محمد العشيوي - «الجزيرة»:
في ليلة موسيقية مفعمة بالحضور الجماهيري الغفير، وقفت النجمة أنغام على مسرح أبو بكر سالم ضمن حفلات «موسم الرياض»، ليس فقط كمغنية تؤدي أعمالها، بل كفنانة تدرك كيف تصنع هويةً خاصة بها على الخشبة، هوية ولدت من تفاعل الجمهور، ونضج التجربة، وامتزاج العاطفة بالفن.
وفي حديثها لـ(الجزيرة)، كشفت أنغام أن سر هذه الروح التي تظهر بها في حفلاتها ليس قرارًا فنيًا بقدر ما هو اعتراف بالجمهور، قائلة إن الجمهور السعودي هو الذي يصنع حالتي على المسرح، هذا الشغف الذي أراه في العيون هو ما يجعلني أستحضر أفضل ما في داخلي، وما يجعل الفن يتحول إلى حياة حقيقية لا أداء فقط، مشيرة إلى أن الجمهور راقٍ ومستمتع لجميع أنواع الفنون، وأضافت أن موسم الرياض لم يعد مجرد منصة حفلات، بل منبر ومنارة للفن العربي مشيرةً إلى أن مشاركة عازفين عالميين وصنّاع موسيقى من ثقافات متعددة أثّر بشكل إيجابي في ذائقة المستمع العربي، ووسّع من مساحة التنوّع الموسيقي المتاح على المسارح السعودية.
رحلتها مع الأغنية السعودية
وفي حديثها عن علاقتها بالجمهور السعودي، قالت أنغام إنها تشعر بأن العلاقة بينهما باتت «استثنائية»، مؤكدة أنها ارتبطت بالأغنية السعودية منذ بداياتها الفنية في الثمانينيات، مضيفة: أنا أغني باللهجة السعودية منذ بداياتي، والأغنية السعودية منحتني احتراماً كبيراً في مسيرتي، وأنا ممتنة لهذا الجمهور الذي كان دائمًا باباً للتجديد في حياتي الفنية، وأكدت أن النجاح الجماهيري للحفل بالنسبة لها أمر مشرف ويدعو للفخر أن يكون هذا النجاح في «موسم الرياض».
رسالة حب لفنان العرب
وعن علاقتها بالشاعر تركي والملحن طارق محمد، وصفت أنغام هذه الشراكة بأنها توأمة روحية وفنية، كاشفةً أنها تحضر لأعمال جديدة معهما، مضيفة أن الشاعر تركي قدم أعمالاً تاريخية لا تنسى في الساحة الفنية، مؤكدة فخرها بالتعاونات التي جمعتهم، كما عبّرت عن حبها الكبير لفنان العرب محمد عبده، الذي غنّت له في التسعينيات بأعمال لا تنسى، قائلة محمد عبده أستاذي، وتعلّمت منه الكثير، وهو أستاذي ومعلمي الذي لا ينسى متمنية له دوام الصحة والعافية.
الجمهور كتب قصة النجاح
شهد الحفل حضورًا جماهيرياً كثيفاً امتلأ به المسرح حتى آخر مقعد، في أمسية جمعت بين الأغنية المصرية والخليجية والعاطفية، ونجحت في خلق حالة موسيقية متناغمة بين الفرقة والجمهور، تحت قيادة المايسترو هاني فرحات، الذي يعد بأنه (الرقم الثابت في تجربتها الموسيقية).
كما شارك في الحفل نخبة من العازفين من مختلف دول العالم، بينهم الإسباني أنطونيو ري «حاصل على الغولدن غلوب»، والفرنسية إليز إريكالب، والبرتغالي راؤول روك، والألمانية آنا ماريا سميرد، والسعودية ريماز عقبي على الفلوت، إضافة إلى أصغر العازفين المشاركين: إيتتش جونيور «7 سنوات»، الذي خطف إعجاب الجمهور بموهبته.
جاء الحفل بإخراج بصري حمل توقيع المخرج عمرو عزيز، الذي عمل على بناء مشهد مسرحي متناغم بين الموسيقى والإحساس، وعلى إبراز إحساس الصوت لا مجرد حضوره.
(أنغام).. في ذاكرة موسم الرياض
تستعد أنغام للعودة مجددًا إلى مسرح أبو بكر سالم في ليلة رأس السنة، بعد إعلان «موسم الرياض» عن إقامة احتفالية ضخمة لها في الـ31 من ديسمبر، لتصبح الفنانة العربية الأكثر حضورًا في ختام «مواسم الرياض»، والأكثر تردّدًا على المسرح ذاته عبر المواسم الماضية، وخلال السنوات الماضية، وثّقت أنغام علاقة فنية قوية مع السعودية، من خلال حفلات متتالية، وجمهور ثابت، وأعمال خليجية شكلت جزءًا من مسيرتها، كان آخرها ألبوم «مزح» الذي طرحته في عام (2020)، إلى جانب نشاطها الفني العربي في 2025 الذي شمل حفلات في أوروبا والخليج.