Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
تشكيل
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

وميض
الفن التشكيلي في الجنادرية
عبد الرحمن السليمان

 

 

منذ أسابع انتهى المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية وانتهت معه دورة حملت اختلافها مثلما هو متشابهاتها.

ارتبطت بهذا الحدث الثقافي الهام منذ بداياته وكنت ذكرت في كتابات سابقة أن المهرجان الأول حظي بحضور كبير من الفنانين التشكيليين وأن المشاركة فيه كانت مقننة بل إن الدعوات التي وجهت حينها كانت محصورة على أسماء معينة حرصاً على المستوى العام للمشاركة التشكيلية، ومع الحماس الكبير والتطلع إلى المستقبل والتفاؤل بهذا الحدث كانت الاستجابة جيدة نسبياً وكانت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون معنية بالتنسيق للمعرض وتم بحرص واهتمام حسب المكان الذي خصص للمعرض وكان أشبه برواق مسقوف.

كان مستطيل الشكل والعرض معظمه من طرف أو جهة واحدة وكان بعض الزوار ينتابه شيء من الفضول الذي جعلهم يتحسسون بعض الأعمال إلى الحد الذي جعل من بعضهم ينزع طبقات من لوحات ليكتشف المنطقة المغطاة ولعل لوحة أو أكثر للفنان علي عيسى الدوسري - مثلاً - قد أُعيدت إلى الدمام على نحو لم يكن مقبولاً.

تواصل العرض التشكيلي مع حاجة لمزيد من الاهتمام الذي تمثل في تطور قاعة العرض عندما تم إنشاؤها على النحو الذي استمرت عليه العروض طيلة الأعوام الأخيرة ومعها كانت الاجتهادات والأفكار والتصورات التي تمخضت عن بعض المطبوعات بعد إصدار (بروشور)عام 1406 ذيلته كتابة الفنانين السعودي ناصر الموسى والسوداني أحمد خوجلي عن الحركة التشكيلية السعودية، ثم كانت الجداريات التي رسمها في أكثر من دورة فنانون تشكيليون من مناطق مختلفة من المملكة وكذلك اللقاءات المنبرية التي كانت تنظم قبل ذلك على نحو بسيط لم يكن يخلُ من الارتجال، إلى أن استضاف المهرجان فنانين وباحثين ونقاد من خارج المملكة وداخلها، هذا الاستمرار والتواصل يتباين ويختلف بين صعود وهبوط بين اهتمام لافت واهتمام محدود إلى أن تم في العام 1419 تنظيم مسابقة كانت الأهم بجوائزها الكبيرة.

لم تكن الدورات الأولى وما رافقها من أعداد وتنظيم ثم استكمال إجراءات إعادة الأعمال إلى مناطقها إلا بداية لتراجع مشاركات كثيرين، فبعد الإعادات المتأخرة للأعمال وما كانت عليه بعضها ترك ذلك أثراً سلبياً حدَّ من المشاركات في الدورات التالية بل إن البعض ابتعد عن المشاركة خشيةً أو حذراً من أن تصاب أعماله بأذى ومع ذلك فقد كانت الجهود تبذل من أجل أن يتم الترتيب لإعادة الأعمال بالشكل اللائق وهو ما حدث بالفعل، فقد حرص القائمون على الفن التشكيلي في المهرجان على التهيئة بشكل مناسب لإعادة اللوحات وتجديد الثقة مع الفنانين لكن الأمر لم يتطور إلى ماهو أفضل بقدر الحفاظ على مستوى وشكل محدود للمعرض.

توجه المعرض بناءً على تجاوب فئات ممارسي الفن إلى شكل كان الأكثرية فيه من المواهب الشابة وبعض الفنانين المعروفين وكانت أن تحسنت آلية العمل خاصة نحو إعادة الأعمال ومعه كانت هناك أدلة تصدر لتحمل توثيقاً للمناسبة غالباً ما تصدر متأخرة وبعد انتهاء الفعالية.

ومحدودية من الأنشطة المصاحبة وتمت الاستعانة في دورات أخيرة بفنانين للتنسيق وكانت خطوة جيدة تفاءلنا بأن تسهم في تطور برامجها التشكيلية، كان بين أفكارها( التكريم) التي توجهت في الدورة قبل السابقة إلى الفنان الراحل محمد السليم وفي إطار بسيط وإمكانات محدودة جداً تم تقديم درع تذكاري للفنان الراحل تسلمه ابنه، دون أدنى فعالية تقدم الفنان الراحل وتعرف بمكانته.

انتقل الفن التشكيلي من قاعة بُنيت أصلاً للمعرض وصغرت مساحتها في دورات تالية، ثم نقل المعرض إلى الرياض بقاعة (الخيمة) التابعة لأمانة مدينة الرياض وهو مكان أكثر ملاءمة إذا افترضنا حضوراً جماهيرياً وحضوراً لضيوف المهرجان واستجابةً ترفع من مستوى العرض، لكنه بقيت من وجهة نظري فكرة العمل على تفعيل أنشطة مصاحبة تتناسب مع الطموحات التي ننتظرها محدودة ولم تستطع اللجان الأخيرة إضافة ما يسهم في ترك أثر أو إضافة في الإطار التشكيلي بعد دورات من التفعيل الإيجابي المفقود حالياً.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة