Culture Magazine Thursday  26/05/2011 G Issue 343
شعر
الخميس 23 ,جمادى الثانية 1432   العدد  343
 
أَتَانا الغُبار
عبد القادر بن عبد الحي كمال
-

أَتَانا الغُبارْ

أَتَانا على وضحٍ من نهارْ

فلا ثمَّ نشرٌ ولا ثمَّ غَارْ

ولا عطْرُ فاتنةٍ من غِفارْ(1)

أَتتْنا به الرّيحُ والعاصفةْ

نظنّ به عارضاً مُمْطرا

فجاد بعاصفةٍ من غُبارْ

***

أَتَانا الغُبارْ

وليس به نفْحةٌ من عَرارْ

ولا زهرُ فُلٍّ ولا جُلُّنارْ

ولا بوْحُ عاشقةٍ من بِشَارْ(2)

أَتتْنا به زُمرةٌ جانفةْ

فأرْغَى وأدْبر واسْتكْبرا

وأسمعنا مُفْرداتِ الخُوارْ

***

أَتَانا الغُبارْ

وأرَّخ ميلادَه في أيارْ

فهذا حُسين يُداجي بيارْ

وليس لعثمان في الحلِّ دارْ

ولا خيمةٌ في جوار الجوارْ

فقد حلَّت الطُّغْمة الرّاجفة

فأقْصتْ أُميَّة والشَّنْفرَى(3)

فلا تعْجبوا إن دهانا الدُّوارْ

***

أَتَانا الغُبارْ

ليُحدث في التّائهين انْبهارْ

بمسْتغْربٍ فكْرُه مُسْتعارْ

يُزكِّيه بعضُ صِغار الصِّغارْ

أمام جموعٍ بدتْ واجفةْ

تُسائلُ أَيْنك يا عَنْترَا؟

وسيفُ أبي حسنٍ ذو الفَقَارْ

***

أَتَانا الغُبارْ

وأطفأ مشكاتَنا والفَنَارْ

فأين الفرزْدق أين النُّوارْ؟(4)

وأين أصالَتَنا والنِّجارْ؟

وفي يوم ذي قار كان الفِخارْ(5)

أَحلَّتْ بنا عُصْبةٌ زائفةْ؟

فلم تُبْق مِسْكاً ولا عنْبرا

ولكن أرادتْ هَوان عَرَارْ(6)

فأبْعدك الله يا ذا الخِمارْ (7)

1- غِفار: قبيلة عربية تسكن قريباً من المدينة، ومنها الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري «جُندب بن جنادة»، وإليهم الإشارة بقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: غِفَار غفر الله لها.

2- بشَار: بكسر أوّله وفتح ثانيه، منتزه في السُّودة بمنطقة عسير.

3- أُميّة والشّنفرَى: أما أُميّة فهو أمية بن الأَسْكر البكري الكناني كان شريفاً في قومه، ذكر الفاكهي في مؤلّفه «أخبار مكة» أن قادماً قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من أين: قال من الطائف قال فمه؟ قال رأيت شيخاً ينشد:

تركتَ أباك مرعشةً يداه

وأُمك ما تسيغ لها شرابا

إذا نعب الحمام بوطن وَجٍ

على بيضاته ذكرت كلابا

قال ومن كلاب؟ قال ابن الشيخ كان غازياً، فردّه عمر وقال له: لا تترك أباك.

أما الشّنفرَى فهو: ثابت بن أوس الأزدي صاحب لامية العرب، من الصّعاليك العدّائيين يعُدّه ابن حزم صاحب جمهرة أنساب العرب من زهران، وزهران قبيلة عربية كريمة معروفةٌ حتى الآن.

4 - الفرزدق والنّوار: الفرزدق أشهر من نار على علمْ، والنُّوار زوْجُهُ طلّقها وندم فقال: ندمتُ ندامة الكِسْعيِّ لمّا غدتْ منِّي مُطلّقةٌ نُوارُ.

5 – يوم ذي قار: يومٌ من أيام العرب في الجاهلية، وهو أوّل يومٍ انتصف فيه العرب من العجم ، وقع فيه القتال في العراق وانتصر فيه العرب.

6 – عَرارْ: تزوّج الشّاعر عمْرو بن شأس بامرأةٍ من رهطه وكانت تقسو على ابنه «عَرَار» فقال:

أرادت عَرَاراً بالهوان ومن يُردْ

لعمري عَرَاراً بالهوان فقد ظلمْ

وإن عَرَاراً إن يكن غير واضحٍ

فإني أحبّ الجَوْن ذا المنطق العَمَمْ

وعَرَار هو عَرَار بن عمْرو بن شأسٍ أرسله الحجّاج بخطابِ إلى عبدالملك بن مروان يصفُ فيه أمر أهل العراق وكان عَرَار شديد السُّمْرة، فقرأ عبد الملك الخطاب وكلما استوضح عن شيء أجابه عَرَار بكلامٍ بليغٍ ومنطقٍ عَمَمْ، فقال عبد الملك:

وإن عَرَاراَ إن يكن غير واضح.. البيت، فتبسّم الرجل فقال عبد الملك: ما يُضحكك؟ قال الرجل: أنا عَرَار، فقال عبد الملك: حظٌ وافق كلمة، وأحسن جائزته.

7 - ذو الخمار: هو سُبيع بن الحارث بن مالك بن ثقيف، من جبابرة الجاهلية، عاش إلى ما بعد فتح مكة، ولما تداعتْ هوزان لقتال المسلمين بقيادة مالك بن عوف النصري في حُنين كانت راية بني مالك من ثقيف لسبيع بن الحارث الملقب بذي الخمار، فقُتل في ذلك اليوم، ولما قيل للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن مقتله قال: أبعده الله فقد كان يكره قريشا.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة