حجمه يفوق أحجامهم بوضوح، مع هذا كان يحاول الركض معهم - ورغماً عنهم - خلف الكرة بقفزات غير متزنة تاركاً ضحكة على وجهه لا يستطيع أحد إعرابها بين البلاهة والبراءة!! فمه اعتاد أن يكون مفتوحاً بتلك الضحكة، ليس لأن أمراً مضحكاً يحدث.. وإنما لأن فمه لا يحسن سوى هذه الضحكة.. يواصل خطواته وقفزاته المتأرجحة خلف الكرة التي لا تميل بجانبه أبداً.. يداه وساقاه لا تستجيبان لرغبته في الحصول على الكرة.. يتمنى لو يصبح مثل البقية يجري بطلاقة.. فمه الضاحك اعتاد - أيضاً - أن يصدر أصواتاً تشير إلى التعب الذي يلقاه بقفزه العشوائي.. حجمه المتين المختلف عن أحجام بقية الأطفال يعيقه أيضاً.. لم يعِ أبداً أن بقية الصغار يشمئزون منه ويتمنون أن يغرب عن كرتهم وحديقتهم.. أحدهم يدفعه ليقع وآخر يقرص أذنه وهو يواصل القفز بنفس الضحكة التي لا محل لها من الإعراب.. يشعر أنهم يتفقون على شيء ما، لا يكاد رأسه الكبير يفهمه!! يواصل القفز.. أحدهم يدفعه مرة أخرى ليسقط، وآخر يشير له لينظر لطائرة تشق السماء.. رفع بصره قليلاً إلى الطائرة ثم التفت إلى البقية وكانوا قد فرّوا بالكرة بعيداً.. بعيداً.. يضحك قليلاً ثم يبكي..