Al Jazirah Magazine Tuesday  01/05/2007 G Issue 217
مجتمعات
الثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1428   العدد  217
 

الجفاف يقلق الفلاحين الألمان

 

 

مع ازدهار أشجار الكرز وحقول اللفت وجفاف الأرض يشعر الفلاحون الألمان بالقلق بشأن محاصيلهم.. فقد بدأت ملامح طقس منتصف الصيف تظهر منتصف شهر نيسان- إبريل وتلقي بتبعاتها على المزارعين.

يقول بيتر زيدل من ايشنج القريبة من ميونيخ والذي يزرع الحبوب: (لا غبار على الحرارة، لكننا نفتقد المياه.. التبرعم عظيم ولم تحدث أضرار بسبب التجميد والمحصول وفير، لكن هذا يعني أن النباتات ستحتاج إلى كميات كبيرة من المياه).

والفلاحون الذين يحدوهم الأمل في هطول الأمطار قريباً لا يمكنهم أن يتوقعوا أي تحسن كبير في الطقس قبل مطلع الأسبوع القادم على الأقل.. يقول ستيفان ايسنباخ خبير الأرصاد الجوية (من غير المتوقع أن تهطل الأمطار بغزارة.. وإننا نتوقع ضغوطاً شديدة في الطقس في المستقبل القريب)..

فرغ زيدل لتوه من تفقد حقوله، حيث فحص عن كثب سيقان النباتات الصغيرة المعرضة لمخاطر أشعة الشمس الحارقة.. ولحسن الحظ ليس ثمة شمس حارقة حتى الآن).. وتعاني منطقة شرق ألمانيا على وجه الخصوص من الجفاف.

يقول يانز رادماخر مستشار اتحاد المزارعين الألمان (إننا في أمس الحاجة إلى المطر). في بعض المناطق تعين بالفعل ري الأراضي المزروعة باللفت أو البطاطس وهو أمر لم يكن معتاداً في الظروف العادية قبل منتصف الصيف.. بيد أن مساحة صغيرة فقط من الأراضي هى التي يمكن ريها، لأنه إذا تعذر ضخ المياه إلى الحقل من بئر فإن الري يصبح باهظ التكلفة، والمشكلة هذا العام تتمثل في انخفاض مستوى جداول المياه نسبياً بسبب الجفاف الذي حدث في الشتاء، والمشكلة بالنسبة للمزارع زيدل هي أن مستوى المياه هذا بلغ 5.50 متر مقابل 7 أمتار العام الماضي، وهذا هو الحد الأدنى اللازم لتشغيل نظم الري بكفاءة اقتصادية. وربما تتسبب عمليات الري في المدى المتوسط لارتفاع الأسعار.. يقول مارتين كيك من اتحاد المزارعين في بافاريا (سيتعين على المزارعين من الآن فصاعداً أن يحسبوا المسألة بكل حرص).. لكن المزارعين الألمان اعتادوا على تغير المناخ، بل يرون أن مزاياه تفوق عيوبه.. يقول كيك (بحسب تكهنات فإن ألمانيا يمكن بشكل عام أن تستفيد من تغير المناخ) ملمحاً لإمكانية زيادة الإنتاج المحصولي، وبسبب اشتداد حرارة الطقس في ألمانيا فإن أعداداً متزايدة من المزارعين تلجأ إلى أنواع المزروعات التي تنتج في جنوب أوروبا؛ لأن هذه المزروعات تستطيع أن تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وتحتاج لكميات أقل من المياه.. يقول زيدل: (إننا نحاول بالفعل أن نختار مزروعات تستطيع أن تتحمل الجفاف، وقد بتنا الآن نعرف مجموعة متنوعة من المزروعات التي تستطيع أن تتحمل فترات أطول من الجفاف)، بل إن زيدل وضع خططاً بالفعل للاستفادة من درجات الحرارة المرتفعة، ويقول: (إنني مهتم بزراعة أرز جاف، وإذا سمحت الأجهزة البيروقراطية المسئولة فإنني سأحصل على بذور العام القادم وسأجربها، الزراعة عمل سهل، وكل ما عليك أن تفعل كل ما هو ممكن).. ولن يعرف كيف سيكون حال محصول هذا العام قبل حزيران- يونيو أو تموز- يوليو القادم، كما لا يعرف أحد كيف سيكون حال الطقس حتى ذلك الحين أو خلال أشهر الصيف.. ثمة قول مأثور تتداوله أجيال المزارعين جيلاً بعد جيل، يفيد بأنه طالما أن فصل الربيع انتهى في منتصف نيسان- إبريل فسوف ينتهي الصيف سريعاً، والأمر في النهاية يخضع للمشيئة الإلهية.

وتراود خبراء الأرصاد الجوية الشكوك ولا يجرؤون الآن على التنبؤ، ويوضح ايزنباخ خبير الأرصاد الجوية الأمر قائلاً: (بعض النماذج طويلة الأجل تشير إلى أننا نتوقع صيفاً حاراً للغاية، لكن الأمر غير مؤكد على الإطلاق وربما ينطوي على مقامرة كبيرة).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة