أنجز الناقد والأكاديمي الجزائري عبدالملك مرتاض كتاباً نقدياً جديداً ضمن إطار النقد السيميائي، وهو ضمن إطار النقد البلاغي الجديد (الشكلاني) المتعلق بعلم إشارات القصيدة وشفراتها، وقد درس في كتابه قصيدة: رحلة المراحل للشاعر سعد الحميدين، من ديوانه ما قبل الأخير: وللرماد نهاراته - 1988 (الانتشار العربي). وقد صدر الكتاب تحت عنوان: رحلة نحو المستحيل: تحليل سيميائي مركب لقصيدة (رحلة المراحل) لسعد الحميدين، عن الانتشار العربي - 2007م.

وتعد قصيدة: رحلة المراحل، من النصوص الطويلة للحميدين، وهذا ما حدا بالناقد مرتاض أن يتبع منهجياً تقسيمها إلى اثنتي عشرة لوحة مشتغلاً على مستويات عدة في تحليلها عبر نظرية القراءة التداولية معتمداً: التحليل التداولي، والتحليل الانتشاري، والتحليل الحيزي، والتحليل الزمني، وتحليل الصورة الفنية، والتحليل الإيقاعي.

ويذكر مرتاض في مقدمته أن من خلال هذه القراءة ينحو إلى إدخال جملة من التقنيات التي تظاهر على تكشيف المسكوت عنه، واستنطاق الصامت من اللغة الشعرية، في قصيدة: رحلة المراحل لسعد الحميدين.

ويبرز مرتاض عند قصيدة الحميدين من خلال هذا الكتاب: اللغة وشعريتها، وتوظيف اللغة اليومية، تضمين نصوص شعرية، توظيف التناص، توظيف جمالية الإيقاع، توظيف التكرار الفني، اللعب بالحروف والكلمات، التصوير الفني، تصوير البيئة المحلية، توظيف السرد، تلويح القصائد (تحويلها إلى لوحات)، الاقتصار على قصيدة التفعيلة، الميل إلى تطويل القصائد، القلق الوجودي، الحيرة والخيبة، توظيف الثقافة العربية العامة. وقد سبق أن قام الناقد عبدالله أبو هيف بوضع كتاب عن التجربة الشعرية للحميدين في كتابه: الحداثة في الشعر السعودي سعد الحميدين نموذجاً - 2002 (المركز الثقافي العربي).

وأخيراً نشير إلى أنه قد صدر للناقد مرتاض الكتب التالية: صوت الكهف، بنية الخطاب الشعري، الجدل الثقافي بين المشرق والمغرب، شعرية القصيدة - قصيدة القراءة.