«الجزيرة» - متابعة:
سالم الدوسري، اللاعب الذي يضع بصمته في أي مباراة يشارك فيها، بل يقلب الموازين فيها، ولاسيما اللقاءات المهمة.
وبحسب تقرير نشره الدوري السعودي للمحترفين فقد غاب سالم الدوسري قائد المنتخب السعودي عن الوجود في المستطيل الأخضر لبعض الوقت، بعدما صنع مع زملائه في الأخضر إنجاز الصعود السابع إلى نهائيات كأس العالم، منتصف أكتوبر الماضي، فلم يكن بين المشاركين في مباراتي الجولتين الخامسة والسادسة من دوري روشن السعودي أمام الاتفاق والاتحاد، على التوالي.
لعب الدوسري ديربي الهلال والشباب، فكان الظهور الأول له بعد الإصابة، وبعد تتويجه أيضًا بجائزة أفضل لاعب في آسيا للمرة الثانية. وفاز سالم الدوسري في المباراة التالية لفريقه الهلال أمام النجمة بجائزة رجل المباراة.
تقييم وجوائز
في المباراة الأخيرة قبل توقف روشن، حاز قائد الهلال على تقييم مرتفع (86) في مواجهة الهلال والفتح، ولم يتفوق عليه نقطيًا سوى رجل تلك المباراة المتوج بجائزتها، السنغالي كاليدو كوليبالي.
انخرط سالم بعد ذلك في صفوف الأخضر للمشاركة في بطولة العرب، وفي رصيده جائزتان فرديتان منذ آخر ظهور رسمي له بقميص الأخضر في أكتوبر الماضي. وسرعان ما أضاف لهما جائزتي أفضل لاعب في مباراتي الأخضر الافتتاحيتين ببطولة كأس العرب أمام عمان وجزر القمر.
جاء الفوز بأول جائزتين أشبه بعمل احتكاري للنجم الخارق، حينما يصل إلى ذروته بعد الغياب القصير، حيث يواصل قائد الهلال والمنتخب السعودي، وضع بصماته في عالم الكرة السعودية، مؤكدًا مكانته الكبرى قائدًا في المستطيل الأخضر.
الدوسري الذي تُوِّج أيضًا بجائزة أفضل لاعب سعودي في دوري روشن للموسم الماضي، يثبت مرة أخرى أنه القطعة الأهم في لوحة الإبداع الهجومي للنادي والمنتخب.
منذ بداية الموسم، بدأ التورنيدو سالم من حيث انتهى: تأثير مباشر وحضور قيادي، حيث شارك هذا الموسم مع الهلال في سبع مباريات بالدوري، قدّم خلالها أداءً ثابتًا وفاعلية عالية، واضعًا بصمته في ستة مساهمات تهديفية (هدفان وأربع تمريرات حاسمة).
ففي الجولة الأولى أمام الرياض، وقع على تمريرتين ساحرتين أنهاها بنجاح «متعب الحربي ومالكوم»، قبل أن يتألق أمام النجمة بتسجيل هدفين وحصد جائزة رجل المباراة، في تجسيد جديد لقدراته الحاسمة وقراءته الذكية للمساحات.
هذه البداية النارية ليست حدثًا عابرًا، بل امتداد لمسيرة لاعب استثنائي قاد المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم.
توهج في كأس العرب
وفي كأس العرب 2025 بقطر، لم يتراجع بريق الدوسري، بل ازداد لمعانًا. أمام جزر القمر قاد الأخضر للفوز 3-1، جامعًا بين التسجيل والصناعة للمرة الثالثة دوليًا، وصانعًا تمريرتين حاسمتين لمحمد كنو قبل أن يختتم الثلاثية بهدف ثالث بطريقة فنية رائعة تحمل ثقة القائد وخبرة النجم الأول.
ارتفع رصيد تمريراته الحاسمة في البطولة إلى أربع تمريرات خلال مباراتين فقط، وحصد جائزة أفضل لاعب للمباراة الثانية تواليًا بعد أدائه المميز أمام عمان في المواجهة التي قدم فيها أيضًا تمريرتين حاسمتين سجل من الأولى فراس البريكان هدفًا وأتبعه بالاستفادة من الثانية صالح الشهري بالهدف الثاني للأخضر، ليؤكد سالم أنه اللاعب الأكثر تأثيرًا في منظومة المنتخب هجوميًا.
هذا التوهج يعيد إلى الأذهان لحظات حاسمة صنعها سالم الدوسري حيث كان دائمًا الرجل الذي يُقلب الموازين ويستمر في تثبيت مكانته كأيقونة مضيئة في الكرة السعودية.