بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
تعجب أكاديمي متخصص من ظاهرة تزايد عزوف الشباب عن الزواج بحجج وأعذار واهية، ناسين أو متناسين أو جاهلين قول رسولنا الكريم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة»، مؤكداً أن هذه التوجيهات النبوية تحفيز شرعي للتحصين والعفاف، مع ملاحظة الاستطاعة وهي أيضًا محل خلاف وجدل، ولكل حالة حكم.
وقال الدكتور صالح بن عبد العزيز التويجري أستاذ العقيدة بجامعة القصيم إنه لا محل للقياس في القضايا الاجتماعية؛ لأنه غير منضبط لاختلاف الظروف والمستويات والقدرات والبلدان، فالبعض يتحدث عن التكاليف المالية والواقع أن المهر الذي هو المقصود الشرعي مظلوم فهو متيسر ولازال تحت الإمكان، إنما يحسبون عليه المبالغة المرهقة في الحفلات والأجورات والتصوير والرحلات، ولو عدنا إلى الاعتدال لشجعنا أكثر المتخوفين، مشيراً إلى أنهم يغفلون عن المكاسب الحقيقية من الزواج حيث حصول السكينة والاستقرار النفسي والشعور بالمسؤولية من الطرفين الأولاد والبنات، وتحفيزهم على القبول بالعمل وإشغال النفس عن البطالة، والمبادرة في ذرية تملأ القلب حباً ووداً وسعادة، كما أن الاعتدال في اختيار السكن والسيارة والحياة كلها سددوا وقاربوا.
وأوضح د. صالح التويجري أن أكثر العزاب ينفقون على سفراتهم وسهراتهم وتلميع سياراتهم وكافيهاتهم، أكثر من تكاليف المتزوج، وما يتحدثون به من أعذار تهرب عن تحمل المسؤولية، ودعوى الارتباط وهمية وحقيقية، نعم وهمية لأننا قد تزوجنا وتزوج أولادنا ونحن نمارس حياتنا الطبيعية رحلات وكشتات وسفريات ولم تكن الزوجة عائقًا، وحقيقية لتحميك من السدائية والعبثية والفوضى التي تعيشها وحياة السراب الذي تلاحقه وتحسبه ماء وهو هباء، مضيفًا أن الفوضى والهامشية التي يعيشها معظم الشباب مظهر مزعج، لا مواعيد منزلية ولا مهام ذات قيمة، وتفلت من العمل وبطالة «مقنعة»، وعبء أسري في النفقة والمتابعة والقلق عليهم من الفساد الأخلاقي، والمشكلة أن هذا الفاضي الفارغ الهامشي لا يقدم لأسرته من خدمات مثل ما يقدم لأصدقائه الذي تجده معهم مبادر ونشمي وذرب، وعند أسرته نوم وكسل واتكالية وتباكي وتخلف عن الصلاة وشين نفس، وعلينا عدم مغالطة الحقيقة الواضحة، ولا شك أن العبث الطفولي من خلف أصحاب القرار هو الذي أربك المشهد، وشوه الصورة.