Al Jazirah Magazine Tuesday  01/05/2007 G Issue 217
منتدى الهاتف
الثلاثاء 14 ,ربيع الثاني 1428   العدد  217
 

مع قرب نهاية العام الدراسي
المدارس الأهلية وصكوك النجاح

 

 

* إعداد - صلاح عمر شنكل

يلاحظ أن طلاب المدارس الأهلية يحرزون في كل عام الدرجات العالية خصوصا في مرحلة الثانوية، وهذا أعطى انطباعا بأن دخول المدارس الأهلية يعني النجاح قطعا. ومع قرب نهاية العام تشرئب الأعناق لحصد الدرجات لحفظ ماء الوجه، وفي الجانب الآخر هناك من يسهر الليالي طوال العام أملا في النجاح والتفوق المستحق الذي يريد أصحابه من ورائه التقدم في العلم ودخول كليات متميزة عن جدارة واستحقاق. الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن بعض المدارس الأهلية تعد صكوك النجاح لطلابها بعد تسديد القسط الأخير من الرسوم الدراسية، وأن طلاب الكثير من تلك المدارس يضعون الآن نتائجهم في جيوبهم.

ترى ما مدى صحة ذلك، وما الآثار السلبية لسيادة مثل هذه المفاهيم؟ ولماذا يلجأ بعض الطلاب إلى الاعتماد على درجات المدرسة وليس على اجتهاده وتفوقه؟ طرحنا هذه الأسئلة على طلاب المنتدى فكانت مشاركاتهم كما أوردناها لكم في الأسطر التالية:

ة حصة الزويّد - الرياض: ينقسم الوضع في المدارس الأهلية إلى قسمين، هناك مسؤولون أهم شيء لديهم أن يدفع الطالب أو الطالبة الرسوم كاملة، وهنا يضمن الطالب النجاح، وهناك من يساعد الطلاب والطالبات بإعادة الامتحان عدة مرات حتى يصل الطالب إلى الدرجة التي يرغب فيها، وهنا أتساءل: من الذي يدعو الطلاب والطالبات إلى اللجوء إلى المدارس الأهلية خاصة الفصل الثالث ثانوي؟ قد يكون هاجس النسبة، والسبب أيضا أن المعلمين في المدارس الحكومية لا يراعون مستوى تفكير الطالب وقدرته على التركيز، فهناك طلاب بمجرد أن يستلموا أوراق الامتحان يصابون بحالة ارتباك وتوتر وقلق يؤثر على النتيجة الدراسية، وقد يكون السبب أيضاً أن بعض المعلمين والمعلمات من أول السنة الدراسية وهم يتوعدون الطلاب والطالبات ويهددونهم بأن الأسئلة ستكون صعبة لهذا قد يضطر المعلمون في المدارس الأهلية إلى مساعدة الطلاب والطالبات بأي شكل حتى يحصلوا على النجاح. وأقترح أن يكون في كل مدرسة فصل مخصص لبعض الطلاب والطالبات الذين يعانون ضعف المستوى الدراسي، وأعتقد أن دور المدارس الأهلية ينبغي أن يكون من ناحية الارتقاء بالأداء وتجويد العمل ورفع مستوى الطلاب حتى يتفوقوا عن جدارة، ويكون هنالك فرق واضح في مستوى التعليم بينها وبين المدارس الحكومية؛ لأن الهدف من إنشاء مدارس أهلية هو أن تكون ظهيرا للتعليم الحكومي وسندا له في كل الجوانب لا أن يكون التعليم الأهلي عبئا على العملية التعليمية من حيث المستوى. ولا ننكر وجود مدارس ذات مستوى رفيع حقا وتعطي الطلاب درجات مستحقة وعالية حتى إذا دخلوا في منافسات مع غيرهم على بعض الكليات أثبتوا جدارتهم. نريد لكل التعليم الخاص أن يكون هكذا.

عملية تجارية

ة عمرو بن إبراهيم محمد العمرو - كاتب صحفي: نعلم أن العملية التعليمية هي محور الاهتمام الأول في أي مجتمع، فكل منا يهتم بهذا الأمر غاية الاهتمام، كيف لا وهو المستقبل الواعد عبر هذا الجيل الصاعد الذي تتأمل فيه ومنه الكثير، لكننا حقيقة قد نعيش بين نارين، وهذا الأمر يعيه أيضاًَ أبناؤنا الطلبة جميعاً في شقين مهمين أولهما التعليم الأهلي والآخر التعليم الحكومي، فنجد أن العملية التعليمية قد تتأثر في بعض الأحيان وفق توجهات المسؤولين عن المدارس في القطاع الأهلي أو الحكومي ولكنني سوف أتحدث عن القطاع الأهلي والمدارس الأهلية التي نجد فيها المنافسة كبيرة وشديدة في أحيان كثيرة على حساب العملية التعليمية والفائدة العلمية فهؤلاء هم حقيقة في المقام الأول يمارسون العمل التجاري، وهذا حق مشروع لهم لكن لا يجب ألا ينسوا أنهم مسؤولون عن هؤلاء الطلبة، وهم أمانة في أعناقهم في إيصال العلم والمعرفة بشكل واضح ومفيد لهم، وإذا حصلوا على المقابل المادي فهو خير وبركة لكن ألا يجعلوا غاية همهم سمعة مدارسهم لجذب الطلبة والطالبات لها من حيث إنها قد تساعد في منح درجات بشكل أيسر، ونلحظ ذلك كمثال واضح وانتهاك صارخ في بعض الأحيان في امتحان شهادة الثانوية العامة، حيث نجد كثيرا من الطلبة والطالبات يتوجهون إلى هذه المدارس كي يحصلوا على نسب ودرجات عالية ويدخلوا إلى الجامعات وإلى الكليات، وقد لا تكون هذه الدرجات معياراً حقيقياً لمستويات هؤلاء الطلاب، فتجد فعلاً أن صكوك النجاح توزع بشكل عشوائي الأمر الذي يعود حقيقة في المقام الأول بالضرر على الطالب نفسه أو الطالبة، لذلك في الختام أوجه رسالتين الأولى للمدارس الأهلية والقائمين عليها وأقول لهم: اتقوا الله سبحانه وتعالى في هذه الأمانة الموجودة على أعناقكم وأنتم مشكورون على أدواركم النبيلة في المجتمع، لكن أتمنى منكم أن تعطوا كل ذي حق حقه وأنتم إن شاء الله أهل للثقة، وجميعكم من مدارس أهلية أو حكومية تعملون في صالح الوطن والمواطن بإذن الله. الرسالة الثانية للطلاب والطالبات: إخوتي هذه رسالة من القلب، لا تحاولوا أن تبحثوا عن اليسير والميسر من أجل أن تحصلوا على درجات من أي مدرسة؛ لأن هذا الأمر سوف يعود عليكم حتماً بالضرر في مستقبلكم بالتعليم العالي أو في الوظائف فيما بعد.

مسألة ضمير

ة خالد الشهراني : القضية في نظري مسألة ضمير قبل كل شيء، وإذا غاب الضمير عن العملية التربوية والتعليمية فمتى يكون حاضراً يا ترى؟ الملاحظ في كثير من المدارس الأهلية - ولا أقول كلها - أنهم يعتبرون العائد المادي هو الأساس، أي أن القضية ربح وخسارة، يتاجرون في عقول الصغار في وضح النهار، والغريب في الأمر أنه بلا حياء يقول البعض إنه مستثمر في مدرسة أهلية، أي يعلم الطلاب مقابل المال، وطالما المسألة دخل فيها ميزان الربح والتجارة والسوق فحتما سينحاز التاجر إلى رأس ماله وليس لعقل الطالب، فلنفرض صاحب مدرسة أهلية أمامه خياران إما أن يأتي بمعلمين وإداريين متخصصين وعلى درجة عالية من التأهيل وتتقلص أرباحه السنوية ويرتفع مستوى الطلاب، أو يبقي على ما عنده من كفاءات قليلة التكلفة منخفضة الرواتب متدنية الكفاءة ويربح الملايين نهاية العام، فأي الخيارين سيختار الشخص الذي يتعامل بعقلية تجارية؟ لنكن صادقين مع أنفسنا، أي تاجر الآن سيقول في نفسه: أرباحي هي الأهم، ولكن أمام الملأ الكل سيقول: مستوى الطلاب هو الأهم. من هنا يتضح أن القضية تتعلق بالضمير وبالجانب الإنساني، فلينظر كل منا أين تقف المدارس الأهلية من هذه القيم والموازين؟!

نظرة ضيقة

ة فيصل السليم : نعم اقتربت نهاية العام الدراسي، وعيون الكثير من الطلاب على الدرجات وبأي وسيلة، سواء كانت دروسا خصوصية أو نتيجة سهلة من مدرسة أهلية أو غير ذلك، وأعتقد أن المداس التي تعمل دعاية عبر خريجيها من الطلاب أنها تعطي أكبر الدرجات إنما تسيء إلى العملية التعليمية، وتنظر بمنظور ضيق جداً إلى التعليم، وكذلك الطلاب والطالبات وآباؤهم الذين ينتظرون النجاح المزعوم عبر صكوك المدارس الأهلية إنما تعلوهم نظرات ضيقة، بل مدمرة جدا لمستقبلهم؛ لأن النجاح السهل يعني الفشل الواضح، فالنجاح الذي لا يستند إلى استيعاب وفهم وفكر ومذاكرة ومتابعة من قبل الطلاب، لا قيمة له في المراحل القادمة ولا في ميدان العمل، نأمل أن يغير هؤلاء نظرتهم للتعليم وللنجاح والتفوق الذي لا يعني فقط الدرجات العالية إنما المهم والعبرة في المضمون الفكري للطالب والطالبة.

موسم الحصاد

ة عادل بن ظافر : اقترب موسم الحصاد، وكل من يغرس بذرة سوف يحصد ثمارا، ولكن من يحصد الثمار بلا غرس كمن يقطف من زروع الآخرين لا يطيب له أن يهنأ بطعم الثمار، والنجاح الذي يوهب عبر (الصكوك) لا طعم له بل لا قيمة له ليس في مكان العمل والجامعة فحسب، بل أيضا في نظر المجتمع؛ لأن الكل يعرف مستوى الطلاب القريبين منهم، وحينما يفاجؤون بطالب كسول وكثير اللعب يحرز درجات عالية سيتأكد الجميع أن في المسالة شيئا ما، وهذا بالتأكيد يزيح الثقة في الطالب والمعلم وفي المدرسة، وفي العملية التعليمية برمتها، فلماذا لا يكون هنالك حزم شديد في هذه القضية والناس ترى طلابا فاشلين طوال العام يلعبون ويفحطون ويتجولون في الشوارع يحرزون درجات مدهشة وإذا سألت عن ذلك يقال لك إنه يدرس في مدرسة أهلية، حتى صار حلم الكثير من المراهقين أن يدرسوا السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية في مدرسة أهلية لكي يداروا فشلهم وتدهور مستواهم، ما هي الحقيقة؟ وكيف الحل في زمن النجاح السحري، والاتجار في التعليم والاستثمار في الطلاب؟

نظم ولوائح

ة أمل الراشد: هنالك اعتقاد (وربما يكون صحيحا) بأن المدارس الأهلية لا تميل إلى الرسوب أبدا، وأن النجاح ضمن الشروط غير المكتوبة للتسجيل فيها، ولكن الصحيح أيضا أن المدارس الأهلية أو ما تسمى بالمدارس الخاصة تعمل تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وبموجب قانون التعليم الأهلي الذي يراعي مصلحة الطالب والمدرسة ومصلحة الوطن باعتبار هؤلاء الطلاب بناة المستقبل لهذا الوطن، وطالما الأمر كذلك فيجب أن تفعل تلك النظم واللوائح، سواء الخاص منها باشتراطات المباني أو مستوى الطلاب أو المعلمين أو غير ذلك من الشروط، ويجب ألا نسيء الظن لدرجة أن كل المدارس تعد الآن صكوك النجاح للطلاب النائمين المنتظرين للنجاح آخر العام، بل المسألة أكبر من ذلك، وليست بالبساطة التي يتخيلها البعض، ويتوقف الأمر على من ينفذون قانون التعليم على المدارس الأهلية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة