(لم تكن لي علاقة مباشرة بالأديب القاص عبدالله السالمي، إنما ظللت أقرأ له حتى توقف، وبعد توقفه، التقيته في مكان ما - لم أعد أذكره - فكان السالمي يبني أسوار عزلته. فكان فراقه للقصة القصيرة والرواية موحياً ومؤلماً؛ إذ رأى أن الصمت هو أقرب الطرق وأنجعها في وقت لم تعد القصة مثمرة - حسب رأيه - فها هو يلوذ بصمته عنها حتى فارق الحياة، حاملاً يقينيات كثيرة، أبرزها أن الواقع لم يعد مهيئاً لجماليات إبداعية، إنما بات مزيجاً من تداخلات عشوائية مؤذية لا يمكن للإبداع أن يكون رابطها حتى وإن حاولت التجارب الأدبية أن تظهر بهذا المظهر.
رحيل الأستاذ عبدالله السالمي خسارة فادحة لأهله، ولنا نحن معشر الكتاب والمثقفين الذين لم نقدم لهؤلاء ما قد يرونه واجباً لهم، يتمثل في إعادة نشر إنتاجهم الإبداعي، ونشر ما لديهم من أعمال مخطوطة قد تسهم بمزيد من التعريف بهذه المرحلة الإبداعية المتميزة في حياتنا الأدبية. رحم الله الراحل عبدالله السالمي وأسكنه فسيح جناته.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.