Culture Magazine Thursday  02/06/2011 G Issue 344
أوراق
الخميس 30 ,جمادى الآخر 1432   العدد  344
 
كلمات
دائماً هو يبحث عن مشكلة..!!
محمد بن احمد الشدي
-

قال الشاب لصديقه: أنت هامش زبد، حجر على قارعة الطريق، ولولا ما بيننا من دم وصداقة ومشاوير لقرأت عليك شعر الصعاليك.. وغضب الرجال العابرين من براكين النار وجدران الأسمنت وهزائم المخدوعين من أمثالك.. ولكن سوف أتركك للزمن يضربك على أنفك لتتعلم شروط الحياة والعيش بهدوء وسكينة تحت سقيفة باب «الغواص» في قريتك الغافية..!!

فقال له: لم أفهمك تماماً.. هل لديك فكرة..؟ أو مشكلة أو أزمة..؟ أنت تنتقدني بلا داع.. إذا كان لديك مشكلة فهي مع غيري بالتأكيد «قيل لي أنك تؤذي الناس بالكلام حباً بالإيذاء». ولكن سأتركك لمن يعلمك شروط الأدب.. يا ساتر!.

أدار ظهره وتركني، أقضم أعواد العرفج والشيح.. أسافر وأنتقل من شيخ إلى مارق أبحث عن مشكلته التي يغزلها له الشيطان وفي كل مرة أعود كيد خارجة من سدرة صحراوية وحاولت أن أتعرف على مواقف الناس من سلوك وأفكار هذا المتجني وأمثاله.. فقيل لي: كل شيء له ثمن باهظ، ولا يستطيع أحد أن يلغي التفكير في اللقم.. وقطرة الماء. والتسكع على الأرصفة، والموت المجاني الذي دفع له هذا الشاب عن الذات.! ولكن ما هي مشكلة أو مشكلات هذا الرجل الحقيقية؟!.

ثلاث سنوات سقطت في نهر الزمن وهو لم يعد، وأنفي راعف وشروط الحياة شجرة طلح عاسية، لا أستطيع أن أرى ذؤابتها دون أن أقف على شكل زاوية منفرجة لا نار.. ولا أمل، لا فائدة من التذكار لا يزال صديقي غائباً يبحث عن مشكلة خاصة جداً لا أعرف ما هي أسقطت في ذهنه!؟.

وفي بلد لا يتوقع الإنسان أن يصل إليه بالصدفة فاجأني هذا المخدوع من وجد نفسه: هل لديك قيمة تذكرة سفر؟ هل معك سلف ألف ريال؟!.

ولكن هل وجدت حلّ المشكلة التي تبحث عنها في كل مكان، والمهم أن تجد الحل.. فمثلاً: أنت هنا مثلي وأنا هناك هامش وزبد وحجر على قارعة الطريق.

لم ينتظر صديقي اللدود بقية كلامي.. عبر الشارع كالزوبعة، للبحث عن وسيلة سفر تنقله إلى وطنه. ورحت أجري خلفه - وقد أخذني الفزع بين البنايات الشاهقة وأسناني تصطك من الألم.!

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة