Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
مسرح
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
ألم يحن الوقت يا معالي الوزير؟
نايف معيض البقمي

 

تحية طيبة أبعثها عبر هذه المجلة الثقافية ومن خلال منبر الجزيرة إلى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك من خلال ما قدمه للإعلام والثقافة مدى ثقافته ونظرته الثاقبة والمستقبلية لإعلامنا وثقافتنا السعودية، ويتضح ذلك جلياً في التطور الملحوظ في الإعلام بجميع قنواته المقروءة والمرئية والمسموعة والنقلة النوعية الواضحة في الثقافة من خلال وكالة الوزارة لشؤون الثقافية وما أنجزته من إعادة لمهرجانات اندثرت، وتميز في معرض الكتاب وكذلك التكوينات الجديدة للجمعيات التي شكلت ويأتي في مقدمتها المسرح، إضافة إلى ما لوحظ من تغير إلى الأفضل في آليات الأندية الأدبية ومنجزاتها. وبما أن المسرح جزء من هذه المنظومة التي شملها التطور والتقدم فالجميع يعلم أننا مجتهدون ومحبون للمسرح نبحث عن كل ما يزيد من ثقافتنا ولعل البعض قد حصل على المعلومة الخطأ دون قصد. وهذا ما يقودني إلى سؤال عريض، ألم يحن الوقت لإنشاء معهد عال للفنون المسرحية؟

في تصوري أنه في ظل الطفرة المسرحية التي نعيشها، وما تقدمه فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والأندية المسرحية بالجامعات ومكاتب رعاية الشباب ومدارس التربية والتعليم من أعمال مسرحية وكذلك ما تقدمه أمانة منطقة الرياض مشكورة في هذا الجانب، إننا بحاجة ماسة إلى الشخص المتخصص في المسرح وخصوصاً أن سوق العمل بحاجة إلى من يحملون كفاءة مسرحية لتقديم المعلومة الصحيحة بدلاً من الاجتهادات التي قد تكون مغلوطة في كثير من الأوقات.

ولعل أبرز الجهات التي يهمها الأمر هي وزارة الثقافة والإعلام، فالكثير ممن يتعاملون مع المسرح في الوزارة لا يوجد لديهم المؤهل الذي يخولهم بممارسة العمل المنوط بهم وإنما هي دورات وخبرات اكتسبوها لا تفي بالغرض. والموضوع نفسه ينطبق على وزارة التربية والتعليم فنحن بحاجة إلى مسرحيين متخصصين في كل إدارة للتربية والتعليم وفي كل مدرسة، ليكونوا مشرفين على النشاط المسرحي وعلى النشاط بشكل عام. ولعل ما يحدث في وزارة التربية والتعليم من تفريغ معلمين في تخصصات مهمة ليكونوا رواداً للنشاط أو مشرفين له يأتي على حساب المادة التعليمية التي تتوافق مع مؤهلاتهم، وقد يقود ذلك إلى عجز في تخصصات مهمة، وأعتقد أنه من خلال التوصية التي أوصت بها لجنة تطوير المسرح في لجنة النشاط بوزارة التربية والتعليم مؤخراً بإدراج مادة التربية المسرحية ضمن المواد الدراسية يجعل الحاجة ملحة لوجود مسرحيين يحملون المؤهل الذي يخولهم لتدريس هذه المادة. ولعلي أذكر ما قدمه قسم المسرح في جامعة الملك سعود من مخرجات بشرية مسرحية قبل أن يتم إغلاقه لأسباب عدة يأتي في مقدمتها عدم وجود مسميات وظيفية لخريجي هذا القسم.

في تصوري أن الموضوع ليس صعباً متى ما كانت الرغبة حاضرة لتحقيق هذا الحلم، وما هي إلا تشكيل لجنة من وزارة الثقافة والإعلام وهي الجهة المعنية الأولى ووزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدينة لاستحداث مسميات وظيفية لخريجي هذا المعهد الحلم وقبلها تكوين معهد عال للفنون المسرحية.

بعد هذا كله ألم يحن الوقت يا معالي الوزير؟

Nif_123@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة