نستنفد شطراً غير قليل من حياتنا، مفتشين فيه عن ذواتنا. وفي غمرة كل تجربة نخوضها، ندنو، شيئاً ما، نحو حقيقتنا. وتمضي أعمارنا، هكذا دواليك، ونحن نتبدل بموازاتها. إلى أن نناهز الحقيقة الكاملة، ونتسربل بحكمة السنين، بعد أن تكون قد شاخت أعمارنا، وهرمنا. وفي بعض الأحوال، تفنى أيامنا، دون العثور على محض حقيقتنا، إلى أن يدنو أجلنا. فتجيء حقيقتنا التي صنعتها حياتنا المديدة أعطية سائغة وبلا مقابل، نهبها للمعتبرين من أسلافنا. أيّ خسران مبين هذا!!

* حدود وطننا، ليست ما ارتسمته أنامل سايكس وبيكو، على الخارطة. إنها ما دونّاه نحن، بمداد أرواحنا، ويراع إنسانيتنا، وقرطاس عالميتنا. ربما لا تعدو جغرافية المرء منا الحي الذي يقطن فيه، وقد تمتد كي تشمل العالم بأسره.

* إزاء أولئك الأشخاص الذين نحبهم من أعماقنا، أيجدر بنا فعل ما يحلو لهم، وإن كان ضد صالحهم، بيد أنه يسرّهم، أم نصنع كل ما بوسعنا لنفعهم، حتى لو كان لا يروق لهم في كل الأحوال؟ يا للسؤال الذي بلا إجابة!!

* عشق الحرية مبرر غير كاف لاستحقاق حيازتها. عليك أن تحوي كافة المقومات التي تخولك ممارسة هذا العشق، والإبقاء عليه.

* من المحتمل أن تكون الصورة الساكنة مجحفة، ومواربة، ولا تضاهي وشاية الحركة، بيد أنه لا يمكن بحال غض الطرف عن بوح إيحاءاتها.

* ليس لأحد أن ينتقي جسده كيفما شاء، ولكن لغة ذاك الجسد من صميم الاختيار بلا ريب.

* لا يدرك الناس معادن بعضهم البعض كما ساعة يختلفون. ولا تتجلّى الحقائق، وتتهاوى الأقنعة كوريقات خريف، في موطن مثل الخصام.

* أبلغ الأفعال حماقة، أن تخاصم أثيراً لديك من أجل أفكار آخر لا يدري عنك شيئاً.

* أقسى أنواع الإجحاف إساءة الفهم.

* قل لي كيف هي نهايتك، أقول لك من أنت.

* إلف الحاجيات، بالأخص ضئيلها، من سيماء الإنسانية.

* التشبث بالممتلكات وفاء، حتى لو كيلت لها المدائح، وليس شحاً، كما يزعمون. مع التوقير لكافة الأعراف.

* أنجع أنواع مزيلات الروائح الكريهة فعالية، دخيلة معطرة.