائمًا: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطن»، فكيف إن كان تصويره هو ما يملأ العقول والقلوب حسرةً وغلاً؟