Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
تشكيل
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

الناجم يستجيب للساحة ويقدم معرضه الأول ووزارة الثقافة والإعلام تدعو التشكيليات
فصل التوأمة التشكيلية بين القبول والرفض

 

 

السبت القادم موعد مع إبداع الفنان التشكيلي عبد العزيز الناجم في قاعة المعارض بمركز الملك عبد العزيز التاريخي، ومع أن الفنان التشكيلي الناجم من الأسماء المهمة والفاعلة في المرحلة الأقرب لجيل الرواد ولمن أتى بعدهم بمشاركاته المتميزة وأسلوبه الخاص وتجاربه التي ينتقل من خلالها تجاه التحديث والتطوير في أدواته ورموزه وعناصره المستلهمة من واقع البيئة النجدية التي كان الناجم يبحث في تفاصيلها الثابتة والمتحركة في المجتمع والطبيعة التي تنوعت من التسجيلية الواقعية في بداياته، مروراً ببعض الأعمال السريالية نتيجة اندفاع الكثير من التشكيليين الشباب لهذا التوجه في مرحلة سابقة، وصولا إلى تحديد هويته وشخصيته التشكيلية التي أوجدها مكانة وموقعا بين التجارب المحلية الناضجة تجاوز بها أقرانه وحقق بها الكثير من اهتمام المتابعين والنقاد والمقتنين، إلا أنه كان أكثر حرصاً في أن يقيم له معارض شخصية على الرغم من مطالبة الكثير له بأن يجمع تجاربه في معرض استعادتي، الناجم أخيراً استجاب لتلك الدعوة لكن بشكل آخر إذ لم يرغب في ان يقدم نفسه مستعرضاً تجاربه السابقة التي كان لها حضورها في المعارض الجماعية المحلية والدولية، وإنما قدم فكرة جديدة لامس فيها واقع أهم شريحة في مجتمعنا وهي شريحة الأطفال منغمساً في أعماقهم ومستعيدا شفافية تعاملهم مع الحياة ليقدمها في معرض أطلق عليه الطفولة والسلام.. الناجم اعتذر عن نشر نماذج من معرضه الجديد واكتفي بنشر بعض من قديمه الجديد.

لنكون معه ومع هذه التجربة في صفحة الفن التشكيلي ليوم الخميس.

المسابقة الرابعة للتشكيليات

تحظى المرأة في الحراك الثقافي باهتمام كبير جعلها تتبوأ مكانة قوية تنافس من خلالها الرجل في مختلف فروع الإبداع ومنها الفنون التشكيلية، فقد منحت مساحة تستحقها في المجال التشكيلي مساهمة من خلاله في الارتقاء بالذائقة المحلية وتقديم نفسها من خلال أعمالها في المعارض الدولية التي تقام من قبل الجهات ذات العلاقة، ومع أن وجود المرأة في الساحة التشكيلية جاء متأخرا بالنسبة لوجود الرجل، إلا أن حضورها حالياً وبهذه الكثافة مكنها من إيصال صوتها التشكيلي بشكل أكثر وضوح، كما حقق لها وجوداً في مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية نتيجة حضور العدد الكبير من التشكيليات الذي كان له دور في التصويت لزميلاتهن.

والواقع أن ما ينتجه عدد من التشكيليات السعوديات لا يقل بأي حال عن أي إنتاج على المستوى العربي والعالمي بشهادة الكثير من الجمهور في كل دولة عالمية يكون للفن التشكيلي حضور فيها، بل كان بمثابة إجابة كبيرة على سؤال يتردد في أذهان الآخرين عن مكانة ودور المرأة المبدعة في المشاركة ببناء الحضارة السعودية.

تباين في نسبة المشاركات

ذلك الوجود والمنافسة دفع الجهات المعنية بالفن التشكيلي لإقامة مسابقة خاصة بإبداعهن من خلال برامج الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث انطلقت أولى تلك المسابقات عام 2002م شارك فيها ما يقارب الخمسين تشكيلية على اختلاف مستوياتهن الفنية من السعوديات والمقيمات تلتها المسابقة الثانية عام 2003م وحظيت بعدد لا بأس به من المشاركات، حيث تجاوز عددهن المائة وكلا المسابقتين كانت في الرياض كما أقيمت المسابقة الثالثة في جده عام 2004م عاد فيها الرقم إلى اقل من المائة مشاركة حيث كان العدد في حدود السبعين، لتأتي لنا المسابقة الرابعة الحالية بتنظيم من قبل وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشؤون الثقافية التي أكملت المشوار، هذا الاختلاف في عدد المشاركات يمكن أن يكون مجال بحث وتقص لمعرفة الأسباب لإيجاد حلول ناجعة له ليحقق التزايد في الأعداد لا أن يتناقص العدد كما شاهدنا في المعارض السابقة من الخمسين وصولاً إلى ما يزيد على المائة ثم العودة إلى حدود السبعين مع أن إقامة المعرض في محافظة جدة يمكنه من كسب أعداد أكبر لوجود النسبة العظمى من التشكيليات هناك.

عام 2004م بمدينة جدة وشارك به 17 تشكيلية سعودية.

ونحن هنا حينما نشير بكلمة فن نسائي وآخر رجالي لا نعني العمل ذاته وما يحمله من مضامين أو عن الآلية التي ينفذ بها بقدر ما نعني المؤدي.

انفصال بين القبول والرفض

هذا الفصل للتوأم التشكيلي (التشكيليات عن التشكيليين) أثار الكثير من ردود الفعل المختلفة فمنها المؤيد ومنها الرافض ومنها من وجد ان مثل هذا التقسيم يشكل إمساكا للعصا من منتصفها وإجابة عن أي موقف غاضب من التشكيليات في حال عدم إنصافهن في المسابقات لمشتركه مع الرجل، فالرأي الأول وهو المؤيد لوجود مسابقة للتشكيليات يرى أنها تتيح مساحة اكبر لمشاركة التشكيليات بعيدا عن مزاحمة الفنانين الرجال الذي يتهمون (بالتكويش) على ثلاثة أرباع المعرض بينما لا يوجد إلا ربع المساحة أو اقل للتشكيليات، إضافة إلى انحياز لجان التحكيم للتشكيليين في المسابقات السابقة ومنحهم الجوائز المتقدمة مع وجود أعمال نسائية تستحقها.

شروط المسابقة

خلال شهر رمضان المبارك تابعنا خبراً يتضمن دعوة من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية موجهة للتشكيليات للمشاركة في مسابقة المعرض الرابع للفنانات التشكيليات لعام 1428هـ.

الهدف من المعرض كما جاء في الخبر إثراء الفن التشكيلي النسائي وتأكيد دورهن في الحركة التشكيلية السعودية، واكتشاف المواهب الفنية ودعمها، وتبادل الخبرات الفنية الإبداعية. واشتمل الخبر على بعض من الشروط جاءت على النحو التالي - المسابقة مفتوحة للفنانات التشكيليات السعوديات.

- موضوع المعرض هو تنمية الحس الوطني من خلال إبراز الجوانب الثقافية والتاريخية والتراثية في المملكة.

- يمكن المشاركة في كل فروع ومجالات الفنون التشكيلية (التصوير التشكيلي، والنحت التشكيلي، والتجريب التشكيلي، والرسم بالأقلام، والطباعة والحفر، والفكرة الفنية في الفراغ) ومنفذة بالأساليب الفنية الحديثة.

- يمكن استعمال جميع الألوان والخامات المتوافرة.

- مقاس الأعمال الفنية لا يزيد طول الضلع فيها عن (5و1م).

- أن تكون الأعمال الفنية مخرجة إخراجا جيدا - أن تكون الأعمال الفنية حديثة ولا يزيد عمرها على ثلاث سنوات.

- يتم تدوين الاسم والعنوان ورقم الاتصال والمدينة على ظهر كل عمل فني.

- تعبئة استمارة المشاركة وتسليمها برفقة الأعمال مع السيرة الذاتية للفنان.

- الأعمال الفنية المقتناة تكون ملكا للوزارة - الأعمال الفنية غير المقتناة تتم إعادتها لأصحابها بعد المعرض - آخر موعد لاستقبال الأعمال الفنية هو 15 ذي القعدة 1428هـ.

- ترسل جميع الأعمال في طرد خشبي أو ورقي إلى مقر وكالة الوزارة للشؤون الثقافية - الإدارة العامة للنشاطات الثقافية- إدارة الفنون التشكيلية بالرياض طريق مكة مبنى رقم 360 جنوب مدينة الملك فهد الطبية.

كما أشير إلى الأرقام التالية للاستفسار - لكل الاستفسارات: (2934900/01 تحويله 2022) فاكس: (2934623 أو 4643486).

الإيجاز.. أبلغ

الشروط أعلاه في إعلان المسابقة الرابعة للتشكيليات أعادتني إلى ما تطرقنا البه في السابق عند الاعلان عن أي معرض أو مسابقة تشكيلية وما اقترحنا من إلغاء لبعض الشروط التي تتضمنها تلك الإعلانات (لم نعد نراها في الإعلانات الأخيرة ) وهذا أمر يشكر عليه من يعد الشروط الحالية ويقوم بصياغة الإعلان ومنها ما كان يشترط من ان تكون الأعمال المشاركة وفق القيم والمبادئ الإسلامية والعادات والتقاليد، مع أن المسابقة للفنانين السعوديين وحتى لو كانت بمشاركة فنانين عرب لا يمكن أن يغفل أي منهم عن هذه الشروط فلا حاجة لذكره بل تبقى من خصوصيات اللجنة التي تجيز الأعمال فإن وجدت في أي عمل ما يخالف هذه الشروط فلها أن تمنعه وتستبعده.

ورغم إسقاط تلك الشروط إلا أننا نجد أيضاً شروطا جديدة في المسابقة الرابعة لا تختلف عن سابقاتها نتيجة اجتهادات ممن قام بوضعها تبرز في تعدد نقاطها مع أن بإمكان من وضعها اختصارها والاستغناء عن الكثير منها كما جاء في هذا الخبر منها وجود إشارة للخامات أو الأدوات كالأقلام والألوان وكأن من سيشارك ليس لديه معرفة بمجاله، علما أن غالبية التشكيليات خريجات أقسام التربية الفنية فمثل هذه الإشارة يمكن إدراجها في حال كون المعرض لخامة معينة كالنحت أو الرسم فقط أو التصوير الزيتي أو الخزف أو أي من الخامات الأخرى لغرض تحديد خامة العمل وخصوصية المعرض، إضافة إلى ما جاء من اشتراط العمر الزمني للعمل بأن لا يتعدى إنتاجه ثلاث سنوات، واستبداله بشرط أن لا يكون العمل قد عرض في مسابقة أو معرض سابق، فهناك أعمال كثيرة في مراسم التشكيليين والتشكيليات لم يشاركوا بها في أي معرض سابق، أما الشرط الأهم فهو في تحديد موضوع المسابقة وهو تنمية الحس الوطني من خلال إبراز الجوانب الثقافية والتاريخية والتراثية في المملكة، هذا الشرط لم يكن لوجوده أي داع فكل التشكيليين والتشكيليات يتمتعون بحس وطني لا يحتاج إلى أي سبل لتنميته بقدر ما يترك للفنان التعبير عن أي فكرة بعيد عن أي قوالب أو توجيهات فكل ما يقدمه الفنانون يأتي نتاج معايشة وانغماس وغوص في أعماق الوطن بكل تفاصيله، فتلك الجملة أو العبارة يمكن ان توجه للناشئة من تلامذة المرحلة الابتدائية لربط تفاعلهم مع أدواتهم الفنية واكتشاف أسرارها مع مفهوم الانتماء ليرسخ في ذاكرتهم الرموز وطنية ألوانا وخطوط وعناصر.

ما أحببنا الاشارة إليه يعني أهمية الإعلان وما يتضمنه من شروط لا يشعر فيها الفنانون بأي ضوابط أو حدود من خلال الإيجاز بالإشارة للمعرض والمسابقة وأحجام الأعمال ومكان وموعد تسليمها.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة