عاش شامخاً بقلبٍ كبير وذكرى لا تموت ورحل بهدوء رحيل العظماء..
حروفي وكلماتي سأسردها اليوم عن شيخٍ جمع بين الأدب والقضاء، هو أخي الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم الهويش رحمه الله رحمة الأبرار، ولد في مدينة شقراء عاصمة الوشم وعاش في كنف والده في بيئة صالحة، والدته نورة بنت عبدالله السعيد ولقد توفيت وهو صغير لا يكاد يعرفها، فتولت تربيته عمته دليل فكانت نِعمَ المربية الفاضله، تلقى تعليمه المتوسط والثانوي في الطائف في دار التوحيد ثم التحقَ بكليةِ الشريعةِ في مكة، ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء، اختير قاضياً في الدمام ولكنه اعتذر وعُيّن مديراً للتعليم في الخرج، ثم عُيّن محققاً شرعياً في ديوان المظالم، تميز بحبهِ للعمل وهو ذو كفاءةٍ عاليه، ثم نُقِل لوزارة العدل مفتشاً قضائياً ثم قاضي تمييز، ثم رئيس تمييز ثم تقاعد، رحمه الله رحمة الآبرار.
أتصف بشخصية حماسية وحيوية، وكانت له علاقة بالإذاعة من أبرز المشاركين فيها رحمه الله، وحُبِب للشيخ الشعر يحفظ الكثير منه، ونقلاً عن الأستاذ/ محمد المانع أنه كان هناك ناد ثقافي يقام كل شهر في دار التوحيد، وكان للشيخ محمد دورٌ بارز ٌفي ذلك كان يُتحِفُ النادي بالقصائد والمقالات المفيدة، وكان يُلقب في دار التوحيد (شاعر الدار) وفي كلية الشرعية شاعر الكلية وله عددٌ من القصائد.
من أبرزها قصيدته في الملك فهد -رحمه الله- بعد عودة الملك من العلاج..
منها قوله:
وإذا تُكرمك البلاد فإنها
لتُكرمُ التعليم والعلماء
وإذا تُحييك البلاد فإنها
لتحيي فيك مواقفَ بيضاء
وله عدة مؤلفات، وعدد من المقالات الصحفية، وعاش حياته محباً للشعر راوياً له، ويبقى الفقد غصة في القلب، اللهم ارحم أخي الشيخ محمد، واغفر له وعافه واعف عنه وأكرم نزله، وارفع درجته في المهديين، وثبته واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أُجبر مصابنا، وأحسن لنا العزاء وللأهل والمحبين وأسرة الهويش عامة.
** **
- غزلان بنت إبراهيم الهويش