Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
أوراق
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
كفوا البكاء فإن الموت يحيينا!!
سارة الزنيدي

 

(لقد كان في وسعي أنّ أقضي على كل يهود العالم ولكني تركت بعضاً منهم لتعرفوا لماذا كنت أبيدهم)..!

هكذا فعلها واقين بها وكتبها (هتلر) في كتابه (قصة كفاحي) وليته لم يفعلها!

أنا أؤمن بأنه لا يوجد قضية من غير كفاح ولا تحرير من غير دمار ولا حرب من غير ضحايا..!!

ولكني وبمخيلتيّ الحدودية البسيطة أتعجب من الوضع الراهن وكيف يصبح هذا الدمار مستساغاً وبشكل سمج..؟!

كنت أقلب المحطات الكثيرة التي أصبحت تشكل ثقلاً غير معقول على جهاز التحكم الصغير

عادة أصبحنا (جميعنا) نتقاسم بها.. التقليب السريع الذي (زغلل) أعيننا!!!

ذبح ودمار وبكاء ودماء وأشلاء متطايرة.. مناظر مؤلمة وقاتلة مناظر تشعرنا بكمية الخزيّ والعار الذي يثقل كواهلنا ك(عرب)!

مازلت أقلب المحطات ومازال البعض يتغنون بالعروبة والقوة والشجاعة والهيبة و(المرجلة) والقبلية الغريبة ابتسمت وبطريقة عفوية قلت (عيب)!

ولو كان القرار بيدي لشطبت تلك المحطة ولو كانوا هم على درجة ولو بسيطة من (احترامهم) لأنفسهم لأوقفوا عرض البرنامج ولو لوقت بسيط!!

أذكر مرة سمعت كلمة للشيخ (الطنطاوي) رحمة الله عليه قال (إنني أحترم إبليس.. على الأقل يا جماعة عنده مبدأ)

كان الشيخ الفاضل يقصد ما قال.. الازدواجية والأيدلوجية غير موجودة عند (إبليس) من أجل ذلك كان واضحا ولا يدعي الطيبة أبداً قطع عهد على نفسه أنّ يضل من يقدر على إضلالهم حتى يوم يبعثون.. ومازال يفعل!!

صريح وبعيد جداً من التقوى!

شاهدت مقابلة للشاعر سميح القاسم وقال كما قال الشيخ (الطنطاوي).. أي أنه يحترم أصحاب المبادئ الثابتة..

قال (بأنه يحترم الجنديّ اليهودي الإسرائيلي حينما يقتل أو يجرم لأنه يظهر طبيعته الإجرامية بوضوح ولا يدعي الرحمة أو الوطنية أو المحبة.. وهذا ما يفتقده الخونة والمدسوسون والمدعون الوطنية والعروبة وهم بالأساس خونة!)

أصبحنا لا نحمل من أمجادنا شيئاً

سيوفنا من خشب ودروعنا يكسوها الغبار..

والبعيد أحنّ وأقرب منا نحن

شريحة من الناس استهجنوا واستنكروا كلام (للمثل) عادل إمام وكيف يجرؤ على الاستهزاء بأهل (غزة).. ولكني أنا لست منهم.. لأن (عادل إمام) هو ما قال الشيخ (الطنطاوي) شيطان له مبدأ!

لو تتعرى الحقائق لشاهدنا عادل إمام متمثلاً بالكثير من أصحاب (الكلام)!!!

الحقيقة أصبحت شيئا نسبيّا أو ربما شيئا لا يطاق.. لعلها أكثر خطورة من أنّ يتشدق بها الآخرون أو أن يلتزموا بها هي أكثر وأكبر وأعمق من أن يتمسك بها (الأنصاف)

لغزة ربها

لنا الخزيّ (نحن)!

ولن تسامحنا أبداً..

عنيزة sara.alzonaidi@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة