Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
نصوص
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 
هيمنة القتل أو زنابق الموتى
علي جازو -عامودا

 

 

(1)

(الحربُ يا للغباء)!

أرهطٌ من المرضى يرفع الحياة؟

فالقتل - ليس الألم العابر-

القتل دائماً يهيمن!

نفساً نفساً ذي الأمنية رماداً بين يديك،

تكاد تأكل وجهك، تبيد حلماً دارى

عينك عن العالم:

دمٌ على الحواف الغضة،

دمٌ على حجرٍ مطحون،

دمٌ بلا ندمٍ أو رجاء؛ فالصورة

تذهلُ، تخرس، وتخفي كما لو تبصق عينك الرقيقة!

(2)

أيتها الشمس -أين يمكنك المضي- والحال أنك دوام ليلة عرجاء.

لم يعد فصلٌ بريءٌ بين عفة النظرة وقبح الصفات،

فالساعات -يا لمدها الشنيع- تنكمش مثل دودة مبتورة،

والهدوء يُروّجُ كذبة شائعة، والعقل- أين صفاؤه الشجاع-

يُداس كحشرة قذرة!

(3)

ما من سلامٍ خلف ذي (البطولة) المزدوجة الحمقاء.

ما من قلبٍ حادّ يقطع يد اللعنة،

والأرضُ - ما لها لا تدرك غير البؤس!

أكلّ جهةٍ قبرٌ؟

أكلّ رغبةٍ حجرٌ في الصدر؟

وعلى البحر -أية حكمةٍ تمحو طرقَ البحر الليّن،

من عشب (صور) المعتمة إلى طغيان (نجمة) حيفا؟

في البحر، كما لو غيومٌ موجه، ذعر ينهمر هنا وهناك!

الخوفُ سلطاننا الأبدي، الخوف بأسنا -قرين الحزن- قرين العبودية.

الخوف وجهنا المشطور كتفاحة لساننا المشترك الدجّال.

(4)

فقط الموتى؛ بالصمت شُقَّتْ حياتهم- زنابقَ

جنود لم يشأ أحدٌ أن يُدفَنوا بلا قداسة!

الزنابقُ، يا لها من عذابات خضراء مسرفة،

تُذبَحُ، الزنابقُ للشمس تعرضُ أوراقها!

وتحت أبنيةٍ حالت غباراً ناعماً،

ثمة دميتان تقلدان الليل والنهار.

كأن الوقت قناعٌ هادئ، كأن الخراب وجهٌ!

ما من رثاءٍ بعد الآن ولا شكوى.

ليتقدّمِ الهباءُ، وليتسيّد الموتى لغْوَ موتاهم.

فلتبنْ أفواه النفاق اللامعة،

وليكن الحصادُ مأدبة ترابٍ بين أسنان زرقاء،

زبداً في حنجرة يابسة، وشِجاراً كغصن الرئات الوردية!

الإنسان -مكذبةُ الفخر- من يلجم صحبته الخائنة!؟

فليكن جحيمٌ تُستحَقُّ لعنتُها،

فليكن حلمٌ- شرٌّ يصعبُ التخلّي عنه:

زنابقُ -أينما نظرت- زنابقُ عملاقةٌ

والبلاهة تغرسُ جذورها بين العيون المغلقة!

خريف 2006


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة