Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
ذاكرة
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 
صاحب المنلوج الحكائي
ناصر العديلي

 

 

يعد الأديب الراحل عبد الله السالمي شخصية قصصية مميزة، كان له قصب السبق في تبني رؤى جديدة، وخيارات صعبة في بناء مشروع قصصي حديث، إذ يعد السالمي مع سليمان سندي ومحمد علي علوان أصحاب تجربة جديدة في كتابة القصة بفنياتها الجديدة، حيث تعتمد تجارب هؤلاء على صياغة الحدث بطريقة المنلوج الداخلي، أو الجوار الخفي مع الذات من أجل خلق فضاء استدراكي فاعل في بناء النص. ويعد الراحل السالمي - رحمه الله - صاحب تجربة مميزة من حيث اللغة، حيث تقرأ أعماله دائماً نظراً لأنه كان يتمتع بأسلوب جيد، ولغة متميزة، فكان محط أنظار القراء، والباحثين، حيث حظيت قصصه ولا سيما مجموعته (مكعبات الرطوبة) بدراسات نقدية كثيرة ربما يأتي آخرها ما قامت به أحلام حادي، حيث أفردت له فصلا في دراستها العلمية التي حازت بها الماجستير، إضافة إلى مشروعات أخرى قد تكون غائبة الآن عن ذهني. ومن أهم ما يميز القاص الراحل عبد الله - رحمه الله - هو انتهاجه أسلوب الحكاية في بناء قصصه حيث يتوسع الكاتب في اجتلاب الحكاية مستظهراً خفايا الشخوص، عاملاً على تكوين رؤية أكثر وضوحاً في بناء مفردة الخطاب الواعي.. ذلك الذي لا يقبل الإيماء أو الإشارة مما جعل نصوصه - يرحمه الله - تأخذ شكل الإطالة كما في قصص مجموعة (مكعبات الرطوبة) التي أشرت إليها قبل قليل، فهو قاص يعمل بصدق ويضع للقارئ رؤية واضحة في سياق أعماله، فلا يتجاوز حدود ما تمليه تجربة السرد لديه، أي أنه مقتنع تماماً بتقديم نقده للواقع من خلال القصة القصيرة التي يرى أنها هي خير من يُعبِّر عنه في هذا السياق.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة