Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
مداخلات
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 
بعد حوار المحيميد في «الثقافية »:
الكبار فقط يقرؤون!

 

 

المكرم مدير التحرير للشؤون الثقافية..

في عدد 199 وتاريخ الاثنين 4-5- 1428هـ من المجلة الثقافية ص12 حوار تحت هذا العنوان: «المحيميد بعد صدور الترجمة الفرنسية (فخاخ الرائحة)»، لم أقرأ (دم البراءة) ولا أتابع الرواية المحلية.

والسؤال الموجه للروائي المحيميد كان بهذه الصيغة.

هل قرأت هذه الرواية؟! وكانت الإجابة لا للأسف.. أنا لا أقرأ كثيراً في الرواية المحلية قرأت ربما بمعدل رواية لكل من رجاء عالم وعبده وتركي وعواض وربما أربع أو خمس مخطوطات روائية لأصدقاء كي أبدي رأياً حيالها قبيل النشر.

والسؤال الثاني:

لماذا هل لأنها لا تستحق القراءة؟! والإجابة لا أبداً لم أقل ذلك ربما لأنني غير متابع جيد أو لأنني أرتبط ببرنامج قرائي متواصل منذ سنوات والرواية المقصودة هنا هي دم البراءة للروائي إبراهيم الناصر الحميدان.

وفي مجلة شعبية عدد (12) الثاني عشر 2007م وهي مجلة شهرية شاملة تصدر من لندن وعبر حوار عبدالله زويد لمؤلفه رواية سعوديات - سار العليوي ورد هذا السؤال هل قرأت الروايات التي صدرت هذا العام؟!

لا لم أقرأ أياً منها كوني الآن أشرع في كتابة روايتي الجديدة ومنشغلة بها وأخاف أن أتأثر عند قراءة أي رواية من الروايات الصادرة حديثاً. وعندما تستقرئ هذا الحوار تجد صداه معنوناً على حسب ماهو لافت في صفحته الأولى بهذا المفهوم صحوت من نومي وكتبت الرواية!! ولا علاقة لي ب(بنات الرياض)!..

والمفارقة العجيبة حينما تقرأ في كتاب (كائنات فوق) لأنيس منصور ص88 تحت عنوان (الصحب والكتب) وقد ذكر (... ولكن الأهم هو الكتب.. مئات الكتب المفيدة والممتعة أيضاً ومقياس الحضارة هو القراءة.. والحضارة كتاب وفي أحلام كل منا عشرات الكتب يتمنى أن يجد وقتاً لقراءتها، ولذلك يجب أن يوفر وقتاً ولا بد أن يفعل ذلك فبغير الكتب لا تقدم ولا تطور ولا راحة ولا أمل في ذلك.. إنني أنظر إلى مئات الكتب أمامي وخلفي وفوقي وعلى الأرض.. وأنتحر حزناً على أن الكتب كثيرة والوقت قليل وأن جوعي وعطشي إلى كل ذلك لا نهاية له، وأنا لا أشبع ولا أرتوي وأفتح عيني بالقوة وأطرد النوم عن دماغي وأقعد وأجلس وأتمشى وظهري يئن وذراعي وقدماي.. ولكن الكتب كثيرة وقد وصلت إلى اتفاق بيني وبين نفسي هو إنني لا أستطيع أن أتابع المطابع في كل الدنيا، فالكتب بالألوف في كل وقت فإن لم أكن قادراً عليها كلها فبعضها وإن لم أكن مستطيعاً قراءة بعضها فبعض البعض هذا هو الذي أقدر عليه..) ا.هـ. وكذلك ما هو مدون في كتاب العربي عدد 54 بتاريخ 15 أكتوبر 2003م بعنوان: مرفأ الذاكرة الذي يضم الكثير من أساطين الفكر ورموز المعرفة ومحترفي القلم ومنهم د. أحمد أبوزيد ود. أحمد مستجير واروارد الغزالي ود. ثورت عكاشة، ود. جلال أمين وحنا مينا، ود. سهيل إدريس ود. شكري محمد عياد، ود. طيب تيزيني، ود. عبدالقادر القط، عبدالوهاب البياتي، ود. عبداللطيف أحمد، د. عبدالهادي الثازي، علي زكريا الأنصاري، د. علي الراعي، د. فاتح المدرس، فتحي غانم، ود. محمد جابر الأنصاري، ود. محمد برادة، ود. نقولا زيادة.. وأيضاً: (نجوم أقلام) لنوال مصطفى وفيه أيضاً الكثير من الأسماء المشهورة والرموز الفاعلة في المشهد الثقافي منهم مصطفى أمين، وكامل الشناوي، وجلال الحمامصي، وأحمد بهاء الدين، يوسف إدريس، يحيى حقي، نجيب محفوظ، إحسان عبدالقدوس وكذلك أسماء لا تموت، لمصطفى أمين وفيه أيضاً بعض الشخصيات المهمة أمثال فكري أباظة، توفيق الحكيم، أحمد الصاوي، العقاد، أحمد لطفي السيد، أحمد شوقي، أحمد رامي، وأيضاً حديث الذكريات، مائة عام من الثقافة والأدب والتاريخ ترويها شخصيات عربية رائدة تحدثت في برنامج (يتذكر) لفاطمة بري بدير وكتاب سالف الأوان د. منصور الحازمي و(هؤلاء عرفت) لعبدالفتاح مدين و(هؤلاء عرفتهم) للعقاد ولوعة الغياب لعبدالرحمن منيف، و(لماذا نقرأ؟) لطائفة من المفكرين تقديم رجب البنا، وحوار الصفوة لمحمد السيد محمد عشرون شخصية في حوارات نادرة وكذلك كتب السيرة والتراجم لأصحابها كمذكراتي والأيام وسجن العمر وغربة الراعي وأنا وتجارب محمد جواد مفتية وخليها على الله حصاد السنين..

وفي كتاب تجارب محمد جواد مفتية ص 131 تحت عنوان (الكتابة وعي والتزام) بعد عودتي إلى لبنان قرأت المئات من الكتب الحديثة في مواضيع شتى وطالعت العديد من المجلات العلمية والأدبية والاجتماعية، وفي ص 127 تحت عنوان (الغربيون والقراءة) يثير إعجابي الشديد أن ملايين الكتب تُطبع وتباع في الاتحاد السوفيتي وأمريكا والبلاد الأوروبية وأن معظم الناس في تلك البلاد يقرؤون ويتذوقون ويصطحبون معهم الكتاب أينما توجهوا كزاد الطعام)..ا.هـ. وفي تابع هذا الشأن قد لا يخلص منه بسهولة أو قد يفلت منه بفبركة واعية، فلا أدري ما هو السبب الذي يكتنف برواد الفن والتخصص حينما يهربون من القراءة إلى غيرها من القراءة البسيطة ويتصلون بخيوط الثقافة المحلية من إصدارات أو آراء أو أمسيات تعقد هنا وهناك وكيف الحكم والمشورة. إذا كان الرمز بعيداً عن الأجواء المحلية وقد تستهويه الإقليمية أو العالمية وأين لنا الركون والاطمئنان لرأيه أو بموقفه تجاه ما يحصل الآن في حمى الكتابة والنشر وخصوصاً في الحقل الروائي حيث ذكر القاص خالد أحمد اليوسف تحت عنوان (الرواية اللغة الأدبية للمجتمع الجديد) - 46 رواية سعودية خلال العام الماضي - ص 66 من مجلة الإعلام والاتصال عدد 103 وتاريخ غرة محرم 1428هـ.

فالمؤلفان أنموذجان لمستوى القبول والحضور المتصاعد فهل يعذران أمام معظم الرموز والمكونات الثقافية وما هما فيه الآن هل يصلح لإستراتيجية معينة؟ ينصح بها القراء والمعنيين بهذا الشأن كتركيبة جديدة في فهم الفكرة وأعمال المعرفة وتحريك الإرادة نحو ثقافة جديدة وتجربة رائدة - اقرأ معي ما ذكره الكاتب خزندار - شفاه الله تعالى - كذلك جارالله الحميد ود. عبدالهادي الفضيلي في حوار له في جريدة الوطن عدد 2406 بتاريخ الأربعاء 15-4-1428هـ (.. على الرغم من ذلك أنا قرأت كل أعمال رجاء عالم واعتبرها روائية حداثية بامتياز وقرأت كذلك لتركي الحمد وبنات الرياض، وكتبت عنها بأن بنات الرياض ينتمين للطبقة الارستقراطية وهؤلاء لا يمثلن مجتمع الرياض الكبير ولا يمثلن البنات اللوائي يعانين في حياتهم).

وقد ننتظر منه (خزندار) المزيد من الآراء والاندماج في معظم الروايات المحلية لتكون القراءة أكثر من قراءة وأكثر من معنى وأكثر من حياة.. كما قال: العقاد في كتابه (أنا) تحت عنوان ولماذا هويت القراءة؟!

فقال: وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الإنسان الواحد ص 85).. وبين يدي كتيب معنون ب(مهرجان القراءة للجميع) وعنوان آخر (ماذا يبقى منهم للتاريخ) لصلاح عبدالصبور وهو يتحدث عن رموز النهضة الثقافية التي حدثت قبل أكثر من نصف قرن تقريباً.. فهل تتجدد النهضة، أم تظل نتذكرها بحسرة وتألم.

واصل عبدالله البوخضر- الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة