ولد -رحمه الله- في عام 1314هـ وتربى في كنف والده الشيخ عبدالعزيز الصرامي الذي تولى القضاء في الخرج ثلاثين عاماً، قرأ على والده، ثم قرأ على الشيخ سعد بن سعود آل مفلح قاضي محكمة وادي الدواسر حيث كان يعمل كاتباً لدى إمارة وادي الدواسر.
ولما رأى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- خطه سأل كاتبه المعروف إبراهيم بن عبدالله الشايقي عن صاحب الخط، فأجابه بأن هذا خط عيسى ابن الشيخ عبدالعزيز الصَّرامي، ثم طلبه الملك عبدالعزيز كاتباً بالديوان فالتحق به فأصبح من كتاب الديوان، غير أن ظروفه الصحية لم تساعده على الاستمرار في ذلك العمل.
وله معرفة بالتاريخ والأدب، وأنساب العرب.
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: أخبرني الشيخ عيسى بن عبدالعزيز الصًّرامي قاضي الخرج أن الباز الموجودين بنجد من قبيلة السهول القبيلة العربية المعروفة.
((جريدة الجزيرة عدد 3095 في 29/3/1401هـ ص23))
كما أن له اطلاعاً جيداً على سير الفلك وحسابه وأوقاته وبروجه ومنازله وله خط مشهور، وقد كتب (زاد المستقنع) وكتب ديوان الشاعر المشهور العالم السلفي الشيخ أحمد بن علي بن مشرف، وقد كتب عدة أجزاء من الآداب الشرعية للإمام الشيخ محمد بن مفلح -رحمهم الله- وله (جمع الكلام في تصدير الخطوط وتحسين السلام).
كانت ذاكرته تختزن كثيراً من الأشعار، ومن الأخبار، ومن أعجب الأبيات التي سمعتها منه قول الشاعر:
وما الموت إلا سارق دق شخْصُه
يصول بلا نابٍ ويسعى بلا رجل
وقد دون بعض قصائده بخط يده، وكان يمهد لكل قصيدة بمقدمة يؤرخها، ومن قصائده:
(الوجد على الصديق المخلص السالم من الشنآن) 32 بيتاً مطلعها:
أجول بفكري في فئام العوالم
لعلي أرى خِلاً صفياً ملازم
وقصيدة (شكوى الحال إلى ذي العزة والجلال) 50 بيتاً.
بحمد الله أبدأ في المقال
وشكراً للإله بكل حال
وقصيدة (نصحتك جاف النفس عن موطن الذل) 31 بيتاً.
نصحتك جاف النفس عن موطن الذل
وبعه ولو بالرخص واترك ما يُغْلَي
وفارق بلاداً منبت الذل أرضها
ولو أن فيها منشأ النفس والأهل
وقصيدة في (مدح السخاء وأهله وذم البخل وأهله) 30 بيتاً.
سلام بعَدّ القطر من دايم الوبل
وعَدَّ حجيج البيت والنبت والرّمل
على من لغالي المالي في الجود مرخص
بإنفاقه في حالة اليسر والقِلَّ
وقصيدة (تسلية الكئيب عند حلول المشيب) 30 بيتاً.
نادى شبابي بترحال وإبعادي
أجلاه شيب تولى غالب عادي
ولى الشباب وهذا الشيب يعقبه
بضعف حالٍ ووسواس وأنكاد
وأبيات أرسلها، ومعها خطاب لوالدته: آمنة بنت محمد بن معثم، لأنها أرسلت له رسالة خرقتها بالنار:
أتاني منك كتاب هيَّج عبرتي
فأسبلت دمعي فوق خدي باكياً
وقصيدة (حُييت حُييت) قالها تحية للملك سعود، حينما زار الدلم عام 1374هـ:
حُييت حُييت عَدَّ الوبل والدَّيم
وَعَدَّ رمل اللَّوى والنَّبت والأكم
توفي الجد -رحمه الله- بمدينة الرياض في 27/8/1408هـ وصُلَّي عليه في جامع الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن في عتيقة، ودفن بمقبرة العود في مدينة الرياض.. رحم الله الجد، وأسكنه فسيح جنانه وسقى الله جدثه من شآبيب رحمته، وأعلى منزلته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ونوَّر قبره، وجمعنا به في دار كرامته.
وفي الختام أشكر الباحث الفاضل أبا أنس عبدالعزيز بن ناصر البراك على إدراج ترجمة الجد في كتابه (شعراء من الدلم) كتب الله أجره، وأسعده وأسعد ذريته في الدارين وألبسه لباس الصحة والعافية.
وأشكر الباحث الفاضل: علي بن سعود الصَّرامي على إدراج ترجمة الجد في كتابه (أسرة السادة الأشراف آل الصَّرامي) كتب الله أجره، وأسعده، وأسعد ذريته في الدارين وألبسه لباس الصحة والعافية.
** **
- سعد بن صالح بن محمد الصرامي