الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
السهر لغير حاجة قد يؤدي إلى أضرار دينية وصحية واجتماعية، ويفسر علماء الأمة سبب النهي عن السهر لكونه يؤدي إلى مخالفة نظام الحياة الطبيعي من نوم الليل وعمل النهار.
«الجزيرة» التقت عددا من المختصين للحديث عن السهر، ومحاذيره الشرعية، ومخاطره الصحية والاجتماعية.
التخلف عن مسيرة البناء
يقول الدكتور مسعد بن عايض الدوسري المستشار الشرعي: نحن نعيش فترة إجازة الهدف منها عظيم يعود على الفرد، والمجتمع، كيف لا يكون كذلك وفيه لقاء العائلة، واجتماع الأسر بعد طول مدة انشغل الكل بأعماله، ومراعاة أموره، وأمور من يعول يسعد بسعادتهم، ويحزن بحزنهم، ويحدوه الشوق إلى هذه الإجازة التي تجمع المجتمع الجميل النقي الأسري ويزداد بهجة وأنسا بوجود الوالدين، أو أحدهما، وهنا ثمة توجيهات للجميع:
1- مراعاة النفوس والحرص على الوئام المجتمعي وعدم الفرقة والنزاع.
2- زرع المحبة والألفة في المجتمع وارادة الخير للجميع.
3- الحرص على الطاعات في وقتها والحذر من التخلف عنها.
4- الحذر من السهر الذي يعود بالبطالة والأمراض وترك الواجبات والتخلف عن مسيرة البناء لهذا الوطن.
5- الحرص على كسب علم أو مهارة واستغلال الإجازة في ذلك.
6- الانخراط في الأعمال التطوعية للقضاء على الفراغ.
إن الفراغ والشباب والجدة/ مفسدة للمرء أي مفسدة.
حفظ الله بلداننا، وولاة أمرنا، وجميع مجتمعنا، وجعلها إجازة بناء، وعمار، وتوفيق، وحفظ شبابنا وفتياتنا من جلساء الهدم والدمار، وختم هذه الأوقات الجميلة بالأفراح، والمسرات، وأعاد الجميع بنهايتها إلى محافظاتهم، وبيوتهم سالمين غانمين.
ضعف الجهاز المناعي
ويؤكد الدكتور عروة بن محمد حاميش أخصائي الأمراض الباطنية بالرياض أن السهر المفرط ولساعات طويلة، خاصة إذا كان ذلك بشكل مستمر، له تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة العامة والأداء الوظيفي، ومن أبرز هذه التأثيرات: ضعف الجهاز المناعي، وقلة النوم تقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، وتزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والأمراض المزمنة مثل: السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أن النوم غير الكافي يخلّ بتوازن هرمونات الجسم مثل: الكورتيزول والأنسولين، مما قد يؤدي إلى: زيادة الوزن، وخلل في مستويات السكر في الدم، مشيراً إلى حدوث مشكلات نفسية حيث يزداد القلق والاكتئاب، وتقلبات المزاج وسرعة الانفعال، كما أن السهر المزمن يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل: ارتفاع ضغط الدم، الجلطات القلبية الحادة، واضطرابات الجهاز الهضمي، والسهر غالبًا ما يرتبط بتناول وجبات ليلية دسمة أو غير صحية، مما يسبب عسر الهضم الحموضة، وزيادة الوزن.
قلة الإنتاجية
ويشدد د.عروة حاميش الاختصاصي بالرياض بتأثير السهر على الأداء الوظيفي، حيث ينخفض مستوى التركيز والانتباه، ويؤدي إلى بطء الاستجابة للأوامر، وزيادة احتمالية ارتكاب الأخطاء، وضعف الذاكرة قصيرة المدى يؤثر على القدرة على استيعاب المعلومات وتذكرها لاحقًا، كما أن السهر يؤدي إلى الإرهاق الذهني والبدني، مما يقلل من القدرة على إنجاز المهام بكفاءة، ويؤثر على التفكير التحليلي والمنطقي، ما ينعكس سلبًا على نوعية القرارات المتخذة، وزيادة فرص الحوادث المهنية، وقلة النوم تُضعف ردود الفعل وتزيد من فرص الحوادث في مواقع العمل، خاصة في الوظائف التي تتطلب التركيز العالي مثل: القيادة، والعمل على الآلات، الوظائف الطبية.
وقدم د.عروة حاميش أخصائي الباطنية بالرياض نصائح لتقليل آثار السهر أو تجنبه، ومنها: تنظيم جدول نوم ثابت بقدر الإمكان، وتقليل استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب المنبهات (كالكافيين) في المساء، وتهيئة بيئة نوم هادئة ومظلمة.
زهايمر متوسط
ويقول الدكتور محمود بن محمد المدني المحامي والمستشار القانوني: تأثرت كثيراً عندما تم تشخيص والدة صديقي العزيز بالزهايمر المتوسط وهي في بداية السبعين من عمرها، وكان من أهم الأسباب التي ذكرها الأطباء في سبب حالتها أنها كانت تسهر خلال الثلاثين سنة الأخيرة إلى الفجر ثم تنام بعدها، مما جعل الدماغ لا يحصل على راحة كافية في الوقت الذي لا بد أن يرتاح المخ في الساعات الذهبية للنوم (وهي تبدأ قبل 12 في الليل)، الأمر الذي جعل مخها يفقد من قدرته وكفاءته مقداراً بسيطاً جداً كل يوم، حتى يأتي اليوم الذي يظهر ذلك النقص في كفاءة الدماغ بشكل واضح، مشدداً على أن جودة النوم ليست (ترفا) بل ضرورة قصوى لتكن خط الدفاع الأول عن دماغك، ونصيحتي بعدم التعود على السهر أبداً، وأمنح عقلك راحة كافية بالنوم في الساعات الذهبية حتى يستمر سنوات بكفاءة عالية.