استكمالاً لعرض رؤى ومشاهد من معرض مساجد تشد إليها الرحال:

الأنشطة الفنية:

استمر المعرض - الذي شارك فيه 17 فناناً وفنانة من العالم الإسلامي- استمر ما يقارب الثلاثة أشهر كفترة مناسبة لمثل هذه العروض حتى يتسنى لمن هم خارج المنطقة زيارتها ولسكان المدينة تكرار الزيارة، وخلال هذه المدة عكف المنظمون على إثراء مدة العرض من خلال بناء برنامج حافل بالأنشطة يمكن وصفه بأنه برنامج تثقيفي تربوي تدريبي إذا جاز لنا التعبير، ومن أهم تلك الأنشطة استضافة الفنانين المشاركين في المعرض من خلال عدد من الورش الفنية، ساهمت في توفير فرصة احتكاك ذات جودة نوعية نظراً لما يحمله هؤلاء من مستوى فني وتجربة غنية، وأيضاً لاختلاف جنسيات وتوجهات الفنانين والفنانات المشاركين في المعرض.

رعاية للمواهب

أما ما شهدته بنفسي من هذه الأنشطة فقد كانت عبارة عن ورشة عمل لمجموعة من الأطفال والموهوبات والناشئات في مجال الفن التشكيلي، وهي فكرة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز ضمن جهودها وأنشطتها لدعم ورعاية المواهب السعودية الشابة في مجال الفنون التشكيلية، واعتمدت الورشة على استخدام المعرض كمصدر للرؤية والاستلهام لفكرة العمل وموضوعه، بحيث تمت إعادة صياغة الموضوع على أيدي هذه المواهب الواعدة كما أتاحت لهن فرصة الاحتكاك والرؤية المباشرة لأعمال فنانين عالميين ومحليين بشكل يجب أن تكون عليه العملية التعليمية في مجال الفنون التشكيلية بشكل عام ورعاية المواهب على وجه الخصوص، وقد ضمت الورشة ما يزيد عن العشرين مشاركة إضافة إلى عدد من الأطفال وكانت تحت إشراف المحاضر بقسم التربية الفنية في كلية التربية بجدة، الأستاذة ليلى الغامدي.

هذه الفرص غائبة بشكل عام أو نادرة الحدوث للفنانة التشكيلية السعودية، وهذا الغياب ربما يكون أحد الأسباب المباشرة في تدني مستواها عن المأمول على أقل تقدير، لذا يمكن اعتبار الورشة فرصة جيدة وتجربة ناجحة نتمنى تكراراها في أماكن وأزمنة أخرى.

وأخيراً اختتم المعرض فعالياته مع نهاية شهر محرم، وربما أعيد عرض الأعمال (وهي مجموعة خاصة) في منزل صاحبها؛ الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، ولكن من لم يتمكن من زيارة المعرض، ربما يتسنى له مشاهدتها في ضيافة الأمير، أو على أقل تقدير يستطيع الإلمام بهذه التجربة الغنية من خلال المطبوعة الخاصة بالمعرض والتي توثق جميع المعروضات.

****

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«7816»ثم أرسلها إلى الكود 82244