Culture Magazine Monday  09/06/2008 G Issue 251
فضاءات
الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1429   العدد  251
 

كلمات
الجواد!
محمد بن أحمد الشدي

 

 

قال.. جدي: بدوي شاهق كانت له خصيصة فريدة في انتقاء النساء والجياد، وهو في هذا لا يساوم حسبُهُ أن يجد ما يريد تماماً ليركز رمحه في الأرض ولا يبرح أبداً إلا بما يريد، إذا لم يكن يبذل المال فبالدم ثم إنهم في قبيلتنا يعشقون الخيول حدّ الوله.. وجدي يعشق الجياد، وفي العشيات يتشعب الحديث وترتدي الكلمات معانيها الدقيقة.. وتبقى الخيول هي الجياد والجياد هي الخيول في الأذهان الصغيرة.

ويأتي الربيع فيرتحل الفرسان إلى الفيافي والأسواق في طلب الخيل السمينة ذات العافية والرواء، ويمكث جدي في المضارب، ولا ينطلق إلا عندما يشتعل الصيف وتلهث الدروب.

ها هو مطلع الصيف، امتطى جدي جواده وأردفني وراءه، وسار إلى الأفق، سألني في إحدى المراحل عن الفرق بين الخيول والجياد فعجزت أن أفهم ولم يقل شيئاً.

قبائل وأسواق كثيرة تعج بالخيل والبهائم، مررنا بها، لكن جدي لم يجد ضالته حتى نزلنا في سوق للخيل عند حافة الصحراء شرقاً؛ بالقرب من النهر، ترجل وسار على قدميه يتوقف أمام الخيول الجميلة الهادئة، ثم سرعان ما يمضي، أعجبتني خيول كثيرة وودت لو يشتري أحدها، كانت هادئة تحت الشمس والغبار والذباب تأكل العشب اليابس بين نخيل هجر، وتشرب الماء الملوث، واحد منها فقط كان لا يأكل ولا يشرب بل كان يقفز ويحرث بحوافره الأرض.

تقدم جدي إليه، لمسه فسكن.. دفع فيه مبلغاً مذهلاً ثم التفت إلي قائلاً: هذا هو الجواد!!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064»ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة