الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد الدكتور علي بن يحيى بن علي الحدادي الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أهمية قيام الأسرة باحتواء أبنائها وبناتهِا وأن توضّحَ لهم الحقَّ من الباطل، والطَيِّبَ من الخبيث، والصالحَ من الطالح، بميزان القرآن والسنة، حتى لا تختلِطَ عليهم المفاهيم، وينسلخوا من دينهم وأخلاقِهم وقيَمِهم من حيثُ لا يشعرون، مذكراً بالمسؤوليةَ المعلّقةَ بأعناقِكم في قولهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ -يعني إذا عَصَوه ولم يَتَّقُوه- وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، وفي قوله صلى الله عليه وسلم :»كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» نسأل الله الإعانة عليها.
وقال الدكتور علي الحدادي في حديثه «للجزيرة» إن الحياءَ يأتي في مقدمة الأخلاق الفاضلة فهو خُلق الإسلام، وهو من شُعَبِ الإيمان ومن نُزع منه الحياءُ نزُعَ منه الخير قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء شعبة من شعب الإيمان)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) فمن استحيا من الله تعالى لم يعصه، ومن استحيا من الخلق لم يجترئ على البَذَاء والفُحش والفجور، وعلى الأبوينِ ومَن يقومُ مقامَهما أن يُعْنَوْا بتربية الأبناء والبنات على الحياء من الله تعالى حتى يراقبوه سِرّاً وجهراً، وعلى الحياءِ من الخلق في لباسِهم، وزينتِهم، ومَنطقِهم، وتعاملهم.
واسترسل د. علي الحدادي بالقول: إذا تساهلت الأسرة في شأنِ الحياءِ نشأ أبناؤهم وبناتُهم على مسلك معوج لا يرضاه دينٌ ولا عقلٌ ولا فطرةٌ سليمة من البَذاء والفُحْش، وسوءِ الأدب، والمجاهرةِ بما يسخط الله، مشيراً إلى أن العِبء اليومَ ثقيلٌ على الأسر لكثرةِ قنواتِ الشر التي تُقبّحُ الفضيلة وتزيّن الرذيلة وتُقدِّمُ قُدواتٍ للشبابِ والفتياتِ وهم لا يمثّلون دينَنا ولا أخلاقَنا ولا قيمَنا؛ من أجل تجريدِ الأجيال الناشئةِ والقادمة من دينِها وأخلاقِها الذي هو سِرُّ قوّةِ هذه البلاد ونهضتِها وتماسُكِها والتفافِها حولَ قيادتِها؛ فإذا انفرطتِ الأخلاقُ انفرطَ عِقْدُ المجتمعِ وتقطعتْ أوصاله، وتهدّم بنيانه، وهذا ما يريدونه لنا، ردَّ الله كيدَ مَن يريدُ بنا سوءاً في نحرهِ إنه قويٌّ عزيز.
وشدد الدكتور علي الحدادي في حديثه على أهمية ألا نجعلَ ما يُعرض في وسائل التواصل من النماذجِ السيئة سواءً من الذكور أو الإناث، وسواءً من الشبابِ أو الكهول ألا نجعل ذلك هو الميزانَ الذي نقيّمُ به حالَ المجتمع، فالحمد لله مجتمعُنا مجتمعٌ مُعتزٌ بدينهِ وقِيَمهِ وحيائهِ وحِشمتِه، ومن شذَّ فإنما يمثّلُ نفسه ولا يمثّلُ المجتمع، مع التنبّه إلى أنّ كثيراً ممن يخرجون بصورة أخلاقيةٍ قبيحةٍ في وسائلِ التواصلِ ناسبينَ أنفسَهم إلى هذا المجتمع بانتمائهمِ إلى جنسيتِه أو إلى إحدى قبائِله أو إحدى مناطقِه هم في الحقيقة ليسوا منه لكنّهم مأجورون يريدون تحقيقَ مكاسبَ متعددةٍ من هذا العمل، ومن تلك المكاسب: الشهرةُ التي تُدِرُّ عليهم الأموال. وتشويهُ صورةِ المجتمعِ السعودي، وتشجيعُ الفتيانِ والفتياتِ على التمرد على الأخلاق والقِيَم، والتجرؤُ على كلِّ ما حرّمَ الله.