Al Jazirah Magazine Tuesday  01/05/2007 G Issue 217
الفن السابع
الثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1428   العدد  217
 

(علاقات دخيلة)
مراقبة وحيلة في صور من التحدي

 

 

جو من الزيف وعالم من الارتياب والشك نشهده في فيلم (علاقات دخيلة) حيث يتلاقى الإنترنت والسلوك البغيض للإنسان معاً لينتجا جواً من الخيانة والتحدي

عن طريق شخصيات متعددة، فهي تكنولوجيا عالية من التجسس ومراسلات قذرة وقتل،

حيث تجرى الاتصالات تحت أسماء مستعارة في رسائل إلكترونية ورسائل قصيرة ورسائل مشفرة عبر الجوال. لكنه لا يمكن للمشاهد الشك في إحدى الشخصيات

حيث تصل كل شخصية إلى ما تصبو إليه بينما تحتفظ بأسرار مدينة تقوم بحمايتها.

يترك فيلم (علاقات دخيلة) إحساسا بالقلق، فهو يحتوي على قدر قليل وكاف من الحقيقة في رواية مثيرة أخرجها جيمس فولي وكتب السيناريو لها تود كومارنيكي وحتى بعد أن لاحت الفكرة من بعيد إلى ما هو مناف للعقل. وبالرغم من أنه تقلّد مكاناً صغيراً بين عمالقة إعلام نيويورك لكنه غالباً ما يشعرك بأنه حلم محموم لهوليوود فهو يعكس موجة من الفضائح والتغطيات حدثت بواشنطن.

بالنسبة للسماسرة الأقوياء جداً ومتسلّقي الشهرة، فإن أكثر الأشياء قيمة للإنسان هي الولاء، والقدرة على أن يحتفظ بسر قذر تحت الأنقاض ولكن الإخلاص له ثمن.

استقالة ساخطة

تجسد هال بيري، البطلة المفترضة وهي ليست بالنجمة المحبوبة جدا شخصية روينا برايس المحققة الصحفية المشهورة لجريدة نيويورك كورير. فمن خلال التخفي في صورة رجل لا يمكن تمييزه، تقوم بالكشف عن علاقات وفضائح مثيرة. وهي تسعى كالحية خلال الفيلم ليس لها مبدأ أخلاقي سوى مطاردة الفساد كما تؤكده النهايات دائماً.

وفي المشهد الأول للفيلم تقوم روينا بزيارة ودية لرجل متزوج من الكونجرس وله طموحات حكومية حيث تواجهه بالأدلّة بعلاقات غير أخلاقية. فيعرض عليها أن يدفع لها أي شيء تطلبه مقابل عدم نشر هذا السر ولكنها ترفض، فيستخدم علاقاته لكي يصل إلى رؤسائها وبالفعل يصل إلى ما يصبو إليه وبالتالي تقدم روينا استقالتها ساخطة.

لعبة القط والفأر

تُرشد جريس (نيكي أيكوكس)، وهي صديقة روينا منذ الطفولة، حيث تقابلها مصادفةً في مترو الأنفاق وتدلّها على الخطوة السرية التالية، ولكن بعد مقابلتهما بقليل، نجد جريس مقتولةً بالسم. وتشك روينا في أن يكون القاتل هاريسون هيل (بروس ويليس)، وهو رجل متزوج وزير نساء، كانت تطارده جريس بلا هوادة بعد أن أنهى علاقتهما.

ثم تقوم بتطويع ميلز هالي (جيوفاني ريبيسي) وهو صحفي وصديق حميم لها كما أنه بارع في مجال الكمبيوتر حيث يستطيع أن يخترق أي حاجز للكمبيوتر. ومن ثم تبدأ لعبة القط والفأر مع هاريسون في حيلة إغراء تظهر فيها بشخصيتين؛ الأولى كاثرين بوج، وموظفة تعمل في مكتب لدى هاريسون حيث تسترعي نظراته الزائغة ويبدأ مغازلتها بشكل خطير وشخصية فيرونيكا التي تستثير هاريسون في حجرة للدردشة عبر الإنترنت حيث يفاجئها بأسئلة عن حياتها شخصية.

من جهتها تجلس كاثرين وهاريسون في مطعم أنيق، يتناولون بعض الشراب حيث يتهامسون في دِعة وحميمية، ومن جهة أخرى كان هاريسون وفيرونيكا يرتبون للالتقاء في أحد فنادق وسط المدينة. ومن المفترض أن الدليل الذي تأتي به روينا ضد هاريسون دليل بائن بعكس ما يظهره الفيلم!. فبيري لم تستطع أن تؤدي شخصيتين مختلفتين حيث فاجأتنا إحداهما في المشهد الأخير للفيلم بصورة سخيفة. فبيري ممثلة جميلة ولكنها فشلت في إظهار الإحساس الفطري الملازم لهذا الجمال الذي نتوقعه منها، حيث عكست إحساسا بالتوتر والجفاف وعدم الثقة بمعرفة مواطن الجمال لديها في محاولة جاهدة لتعويض ذلك من خلال تمثيل متكلف.

ثقة زائدة.. ونظرات محدقة

ويجوب ويليز في دوره مثل ثعبان يتكلف الابتسام مما يعكس ثقة زائدة لممثل يعلم أنه عندما يلعب دور حاكم الكون فإن تقليل الحركة يثري الشخصية أكثر. فقد كان كل المطلوب منه هو تضييق حدقة العينين وإلقاء نظرة شاملة على الحجرة بنظرة محدقة جذابة. وقد استطاع مرة واحدة فقط الأداء بصورة جيدة في مشهد يطرد ويستبدل فيه عاملاً في عنف وغضب 30 ثانية.

أما شخصية ميلز التي جسدها ريبيسي ظهرت كجرو مخلص حتى اللحظة التي نشاهده يستتر في ركن مظلم في شقة روينا وهي تتبادل الحب مع صديقها كاميرون الذي يجسده جاري دوردان وهي شخصية خاطفة ليس لها وجود مؤثر في الفيلم.

ويتخصص المخرج في أفلام تتميز أجواؤها بالمؤامرات كما في فيلم (بعد الظلام تأتي محبوبتي) وفيلم (خوف) حيث تمتلىء بشغف وعلاقات رومانسية ثقيلة الظل مثل رائحة عطر ثقيل ينتشر في الهواء، حتى بعد الانتهاء من مشاهدة هذا الفيلم المعقّد يبقى أثر ضئيل من تلك الرائحة.

****

فيلم (علاقات دخيلة)

أخرجه جيمس فولي وكتبه تود كومارنيكي وهو مأخوذ عن قصة لجون بوكنكامب ومدير التصوير؛ أناستاس ميكوس، وحرره كريستوفر تلفسن وقام بالإعداد الموسيقي له أنتونيو بينتو ومصمم الإنتاج؛ بيل جروم وأنتجه إلين جولدسميث توماس وقام بتوزيعه صور كولومبيا واستوديوهات ريفوليوشن ويستغرق عرض الفيلم 109 دقيقة.

يشارك في التمثيل:

* هال بيري

(روينا برايس)

* بروس ويليز

(هاريسون هيل)

* جيوفاني ريبيسي (مايلز هالي)

* جارى دوردان

( كاميرون)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة