Culture Magazine Monday  11/06/2007 G Issue 202
نصوص
الأثنين 25 ,جمادى الاولى 1428   العدد  202
 
الأمس حلم لا يعود
سارة الزنيدي

 

 

فتحت الباب.. وسبحت صوب الظلام.. هربت أرجو البحث عن حريتي وصدقي كان البرد يرغمني على استجداء الدفء.. من الأشجار المرتعدة الغارقة بالوحدة.. وقطرات المطر!

وإحساسي بالبلل يجعلني أرغب في الاحتماء، رائحة الدخان تملأ كل الشوارع الباريسية.. لعلهم يحرقون أنفسهم كي يشعروا بقليلٍ من الدفء.. تقودني قدماي إلى ذلك المطعم، أنظر من خلف الزجاج إلى ملامح البشر.. يجلسان بركنٍ بعيد يمسك يدها.. ويقبلها أنتِ حبيبتي هذا المساء.. ترمقه هي بنظرةٍ خجولة هل ستحبني هكذا كل مساء؟!

ويبقى السؤال معلقاً في شفتيها هل ستصدقه لو قال.. نعم كل مساء!! أبتسم أنا.. لقد ألفت هذا المشهد أعرف منذ البداية، نهايته! أنقل بصري إلى زاويةٍ أخرى.. هناك يجلس وحيداً.. ينتظر لعلّ السعادة لا تخذله هذا المساء ينظر إلى عقارب الساعة.. إنها بطيئة لا تتحرك لا أهمية لها كوجوده هو في هذا المكان يطفئ سجارته الأخيرة.. يستلذ بآخر ما تبقى من فنجان القهوة.. يدفع الحساب وينصرف.. أبتسم مرةً أخرى.. كان وحيداً ولكن ليس مثلي لأنه كان ينتظر شيئاً ما، أما أنا فلا يوجد لديّ ما أنتظره.. أودع المكان بغصة.. وأعود بخطى تائهة، أبحث عن مشهدٍ جديد يقتل ملل هذا المساء، أنظر إلى كل الملامح لا أجد فيها جاذبية، لقد أحرقتها الغربة! كم أحن إلى وطني! وإلى حضن أمي أوراقي ومحبرتي..!! حتى لدميتي المشوهة، كنت وما زلت أعشقها.. نظرت إلى الساعة.. هذه المرة ابتسمت بسعادة لقد قتلت الوقت.. حانت عودتك، أرجع مرة أخرى إلى منزلي وبلهفة.. وبسعادة.. أدخل المنزل وأنا أحبك.. لأنني عرفت معك شيئاً جديداً غريباً عني اسمه الفرح!

أجد.. رسالتك.. (حبيبتي اعذريني لا أستطيع أن ألقاكِ هذا المساء).. سأذهب وحيدة إلى الليل الأخير..!!متوجه بظلماتي ووحدتي وحزني!

أخرج من المنزل وأنا أكرهك.. لأنك آثرت ذلك البكاء المكتوم كبرياءً ومذلة!! أسير في شوارع الضباب.. أفتقدك الليلة بحزنٍ عميق.. وأبكي! أتعلم.. ليس حباً ولكن ألماً.. لأنك خذلتني، هذا المساء وكل مساء!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة