ينطلق دوري روشن للمحترفين الخميس القادم في نسخته الخمسين للموسم 2025-2026 والتي سوف يشارك فيها 18 نادياً محترفاً بواقع تسع مباريات في كل جولة والواضح من البرامج الإعدادية للأندية وحجم الانتدابات الأجنبية التي تمت أن التنافس فيه سيكون حامي الوطيس على بطولة الدوري والمراكز المتقدمة المؤهلة للبطولات الآسيوية والإقليمية، وحتى في التنافس على البقاء ضمن أندية دوري روشن لأندية القاع في الدوري.
ويمكننا تقسيم أندية دوري روشن في منافسات الدوري إلى ثلاث مناطق وهي: منطقة المنافسة على بطولة الدوري والمراكز الخمسة الأولى، وهي ستتكون حتماً من أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والقادسية وأندية المنطقة الدافئة والتي سوف تتنافس على المراكز من السادس إلى الثالث عشر وهي من الأرجح ستشمل أندية الشباب والتعاون ونيوم والاتفاق والرياض والفيحاء والفتح والخليج وأما الأندية الخمسة المتبقية فستكون في الغالب في منطقة الهبوط بحيث يهبط منها ثلاثة أندية وينجو من الهبوط ناديان مع إمكانية تبادل المراكز بين الأندية في كل المناطق خاصة بين الثانية والثالثة، وستكون المنافسة صعبة على الأندية الصاعدة لدوري روشن في هذا الموسم ما عدا نادي نيوم، الذي قامت إدارته بعمل رائع بإعداد فريق قوي، وذلك حسب التعاقدات الفنية التي تمت له، وربما يكون الحصان الأسود في الدوري ويقتحم بشجاعة المنطقة الأولى منطقة المنافسة على اللقب والمراكز الخمسة الأولى في الدوري إذا ما حدث الانسجام سريعاً بين عناصره وتوصل المدير الفني له لأسلوب لعب يناسب ما لديه من من زاد بشري.
وكل هذه التقسيمات لمناطق الدوري وتسكين الأندية فيها هي مجرد قراءة لتحليلات فنية على الورق مستمدة من واقع استعدادات الأندية للموسم الجديد وإمكانياتها الفنية وتاريخها في الدوري، ولكن الواقع على المستطيل الأخضر قد يكون مختلفاً ويقلب التوقعات ويحدث الإثارة والمتعة.
والدوري السعودي بات دورياً عالمياً بوجود محترفين أجانب بجودة عالية وأجهزة فنية عالمية تشرف على بعض الأندية فيه مما رفع من قيمته الفنية ليتخطى بعض الدوريات الأوربية واللاتينية ويكون قريباً من الدوريات الخمسة الأولى على مستوى العالم وهي تعد فرصة ذهبية للاعبين السعوديين للاستفادة من القيمة الفنية العالية للدوري الذي يلعبون به للارتقاء بمستوياتهم وكسب الخبرات من النجوم العالميين الذين يلعبون معهم أو ضدهم ومن الأجهزة الفنية التي تدربهم مما سيعود بالنفع على المنتخبات الوطنية ويسهم في تحقيق الأهداف المرجوة منها بتشريف الوطن في المحافل القارية والعالمية.
كل الأماني بأن يكون دوري روشن بنسخته الجديدة دورياً تنافسياً على نطاق واسع ومثير وممتع ومتابع عالمياً يعكس حجم التطور في الكرة السعودية في ظل الدعم الكبير الذي تجده من الدولة -أعزها الله- ضمن مشروع كبير يهدف إلى الارتقاء بالرياضة السعودية إلى مصاف العالمية.
بالمختصر المفيد
- كنت أتمنى لو لعبت ثلاث جولات من دوري روشن قبل التوقف لأيام «الفيفا» في مستهل شهر سبتمبر القادم وذلك لتجهيز اللاعبين الدوليين للمباراتين الوديتين التي سيخوضهما المنتخب الوطني فيه استعداداً للملحق الآسيوي الذي ستلعب مبارياته في شهر أكتوبر القادم في محافظة جدة.
- نجاح التحكيم في الدوري ينعكس إيجابياً على المستوى الفني له والعكس صحيح والمسؤولية في ذلك تقع على عاتق لجنة التحكيم بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإخراج دوري ناجح تحكيمي من دون أخطاء كارثية تؤثّر على نتائج المباريات وفي ظل توفر تقنية حكم الفيديو المساعد VAR يفترض أن لا تكون هناك أخطاء تحكيمية مؤثّرة.
- الصورة المبدئية للتنافس على بطولة دوري روشن للموسم الجديد ستكون واضحة في الجولات الثماني الأولى منه ومع نهاية الدور الأول ستكون المنافسة قد حصرت ما بين ثلاثة أندية وربما أكثر حتى تتقلَّص إلى منافسة ثنائية في منتصف الدور الثاني إلى أن يتم حسم البطولة في الجولات الثلاث الأخيرة منه.
- توقعاتي بأن التنافس على لقب الدوري سيكون محصوراً ما بين ثلاثة أندية وهم زعيم لهذا الدوري لا يغيب عنه طويلاً تربطه به علاقة ود أبديه وناديين آخرين طالت غيبتهما عنه وسيكون كأس البطولة حائراً ما بين عشقه الأبدي وحنين من اشتاقوا إليه.
وكل أحد يتجدد اللقاء معكم في فكرة جديدة.
** **
- محمد المديفر
X:@mohdalimod