أسدل الستار مطلع الأسبوع الماضي على مشروع توثيق تاريخ الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالكشف عن التقرير النهائي للمشروع، والذي وثَّق تاريخ كرة القدم السعودية منذ العام 1902 إلى العام الحالي 2025 بوضع معايير محددة تم بموجبها توثيق بطولات الأندية والتي أعلنت في وسائل الإعلام المختلفة عبر جداول توضح بطولات كل ناد في مختلف البطولات، وطالما أن هذا التوثيق قد اكتسب الرسمية وتم اعتماده من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم فلا بد من إيقاف الجدل حوله والعمل به من قبل جميع الأندية ووسائل الإعلام المختلفة مهما كان لهم من تحفظات عليه، ولكن هذا لا يمنع من إبداء الرأي حول بعض المعايير التي تم بموجبها تصنيف البطولات المحلية ما بين بطولة كأس وبطولة دوري عام ودوري منطقة وغيرها وذلك من خلال النقاط التالية:
- إذا كانت بطولة الدوري قد انطلقت منذ الموسم 1957-1958 كما ذهب إليه التوثيق فلماذا أُقيمت الدورة التصنيفية في الموسم 1974-1975 والتي صنفت بموجبها الأندية إلى درجة الممتازة والدرجة الأولى مما يعني أن انطلاقة الدوري السعودي الحقيقية كانت بعد هذه الدورة التصنيفية وليس قبلها.
- من المتعارف عليه عالمياً أن نظام الدوريات يكون من خلال لعب مباريات بنظام الذهاب والإياب وفيه هبوط وصعود بين الدرجات، وهذا لم يتم إلا مع بداية الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى في الموسم 1976-1977 .
- كل بطولة منطقة تعد مرحلة من بطولة أكبر منها تعتبر تصفيات وليست بطولة مستقلة.
وكما ذكرت آنفاً أن توثيق البطولات قد تم واعتمد ويجب احترامه والعمل به من الجميع، ولكن النقاش الموضوعي حول المعايير التي طبّقت فيه سوف يستمر حتى نصل إلى قناعة تامة بها أو يتم تحديثها من قبل فريق العمل الذي أنجزها، والذي قام بعمل كبير يُشكر عليه كما يُشكر الاتحاد السعودي لكرة القدم على تبنيه لهذا المشروع الكبير.
المنتخب ورحلة التشيك
يقيم منتخبنا الوطني في هذه الأيام معسكراً تدريبياً في جمهورية التشيك استعداداً للملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 وقد لعب المنتخب مباراة ودية فاز بها على منتخب مقدونيا الشمالية بهدفين مقابل هدف وهي تعد نتيجة جيدة مع منتخب أوروبي متوسط المستوى يشارك في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال وسيلتقي منتخبنا منتخب التشيك غداً الاثنين في ختام المعسكر ومن الملاحظ في هذا المعسكر للمنتخب هو الاستغناء عن بعض الأسماء المعروفة ولعل أبرزها هم الكباتن سعود عبدالحميد وعلي لاجامي وعبدالإله العمري واستدعاء أسماء سبق لها الانضمام لقائمة المنتخب وأخرى جديدة على القائمة وحقيقة لا أعرف ماذا يدور في ذهن الكوتش رينارد، وهل هذه هي فترة تجارب أم أن هناك ظروفاً فنية وأسباباً أخرى لا نعرفها تقف خلف استبعاد بعض اللاعبين من القائمة؟ وعموماً المساحة متروكة لرينارد للعمل مع القائمة التي يراها مناسبة وما يهم هو الدخول للملحق الآسيوي بمنتخب قوي قادر على التأهل من خلال مجموعته التي تضم منتخبي العراق وإندونيسيا.
بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في مباراة الغد مع منتخب التشيك القوي وفي الملحق الآسيوي الذي سيُقام في محافظة جدة في شهر أكتوبر القادم، وفاله التأهل إلى المونديال عبر هذه النافذة.
بالمختصر المفيد
- مشروع توثيق البطولات تأخر كثيراً ولكنه تم واستمر نادي الهلال زعيماً للكرة السعودية بدون منازع، بل أصبح زعيماً لجميع البطولات المحلية.
- من المتغيّرات في التوثيق أن النادي الأهلي أصبح لديه 9 بطولات دوري بدل مما كانت عليه بثلاثة منها ولكنه بذلك يكون قد فقد الريادة في تحقيق بطولات مسابقة الكأس بعدما رحلت 6 بطولات منها لتصبح بطولات دوري عام وذهبت الريادة في مسابقة الكأس إلى نادي الهلال لتنضم إلى بقية البطولات المحلية التي يتزعمها المارد الأزرق.
- نادي الوحدة من المستفيدين من نتائج التوثيق؛ فقد احتسبت له بطولة دوري وحيدة وهي تعد البطولة الأولى في تاريخ الدوري كما يذهب إليه تقرير التوثيق ومعاييره ويبقى نادي الشباب المتضرِّر الوحيد من هذا التوثيق فقد تراجع إلى المركز الخامس في ترتيب الأندية الحاصلة على بطولة الدوري.
- توثيق تاريخ الكرة السعودية عمل حضاري ومطلوب في ظل التطور الكبير في كرة القدم بشكل عام بعد دخولها إلى المجال الاستثماري بقوة، وهي بهذا باتت تحتاج إلى توثيق رسمي لتاريخها في كل البلدان التي يطبّق فيها الاحتراف والبناء على ذلك في رسم الإستراتيجيات لتطوير اللعبة الأولى في العالم والاستثمار فيها.
وكل أحد يتجدَّد اللقاء معكم في فكرة جديدة.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod