في كل عام، يكتسي اليوم الوطني السعودي حُلّة جديدة من الفخر والفرح، لكن في السنوات الأخيرة، لم يعد مجرد مناسبة تُحتفل بها، وتحول إلى مساحة إبداعية كبرى يتسابق فيها صنّاع المحتوى والمبدعون لتجسيد مشاعر الحب والانتماء لهذا الوطن العظيم.
هذا العام، تجاوزت الأعمال الإبداعية والتسويقية مجرد التفاعل، لتغدو ملحمة وطنية متكاملة. من الأفلام القصيرة، إلى القصائد، إلى الموسيقى، إلى الإعلانات والمحتوى البصري والإعلامي، كل جهة -صغيرة كانت أو كبيرة- أسهمت في رسم لوحة وطنية مشحونة بالعاطفة، صادقة في رسالتها، وموحدة في هدفها: الوطن أولًا وأخيرًا.
الجميل أن هذه الزحمة الإنتاجية لم تكن فقط احتفالًا، وكانت أيضًا فرصة عمل حقيقية للمواهب السعودية في القطاعات الإبداعية. الشباب السعودي، بمختلف تخصصاته من كتّاب ومخرجين ومصممين ومنتجين، أثبت مجددًا أن الإبداع لا يُستورد، ويُولد هنا، على هذه الأرض.
نشهد اليوم تنافسًا بين شركات الإنتاج وفرق التسويق والاتصال ليس على مجرد «إصدار عمل»، وعلى من يصنع الأجمل، ومن يترك الأثر الأطول، ومن يحكي قصة الوطن بشكلٍ لا يُنسى. هذا التنافس البنّاء رفع من مستوى الإنتاج المحلي، ووسّع المكتبة الإبداعية السعودية بأعمال تستحق أن تُدرّس.
وليس هذا فحسب، أصبح للمملكة اليوم مكانة واضحة في خارطة الإنتاج الإبداعي الإقليمي والعالمي. الأعمال التي خرجت من هذا الموسم لا تعكس فقط الاحترافية، وتنقل للعالم صورة صادقة عن مشاعر السعوديين ومحبتهم العميقة لهذا الوطن.
ومن هنا، نقف بكل فخر لنقول:
شكرًا لكل جهة حكومية وخاصة آمنت بقيمة الإبداع، وشاركت في هذه المسيرة الملهمة. شكرًا لكل من خصص ميزانية، ووفّر مساحة، ودعم فريقًا ليُبدع. أنتم شركاء في صناعة هذا المشهد الثقافي الفريد الذي نعتز به جميعًا.
وأخيرًا، شكر خاص لكل من كتب كلمة، أخرج مشهداً، صاغ لحنًا، رسم هوية، أو أدار حملة… شكرًا لأنكم أسعدتمونا، شكرًا لأنكم جعلتم من حب الوطن فنًا يُشاهَد ويُحتفى به.
هذه هي السعودية اليوم... وطن كل يوم يُصنع فيه إبداع جديد.
** **
عناد بن سعد النفيعي - خبير في التسويق والتواصل