Culture Magazine Monday  21/01/2008 G Issue 230
فضاءات
الأثنين 13 ,محرم 1429   العدد  230
 

وجوه وزوايا
بنية عالم روايات الطقاقات!! «2-2»
أحمد الدويحي

 

 

ولنكن منصفين، فلا بُدَّ أن نستحضر (زوربا) اليوناني، لنفهم درس (كازنتزاكي) في معنى الصمت والتعبير بالجسد، ونذهب إلى (عرس بغل)، لنرى حرقة الأجساد في عالم الطاهر وطار، فالفرح والرقص ليس خصوصية لنا. وأحدهم بيننا في أمسية فنية ثقافية لفرقة تونسية، تؤدي لوناً تعبيرياً جميلاً بقصر الثقافة الفخم، فيسأل بدهشة بلا مبالغة، ما يفعلون هؤلاء يتلوون كالمجانين؟، وينسي أن طبولنا دارت العالم، ليشهدوا رقصنا العظيم!

هذا الرقص بالذات لن يحضر في عالم سردي، يكتبه روائي آخر، فالعنوان لنا كلنا في أطياف الوطن نحب ونرقص، نستعرض رقصاتنا في الساحات العامة، ونبتدع المناسبات لنستعرض قاماتنا المديدة. وليعذرني الروائي الحزين إبراهيم شحبي لو كنا في الجنوب، نرى في بعض (ال ر ق ص ع ي ب) على سبيل التندر. مكة المكرمة والمدينة المنورة بيئات روائية، بزغت منها أولى البواكير الروائية كمجتمعات مدنية، ويتنوع نتاج العالم الروائي، بتنوع الثراء والمعطيات الفنية والثقافية، وسنجد معنى لهذا التلون في النسيج المجتمعي، وسنجد تماساً وهموماً وقضايا معاصرة مشتركة ومتعددة. وليسمح لي حسن النية تجاوز قراءة كل الهموم المشتركة، ونبقى في متع عالم الرقص الروائي..

خصوصية الرقص التعبيري جعلتنا ننسى أن هناك عالماً خفياً آخر يرقص معنا، ويشكل الجانب الآخر الخفي من الصورة، فسألت كثيراً من الأصدقاء كُتاب السرد عن رواية شادية، ليأتي الجواب بأنها مجرد مشروع رواية، كتبتْ على موقع بالشبكة الإلكترونية، ووقعتْ باسم مستعار ربما كان رجلاً، واختفت بالسرعة نفسها التي ظهرت بها، ويعيد البعض بحسن نية إغراء دار نشر عربية، عُرفت بنشر الروايات الضاربة، بتعبير المنتجين في الحقول الفنية صوتاً وصورة وحرفاً، فكانت مفاجأة صديقي الكبير، بعث بالرواية داخل مظروف، لتبعث لياقة الرقص بحرية النبض في هذي الحروف، فشادية الطقاقة الخفيفة الروح المتمردة بفطرتها، تقاوم أي حزن أو ضياع بمزيد من الطق.. والطق والغناء: (رقاصة في شارع (السبالة)، أحبت البراغماتي فرج عبد الشيوخ، وغيرته بالشيوعي مروان، وارتمت أخيراً زوجة مسيار، تنتظر حضن شيخ الشيوخ). الرواية التي تكتب في زمن التقنية، ويقرؤها نصف مليون قارئ، تنتمي إلى زمن شارع العصارات 72م، وترصد تحولات مجتمع الرياض بإسقاطات سياسية وطبقية مجتمعية، فاقدة الدلالة المؤهلة لحضورها في السياق السردي، لنتأرجح بين الثنائية والازدواجية، الخيال الجامح الموازي لواقع جامد لم يتحرك، والدلالة لفاعلية وتأثير الطبقات والشرائح المجتمعية المقصية والمهمشة، والرقص مفتاح السرد لعوالم الرياض الغامضة، ليمر سؤال عابر في ذاكرتي من سنوات بعيدة، يحذر من الإفراط في التجريب حد الإحباط، فستأتي امرأة تكتب الرواية المحلية، وما زال القائل شاهداً حياً.

رجاء علم كاتبة روائية مميزة، لها حضورها في المشهد الروائي العربي، وليلي الجهني، ونورة الغامدي، وأميمة الخميس، وكثير من أسماء الجيل الحديث، يشكلن نسيج وخارطة وهوية محلية للرواية النسائية، لكن. يبقى السؤال متجدداً، لماذا تظل هناك روايات مطلوبة، بمقاييس المعايير ضاربة (الطق.. الطق) في عالم روائي، تمثل نماذج بنيته روايتي شادية ورجاء الصانع، حتى لو قدمت شادية بنية عالم قاع المجتمع، ورجاء شرائح وسطه وقمته؟، خلاصة القول والمساحة تضيق، ودور الرواية كشف المستور، أظن أننا سننتظر كثيراً من روايات الطقاقات الضاربة، تندب باسم الرواية وتحصد النجاح، وستكتب بأسماء مستعارة تتمثل المرأة والعالم الخفي، ستكتب بحدة وجراءة، وستنجح تجارياً، قلت هذا لصديقي الكبير، ولكن. حتماً لن تمثل الرواية الشاملة، ولا حركة وفاعلية لى الأرض، ولو أحدثت نافذة للتنفيس، وفرضت هذه الصورة النمطية لبنية الرواية المحلية؟.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة