Culture Magazine Monday  31/12/2007 G Issue 227
مداخلات
الأثنين 22 ,ذو الحجة 1428   العدد  227
 
بين الفالح وابن سيار

 

 

ورد مقال متم للفائدة والمتعة للدكتور عبدالله الغذامي على طرح للأستاذ عبدالمحسن الحقيل عن الأستاذ عبدالله الفالح وجاء في تعقيب الدكتور ذكر نادرة علمية للأستاذ عبدالله الفالح الذي ألف بيتاً من عنده وادعى أنه من ألفية ابن معطي وهو قوله:

وجوزوا دخول (لم) على المضي كلم رأى ولم أتى ولم رضي

والحقيقة أن هذا البيت كان مشهوراً عندنا أيضاً في المعهد العلمي في المجمعة وكنا نعده من قول عثمان بن سيار مع قصة مشابهة للقصة التي أوردها الدكتور، ولكن باختلاف بسيط في الجزء الثاني من البيت حيث يكون: (كلم سعى ولم دعا ولم رضي) وأنا أفضل هذه الرواية من أجل الترصيع الذي فيها.

وأزيدكم من الشعر بيتاً - كما يقولون - وهو ان أحد الطلاب استدرك على ابن مالك بيتاً يفيد بجواز رفع المجرور على وجه القلة وهو قول الناظم:

والرفع للمجرور قد يجوز كقولهم مررت بالعجوزُ

(بضم الزاي) لكنني لا أعرف قائل هذا البيت ولا أعرف له قصة وإنما الطلاب تعجبهم هذه المعارضات وبعضهم يحفظ هذا البيت وهو لا يحفظ بيتاً واحداً من الالفية.

لا أشك في نسبة البيت الذي ذكره الغذامي في أنه كما ذكر لأن الحكم للأسبق عادة وأنا لست متأكداً في نسبة البيت لابن سيار، لكن الذي أود الاشارة إليه بهذه المناسبة أن هناك أقوالاً تصدر من قائليها شعراً أو نثراً ويتمثل بها غيرهم فيظنها الناس أنها لمن تمثل بها في حالة مشابهة لحالتها التي قيلت فيها وقد يكون المتمثل بها من أرباب صناعة الشعر أو النثر فينسب إليه وأظن هذا يحدث في تراثنا الأدبي، وقد يُنسى القائل الأول فيصبح ملكاً للشعب ويتحول إلى أدب شعبي بالمفهوم العالمي مجهول القائل يملك كل فرد فيه حق الزيادة والنقصان.

ومثل هذا قول أحد العلماء المصريين لأحد مشايخ الدعوة في بلادنا وكان حينذاك في مصر: أمسيلمة من نجدكم؟ قال: نعم كما أن فرعون من مصركم.

فأخذ هذه المقولة أحد علمائنا اليوم وقالها لأحد إخوانه المصريين في حالة مشابهة لتلك الحالة لا تخلو من مداعبة فنسبت إليه واشتهرت بأنها له حتى وجدها بعض الاخوة مذكورة في مقدمة أحد المؤلفات الدعوية النجدية منسوبة إلى واحد من آل الشيخ عندما كان يدرس في مصر.

وبعض قراء الأدب العربي يحسب أن الحجاج هو قائل:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني

وهو لسحيم بن وثيل الرياحي - إن لم تخني الذاكرة - وإنما قاله الحجاج متمثلاً به فاشتهر بشهرة خطبة الحجاج.

ومثل ذلك (غار عليا وأبي زيد الهلالي) الذي يوجد في كل قرية من قرى نجد.. وهلم جرا.

وأظن هذه قضية نقدية لا أحسب أن النقاد يغفلون عنها ونحب أن نتعرف على المزيد ومني للقائمين على المجلة الثقافية بصحيفة الجزيرة كل شكر وتقدير.

عبدالمحسن بن إبراهيم اللعبون


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة