أخذ الابن من مال أبيه بدون علمه
* أنا أشتغل مع أبي وأبي لا يعطيني راتبًا، وأنا آخذ بدون علمه لحاجتي الشخصية فقط.
- إذا كان الأب يستعمل ولده في مهنته، في تجارته، في زراعته، في صناعته، فله ذلك، له الحق في أمره ونهيه، وإذا كان الولد يحتاج فيجب على الوالد أن يبذل له ما يحتاجه بالمعروف، فإذا امتنع الوالد من بذل ما يجب عليه فللولد أن يأخذ ما يكفيه بالمعروف، كما جاء في حديث هند امرأة أبي سفيان -رضي الله عنهما- حينما قالت للنبي -عليه الصلاة والسلام-: إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: «خذي ما يكفيك وولدك، بالمعروف» [البخاري: 2211]، فمثل هذا في النفقة الواجبة يأخذ ما يكفيه بالمعروف لا يزيد على ذلك.
* * *
تعلم السحر
* هل يجوز تعلُّم السحر؟ وما الدليل من الكتاب والسنة؟
- في قوله -جل علا-: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ)، وفيه: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر) [البقرة: 102]، وحينئذٍ لا يجوز تعلم السحر؛ لأنه قد يجر صاحبه إلى فعلِه، وفعلُه كفر (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر)، فتعلمه حرام، وإن قال بعضهم: إن مَن يتعلمه ليتقيه ويُكفى شره يجوز له، لكن هذه حجة باطلة وعليلة؛ لأن الإنسان يُعرِّض نفسه إلى أمر عظيم، وهو الكفر، فالسحر شأنه عظيم، وخطره كبير، فكونه يقول: أتعلمه من باب: تعلمتُ الشرَّ لا للشر ولكن لأتقيه، فالأمة من صدرها الأول إلى يومنا هذا بل إلى قيام الساعة جماهيرهم لا تعرف السحر، ولا تعلموه، ولا وقعوا فيه. وعلى الإنسان أن يتعلم العلم الشرعي من الكتاب والسنة، ويستمسك بأقوال الأئمة المحققين، ويعرف ما جاء عن النبي - عليه الصلاة والسلام - عن السحر وأهله؛ ليتقيه، لا أن يتعلمه، فتعلُّمه لا شك أنه يُقرِّب من معلميه وهم الشياطين، فيقع الإنسان فيه بعد أن تعلمه بحجة أنه يتقيه، فالبعد عنه كل البعد هو الوقاية منه ومن أهله. وعليه - أي: السائل - أن يبذل الأسباب في الاتقاء من السحر، وجاءت نصوص في الوقاية من السحر كتعلم سورة البقرة وأنها «لا تستطيعها البطلة» [مسلم: 804] أي: السحرة، وكذلك التصبُّح بسبع تمرات «مَن تصبح سبع تمراتٍ عجوة، لم يضره ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ» [البخاري: 5445]، ويُكثر من ذكر الله والالتجاء إليه والدعاء بأن يعصمه من الشياطين وسحرهم، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يُعوِّذ الحسن والحسين بقوله: «أُعيذكما بكلمات الله التامَّة من كل شيطانٍ وهامَّة» [البخاري: 3371/ وأبو داود: 4737]، وهكذا، وبهذا يعيذه الله من شرهم وشركهم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء - سابقاً