الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 5th November,2002 العدد : 8

الثلاثاء 30 ,شعبان 1423

صاحبةُ الجلالة..!!
الصحافة رسالة:
ولهذا ينبغي للقيِّمين عليها والعاملين فيها أن يمارسوها على النحو الذي لا يخلُّ بأهدافها..
والصحافة سلطة:
وفي زعمي أن على المنتسبين لها أن يتوخَوْا الحذر والخوف من تأنيب الضمير في كل كلمة تصدر منهم وعنهم، وأن يتذكروا أنها السُّلطة الرابعة لا الأولى ولا الثانية أو الثالثة..
الصحافة علم:
ولولم تكن كذلك لما درَّسَتها الجامعات والكليَّات والمعاهد في مختلف دول العالم..
والصحافة فن:
إذ من المؤكد أنه لا يُحسن العمل فيها إلا من أعطاه الله ذائقة فنية تمكنه من توظيفها واستثمارها في تقديم صحيفة مخدومة مهنيَّاً بما يُرضي القارئ ويستجيب لتطلعاته..
الصحافة ثقافة:
وبدون تحصين الصحفي لنفسه بالحد الأدنى من العلوم والمعارف ضمن الحرص على أن يأخذ من كل فن بطرفٍ فعليه أن يبحث عن عملٍ يناسب قدراته في غير بلاطها..
والصحافة مهنة:
ولكنها ليست ككلِّ الحِرَف ولا ككل المهن، والقائمة للتعرف على متطلبات العمل فيها كثيرة وكبيرة وخطيرة وتطول لو أردنا استعراضها..
الصحافة هواية:
والذين أحبُّوا الصحافة حُبَّ العاشقين لها ضمن إطارها الصحيح وحدودها المطلوبة، هم الذين ترجموا هذه الهواية الى إنجازات جعلت منهم ومن أسمائهم ذات قيمة في ذاكرة القراء لم ولن تُنسى..
والصحافة شهرة:
ولكنها قد تحرق من يختار هذا الباب للدخول إلى عالمها متناسياً أن الشهرة والنجومية يمكن أن تطارده وتسلط الأضواء عليه بالممارسة الصحيحة لهذا العمل وليس العكس..
الصحافة خيرٌ وشر:
وهذا يتوقف على نوايا وتوجهات وأهداف مَن اختارها دون غيرها للعمل فيها، فقد يدمر وقد يبني عن علم أو عن جهل، عن حسن تقدير أو سوء تقدير، إنها من ينطبق عليها القول: سلاحٌ ذو حدين..
والصحافة ورق وحبر:
والمطلوبُ تبييض ورقها الأبيض الناصع بالأفكار ذات البياض الأنصع، حتى وإن استُخدمت كل الألوان حبراً وورقاً في إصدار الصحيفة..
الصحافة هي الصحافة:
وأخيراً فإن الصحافة هي الصحافة ببريقها وأضوائها وارتباط الناس بها حتى مع تقدم التقنية في وسائل الإعلام الأخرى، وعلى المنتسبين لها أن يقدموا لقرائهم العمل الأمثل والأفضل والأبقى في ذواكر القراء..
والسؤال:
بعد هذه الإشارات الاجتهادية من كاتبها، تُرى أين موقع «مجلة الجزيرة» من كل هذا..؟.
الإجابة، أن الجزيرة تكفيك، هكذا يقول بريد القراء من خلال تواصلهم مع المجلة.


خالد المالك


انتهى درس الحرب الباردة..
و«الذئب» انتصر رغم «جدار برلين«!!
العالم العربي «اقتيد» للحرب «الباردة» من منافذ الصراع «الساخنة»!!

إعداد: د. عبد الله بن سالم الزهراني
الحرب الباردة اصطلاح ساد استعماله على نطاق واسع بعد أن حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها بل يمكن القول تحديدا إن ذلك كان مع نهاية الحرب وبعد مؤتمر يالطة.
تلك الحرب التي بدأت واشتعلت بقرار خاطئ بل مقامرة مميتة لهتلر ولدولته وطموحاته التي تمثلت في بدئه هذه الحرب بغزوه لبولندا في سبتمبر عام 1939م.
حرب أتت على أرواح الملايين عسكريين ومدنيين من خلال القصف والموت في الحرب ومن خلال الأمراض ومن خلال الجوع ومن خلال المحارق لليهود كما يدعون.
لقد عرف كل من المعسكرين الغربي والشرقي ما له وما عليه بعد انتهاء هذه الحرب.
برزت الولايات المتحدة كقوة وكذا الحال ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وأتت بريطانيا وفرنسا بعدهما في القوة، قسمت ألمانيا بعد هذه الحرب إلى أربعة نطاقات حيث تسيطر كل دولة من هذه الدول على قسم من هذه الأقسام.
ولم تنج العاصمة برلين من التقسيم بنفس الطريقة ولكن كان هناك حرية للتحرك بين مناطق التقسيم الأربعة للعمل أو لزيارة الأقرباء والأصدقاء وبالتأكيد كان لابد لهذه الأقسام الأربعة سواء لبرلين أو للبلد ككل أن تكون تابعة للتوجهات السياسية للمسيطرين عليها.
بطبيعة الحال الأقسام التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أصبحت نظاما ديمقراطيا رأسماليا بينما القسم التابع للاتحاد السوفيتي أصبح نظاما شيوعيا دكتاتوريا لم يسمح ستالين فيه لقيام أي نوع من الانتخابات.
كانت الإشكالية في مدينة برلين ذاتها التي كانت موجودة في القسم الخاضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي بحيث تحيط بها أراضي ألمانيا الشرقية من كل الجهات.
كان ذلك معضلة للغرب وطلبوا أن يكون لهم حرية التنقل برا إلى هذه المدينة وحصلت الموافقة السوفيتية، لكن في بداية ابريل عام 1948م أغلق الاتحاد السوفيتي الحدود البرية ولم يسمح للدول الغربية بالدخول إلى برلين بالطرق البرية ودام ذلك الإغلاق أكثر من 460 يوما ليرفع الحظر عام 1949م.
كان الطعام وكل المستلزمات تأتي إلى سكان برلين الغربية عن طريق الجو فقط، انتعش الاقتصاد والبناء في الأقسام التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وساد الكساد والفقر في الجانب التابع للاتحاد السوفيتي مما دفع بالملايين من الناس في ألمانيا الشرقية للتحرك تجاه ألمانيا الغربية وبرلين الغربية خلال العقد السادس من القرن العشرين مما شكل قلقا لدى الاتحاد السوفيتي.
لقد قادهم هذا القلق إلى بناء سور برلين الذي قسم برلين إلى قسمين شرقي وغربي والذي بدأوه بوضع أسلاك شائكة في شهر اغسطس عام 1961م ثم تدرج البناء مع مرور الوقت حتى انتهى ببناء مسلح من الإسمنت تعلوه أبراج للمراقبة يتسنمها كلاب الحراسة ورجال الأمن.
ومن خلف هذا الجدار كانت هناك مسافة تصل إلى عدد من الكيلومترات ممنوع دخولها ومن يحاول دخولها فمصيره وابل من الرصاص دون مطاردة أو محاولة للقبض عليه.
لقد كان هذا الجدار هو حدود الستارة الحديدية التي تعني المعسكر الشرقي الذي كان يهيمن عليه الإتحاد السوفيتي، وبالمناسبة فإن مصطلح الستارة الحديدية أطلقه تشرشل عام 1946م رئيس وزراء بريطانيا ما بين عامي 19401945م .
أسوار وقلاع
ادعى الاتحاد السوفيتي أن بناء هذا الجدار هو لمنع الإمبريالية من الوصول للشرق.
وقال خورتشوف بسخرية.. إن هذا الجدار يهدف إلى منع الذئب من الوصول إلى ألمانيا الديمقراطية مرة أخرى.
على كل حال بناء الأسوار والقلاع في أي بلد هو للدفاع عنه ومنع تسلل الأعداء إليه، ولكن سور برلين يهدف إلى منع سكان ألمانيا الشرقية من الوصول إلى ألمانيا الغربية وإلى إظهار قوة الاتحاد السوفيتي وقدرته على مواجهة الرأسمالية والإمبريالية حسب زعم الروس، ورغم هذا الجدار نجح الآلاف في الهروب وفشل الآلاف ومات ربما المئات.
كان ذلك التقسيم الرباعي لألمانيا هو غنيمة الحرب وتنكيلا وعقابا لذلك البلد الذي أفرز هتلر ذا الأطماع التوسعية والطموح الذي لم يكن له حدود شرقا وغربا، وعقابا له على تصنيفه للشعوب والأعراق بدرجات متفاوتة جعل الجنس الآري يتسنم ذلك التصنيف في المكانة والأفضلية والعراقة بينما جعل البعض في ذيل ذلك التصنيف ومن ضمنهم اليهود وربما العرب.
سعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلى تشكيل الوضع السياسي في القسمين الغربي والشرقي كل بما يروق له وبما يتماشى مع سياساته.
وبدأ المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة وعضوية كل من فرنسا وبريطانيا بوضع التصور والتخطيط السياسي لألمانيا الغربية بينما سعى الاتحاد السوفيتي إلى تخطيط المستقبل السياسي لألمانيا الشرقية والهدف أن تكون الألمانيتين تحت السيطرة الكاملة السياسية أو العسكرية والسعي إلى إماتة النزعة القومية والنازية والفاشية في هذين الجزئين.
حلفاء الأمس اختلفوا وأصبحوا يفكرون فيما بعد التقسيم وخلت الساحة الدولية من أقطاب القوة المتعددة التي كانت تمثلها فرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وأصبح هناك فراغ في القوة أتاح للإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أن يسدا هذا الفراغ، حيث انهزمت ألمانيا واليابان تماما وضعفت فرنسا وبريطانيا لأن فرنسا احتلتها ألمانيا وضعفت وبريطانيا بعد أن تعرضت مدنها للدمار والخراب.
بداية الحرب
بدأ عدم الثقة يسود بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وهو بداية الحرب الباردة. المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة يؤمن بعالم مفتوح وتجارة حرة وديموقراطية والمعسكر الشرقي الذي تتزعمه روسيا يؤمن بسيطرة كاملة ومركزية ودكتاتورية على وسط وشرق أوروبا وشرق البحر المتوسط وتحكم في علاقات هذا المعسكر مع الغرب.
قسم ستالين العالم إلى قسمين بعد الحرب العالمية الثانية حيث قال بأن هناك قسما رأسماليا وامبرياليا يمثل المعسكر الغربي وهناك قسم شيوعي تقدمي يمثله المعسكر الشرقي.
أما ترومان فقسم العالم إلى قسمين، قسم حر وقسم مستعبد، أصبحت هذه التقسيمات والاصطلاحات تتفاعل واصبحت المواجهة بين مبدأ الشيوعية أمام الرأسمالية.
أصبحت الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات الاتحاد السوفيتي بأنها تهديدات وتشكل خطورة على الغرب وأن ستالين قد لا يختلف كثيرا عن هتلر، وكذلك كان الاتحاد السوفيتي يرى أن الغرب يسعى إلى إنشاء جبهة في الدول المجاورة للمعسكر الشرقي مضادة للشيوعية وتسعى لحرمانها من المكاسب التي حصلت عليها في الحرب العالمية الثانية وتهدد أمنه ومستقبله.
بدا للغرب أن الاتحاد السوفيتي يسعى للسيطرة على العالم وأنه يسعى لتوسيع مصالحه مع السيطرة على التحركات الشيوعية في كل بلد تنشأ فيه هذه الحركة وظهرت نظرية أو مبدأ «الدومينو» التي تقول بأن الحركة الشيوعية إذا ظهرت في بلد فإن البلدان المجاورة له ستتهاوى لتصبح شيوعية.
وفي مقابل هذا المبدأ ظهر مبدأ الاحتواء في سياسة الولايات المتحدة والغرب وتبناه ترومان عام 1947م حيث عرف بمبدأ ترومان.
يعتمد هذا المبدأ سياسة النفس الطويل والحذر واعتبروا هذا المبدأ مبدأ دفاعيا في مقابل المبدأ الروسي الهجومي.
على كل حال بدأت المواجهة ضمن الحرب الباردة مع الغرب حين احتلت روسيا شمال إيران وبريطانيا احتلت جنوبه عام 1945م وتم الانسحاب لكلا البلدين فيما بعد ولو أن انسحاب الروس جاء متأخرا بعد البريطانيين.
وقامت روسيا بتغذية تحرك الشيوعيين في تركيا واليونان لإسقاط الحكومتين.
وبدأ الغرب يحسب الخطر مما دفع ترومان إلى إعلان استعداده لإعانة تركيا واليونان في مواجهة الشيوعية من خلال جلسة مشتركة لمجلس الشيوخ والنواب أقرت مساعدة لهما مقدارها400 مليون دولار.
جاءت تلك المساعدة بعد تخلي بريطانيا عن مساعدة تركيا واليونان عسكريا وماليا لعجزها عن ذلك.
أدت تلك المساعدة الأمريكية إلى تخلي الروس عن مخططات إسقاط الحكومتين اليونانية والتركية.
وعلى كل حال فإن مبدأ ترومان الذي أقره مجلس النواب والشيوخ يعطي الولايات المتحدة الحق في استخدام قوتها ودعمها ومساندتها للشعوب في أي مكان ضد الأقليات المسلحة التي تحاول إخضاع الشعوب بالقوة في دولها وكذلك ضد الضغوط الخارجية لتلك الشعوب.
وهي إشارة لتدخلات الاتحاد السوفيتي، ورغم ان المعسكر الغربي نجح في إنقاذ تركيا واليونان من سيطرة الشيوعيين إلا أنه فشل في احتواء يوغسلافيا التي أصبحت ضمن مظلة المعسكر الشرقي.
وبدأت خطوات الحرب الباردة تتلاحق حيث بدأ مشروع مارشال الذي أعلنه وزير خارجية الولايات المتحدة ( جورج مارشال عام 1947) والذي يهدف إلى البناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري لأوروبا بعد الدمار الذي لحقها بعدالحرب العالمية الثانية.
وقد دعي إلى مناقشة هذا المشروع والاستفادة منه دول أوروبا الغربية والشرقية ولكن روسيا رفضته منذ البداية زاعمة أنها مؤامرة من الولايات المتحدة للسيطرة على أوروبا.
أقر الكونجرس الأمريكي إعانة تزيد على خمسة مليارات، وحثت الولايات المتحدة الخطى نحو مزيد من الإجراءات ضمن الاستعدادات للحرب الباردة وتدعيم مبدأ الاحتواء حيث خصصت 50 مليار سنويا للناحية العسكرية وحددت أعدادا كبيرة من الأفراد للبحرية والسلاح الجوي وعينت أول وزير للدفاع بعد توحيد أقسام الجيش من بحرية وطيران وقوات برية.
كما تم تعيين أول رئيس للمخابرات الأمريكية وفصل المخابرات عن الأمن العام.
وتلا ذلك معاهدات عديدة منها الدفاع المشترك الذي انتهى بتأسيس حلف الناتو الذي تنص مادة فيه على أن أي اعتداء على دولة واحدة من المعسكر الغربي يعتبر اعتداء على جميع دول الحلف، وقام في مقابله في المعسكر الشرقي حلف وارسو.
الصين وكوريا
واستمرت مواجهات الحرب الباردة لتطال جنوب شرق آسيا في الصين وفي كوريا.
ساندت الولايات المتحدة تشن كاي شك زعيم القومية الصينية الذي كان يسيطر على الجزء الجنوبي من الصين وذلك ضد الحركة الشيوعية التي كان يتزعمها ماوتسي تونغ والتي كانت تسيطر على الجزء الشمالي من الصين.
وكان هناك توجهات لتدخل عسكري أمريكي في الصين وعدم الاكتفاء بالمعونات العسكرية.
انتهى الأمر بهروب تشان كاي شك واتباعه إلى جزيرة فرموزا والتي عرفت بالصين الوطنية، انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة وأصرت الولايات المتحدة على أن الصين الوطنية هي التي تمثل الصين في الأمم المتحدة وليس الصين الشعبية وبقي هذا التمثيل إلى وقت قريب حيث أصبحت الصين الشعبية هي الممثل في الأمم المتحدة وعضو من الأعضاء الخمسة الدائمين مع الإبقاء على مشكلة الصين الوطنية معلقة حتى اليوم والتي تسعى الصين الشعبية إلى توحيدها مع الصين الأم.
أما المشكلة الكورية فهي من موروث الحرب العالمية الثانية حيث استسلم اليابانيون شمال خط عرض 38 للاتحاد السوفيتي وجنوب هذا الخط استسلم اليابانيون لقوات التحالف الغربية بقيادة الولايات المتحدة.
وبحث استقلال كوريا في الأمم المتحدة عام 1948م وأصرت الولايات على توحيدهما وجرت انتخابات في الشطر الجنوبي دون الشمالي تحت رعاية الأمم المتحدة، واعترضت روسيا على انضمام كوريا الجنوبية للأمم المتحدة عام 1949م.
ورغم أن الولايات المتحدة عقدت اتفاقيات تعاون اقتصادي مع كوريا الجنوبية إلا أنها جعلت مسؤولية أمن كوريا الجنوبية العسكري مسؤولية العالم المتحضر حسب نص ميثاق الأمم المتحدة وليس مسؤولية الولايات المتحدة وحدها، وسحبت كل قواتها من كوريا الجنوبية ولم يبق سوى عدد محدود من الخبراء العسكريين الأمريكيين.
غزت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية عام1950م وسقطت سول في أيديهم، تحركت قوات من الأمم المتحدة وتحركت القوات البرية والبحرية الأمريكية التي وصل عددها إلى أكثر من 65 ألف جندي واستطاعت قوات الأمم المتحدة بمساعدة القوات الأمريكية أن تسترد سيول وأن تطرد قوات كوريا الشمالية من كوريا الجنوبية.
هدد الشيوعيون في الصين بقيادة ماوتسي تونغ بالتدخل إذا تجاوزت قوات الأمم المتحدة والولايات المتحدة نهر يل.
وبالفعل تدخل الصينيون بما يزيد على 200 ألف جندي وخرجت قوات الأمم المتحدة من بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية واحتلوا سول مرة أخرى ولكن طردوا منها وبقيت الحرب سجالا وخسرت الولايات المتحدة ما يقرب من 55000 قتيل وأكثر من 100000 جريح بينما خسر الكوريون أكثر من مليون جريح وقتيل، وانتهت الحرب في عام 1953م بتوقيع اتفاقية وحدد نطاق منزوع السلاح بين الكوريتين حيث لا تزال الأزمة قائمة والنطاق قائم.
وكادت تنشب حرب بين الولايات المتحدة والصين الشعبية عام 19541955م عندما هاجمت الصين الشعبية تايون واستولت على بعض الجزر على طول الساحل الصيني وفي مضيق تايوان ووافق مجلسا الشيوخ والنواب على نشر قوات أمريكية في الصين الوطنية للدفاع عنها في حالة مهاجمتها من قبل الصين الشعبية.
ضمن سلسلة الاحتواء والحرب الباردة غزت القوات الأمريكية جواتيمالا وغيرت نظام الحكم الشيوعي هناك واستبدلته بحكم موال للولايات المتحدة وعقدت مع الحكومة الجديدة اتفاقية مساعدات اقتصادية وعسكرية.
يبدو هذا أول تدخل من الولايات لإسقاط نظام ولم يكن تغيير النظام في بنما أو هاييتي سابقة وقد لا تكون الأخيرة.
على كل حال واجهت الولايات المتحدة والمعسكر الغربي التحركات الشيوعية في كثير من بلدان العالم بطريقة الإحتواء والمساعدات العسكرية والتدخلات العسكرية أحيانا والمساعدات الاقتصادية.
وكادت الحرب النووية أن تنشب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام 1962م من خلال أزمة نصب الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا بعد فشل الغزو الأمريكي لكوبا ومعركة خليج الخنازير عام 1961م.
وتورطت الولايات المتحدة في حرب شرسة في فيتنام من أجل احتواء المد الشيوعي بينما كان الروس والصينيون يزودون الشيوعيون في فيتنام بالأسلحة دون تدخل مباشر كما فعلت الولايات المتحدة.
وغزت روسيا تشيكوسلوفاكيا عام 1968م وقمعت تحركا مواليا للغرب وسرحت ومرحت دباباته في براغ.
وتورطت روسيا في غزوها لأفغانستان ولم تكن أحسن حظا من الولايات المتحدة في حربها في فيتنام.
حرب الجواسيس وتحرك الأساطيل في أعالي البحار كانت ضمن منظومة الحرب الباردة، والتشويش على الإذاعات والدعايات المضادة كانت ضمن هذه المنظومة ولكن ماذا عن موقع العالمين الإسلامي والعربي في هذه الحرب.
العالم العربي
لم يكن العالمان الإسلامي والعربي بعيدين عن أحداث هذه الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، بل كان التنافس على أشده بين المعسكرين وبدأ في الحقيقة منذ وقت مبكر أي منذ بدء الاستعمار وبدء تقطيع أوصال الخلافة العثمانية وسقوط المغرب العربي تحت الاستعمار الفرنسي وليبيا تحت الاستعمار الإيطالي ومصر والسودان تحت الاستعمار البريطاني.
وتدعم هذا التنافس أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم العالم العربي في آسيا بين فرنسا وبريطانيا حيث أصبح العراق والأردن وفلسطين تحت الانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
ولم يكن لروسيا ذلك الوجود بحكم أن الاتحاد السوفيتي لم يتكون إلا بعد الثورة البلشفية الحمراء عام 1917م.
على كل حال لم يرق هذا الوضع لروسيا بعد الحرب العالمية الثانية، وبحكم التقسيم الأيدلوجي بين الغرب والشرق وبدافع من الرغبة في توسيع النفوذ كان العالم العربي مستهدفا من قبل الروس بشكل أساسي بحكم موقعه الاستراتيجي وبحكم ثرواته.
كانت أعداد اليهود قد بدأت تتزايد في فلسطين ورأت الولايات المتحدة الأمريكية أن من مصلحتها أن يكون لها نفوذ في الشرق الأوسط، وبالفعل قوي هذا النفوذ من خلال دعمها لليهود في فلسطين وأيدت وعد بلفور الذي صدر عام 1917م ويعد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
ومن خلال المؤامرة البريطانية التي دعمت الهجرة اليهودية لفلسطين منذ بدأ الانتداب حتى عام 1948م زاد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وكانت تدعم مواقف اليهود في فلسطين وربما كان بشكل معتدل نسبيا بالمقارنة مع ما هو حاصل في هذه الأيام.
إذا معظم الدول العربية والإسلامية كانت تحت الإنتداب أو الاستعمار لفرنسا وبريطانيا وإيطاليا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكانت تلك الدول تتطلع للإستقلال والحرية وتشكيل وحداتها السياسية، وبالفعل بدأ العديد منها منذ الخمسينات وخلال الستينات تحصل على استقلالها، وهذا الاستقلال دفع بالمعسكرين الشرقي والغربي أثناء الحرب الباردة إلى محاولة جذب تلك الدول لتسير في التوجه والركب إما الغربي وإما الشرقي.
وحاولت كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا أن تستميل الدول المستقلة من خلال إعانات ومساعدات ومعاهدات صداقه واستثمارات وقروض.
يمكن القول إن العالم العربي دخل في إطار الحرب الباردة فعليا عام 1948م بعد أن أعلنت بريطانيا أنها تخلت عن انتدابها لفلسطين وسلمت القضية الفلسطينية للأمم المتحدة لتتولى التعامل مع هذه القضية.
وبالتأكيد كان ذلك أمر دبر بليل بين الولايات المتحدة وبريطانيا لأن الرئيس الأمريكي ترومان كان من المؤيدين والمساندين لتدفق المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة استخدمت نفوذها وضغوطاتها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والدعوة إلى اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وإسرائيلية.
وبالفعل صدر قرار عن مجلس الأمن عام 1948م يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، أعترفت الولايات المتحدة مباشرة باستقلال دولة الكيان الصهيوني بعد أن أعلن الصهاينة استقلال دولتهم في 15 مايو 1948م.
ثم جاء اعتراف روسيا وتوالت الدول الغربية في الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني.
رفضت الدول العربية والإسلامية التقسيم وقامت حرب ثمانية وأربعين التي خسر فيها العرب المواجهة مع الكيان الصهيوني بفعل ضعف التسلح العربي وبفعل الدعم البريطاني والأمريكي للكيان الصهيوني.
وفي محاولة من الولايات المتحدة لإيقاف الزحف والاختراق الشيوعي للدول العربية والإسلامية أوعزت بفكرة حلف بغداد الذي تشكل عام 1955م من كل من باكستان وإيران والعراق وتركيا وبريطانيا، ولم تشترك فيه الولايات المتحدة إلا بصفة مراقب وساندت الولايات المتحدة دول هذا الحلف وقدمت للحلف مساعدات عسكرية وكذلك بريطانيا التي أسهمت بتدريب العسكريين من هذه الدول.
لم يكتب لهذا الحلف الاستمرار وانسحبت منه العراق 1959م.
قناة السويس
وضمن سلسلة الحرب الباردة انبثقت مشكلة قناة السويس وخاصة بعد إعلان الكيان الصهيوني لدولته على أراض فلسطينية محتلة واعتراف الولايات المتحدة بذلك الكيان، ولا شك أن ذلك الاعتراف أثر على مكانة الولايات المتحدة ودورها في المنطقة العربية وزاد من ضعف تلك المكانة تأثير الاتحاد السوفيتي على بعض الدول العربية وإنجذابها تجاهه.
إن قناة السويس التي شقت مابين عامي18591869 وأعلنت عام 1888م بأنها ممر طبيعي محايد يحق لكل الدول العبور منها في الحرب والسلم.
وكانت مصر في ذلك الوقت تحت الخلافة العثمانية بينما كانت قناة السويس تدار من خلال شركة فيها عدد من الدول لكن الحصة الأكبر أصبحت في عام 1950م لبريطانيا.
قامت الثورة في مصر عام 1952م ضد الملك فاروق بزعامة محمد نجيب الذي أعقبه بعد فترة وجيزة جمال عبد الناصر، كانت بريطانيا تحتفظ بعدد قليل من قواتها في قناة السويس وتم سحبها من خلال اتفاقية مع مصر.
بدأت مصر في النقاش مع بريطانيا والولايات المتحدة حول مساعدتها في بناء سد أسوان ووافقت بريطانيا على منح مصر 70 مليون دولار كما أكدت الولايات المتحدة لمصر حصولها على قرض من البنك الدولي لبناء السد.
ولكن لم يتم ذلك القرض حيث دخل التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا التي التزمت لمصر ببناء السد العالي.
أعلنت مصر تأميمها لقناة السويس عام 1956م وتم الاستيلاء على مباني شركة قناة السويس وطرد موظفيها.
وهذا يعني عدم السماح لسفن الكيان الصهيوني بالمرور عبر القناة وهذا مخالف في نظر بريطانيا لحرية الملاحة لكل الدول وحقها في العبور عبر القناة في الحرب وفي السلم والذي أعلن عام 1888م.
وحصل العدوان الثلاثي على مصر حيث بدأ جيش الكيان الصهيوني بالزحف والاستيلاء على سيناء والوصول إلى قناة السويس، دعت بريطانيا وفرنسا كلا من الجيش المصري والجيش الصهيوني بالابتعاد عن القناة ورفض الجيش المصري وهذا ما كانت تسعى له بريطانيا وفرنسا لتتخذه عذرا للهجوم على مصر وفعلا دخلت الحرب ضد مصر مع الكيان الصهيوني مبررة ذلك بهدف إنقاذ القناة.
أغلقت مصر قناة السويس من خلال إغراق عدة سفن، هددت روسيا كلا من بريطانيا وفرنسا باستخدام القوة ضدهما وتدخلت الولايات المتحدة في مجلس الأمن وصدر قرار بوقف إطلاق النار وانسحاب بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني من الأراضي المصرية.
ولم يسمح لسفن الكيان الصهيوني بعبورها، ونال الاتحاد السوفيتي مكانة لدى العديد من الدول العربية والأفريقية وأصبحت كثير من الدول الأفريقية تنظر إليه على أنه الصديق الذي يمكن الإعتماد عليه.
وهذه المكانةا لتي احتلها الاتحاد السوفيتي أثرت على مكانة الدول الغربية، وبسبب الصراع العربي الصهيوني بدأ التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على ترسيخ نفوذ كل منهما في المنطقة العربية.
وكان ذلك معتمدا بشكل كبير على التسليح حيث كانت الولايات المتحدة تزود الصهاينة بالسلاح بينما الاتحاد السوفيتي يزود كلا من مصر والعراق وسوريا بالأسلحة.
وعقد الاتحاد السوفيتي معاهدات صداقة مع كل من الدول الثلاث، كما أن الولايات المتحدة سعت إلى بناء علاقات اقتصادية جيدة مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، كما أن التسلح لهذه الدول كان يعتمد على الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحدة.
وما من شك في أن المذهب الشيوعي يتنافي تماما مع العقيدة الإسلامية. وعلى هذا الأساس فإن المملكة العربية السعودية ساهمت مساهمة كبيرة وفعالة في منع الزحف الشيوعي لا لترضي الولايات المتحدة ولكن لأن الفكر الشيوعي والماركسية كان ضد العقيدة الإسلامية.
وما من شك أن العالم الغربي يدين بالمسيحية وهم يظلون أهل كتاب على عكس الفكر الماركسي الذي هو ضد كل عقيدة دينية ولا يعترف بالأديان أساسا.
بذلت المملكة العربية السعودية جهودا مخلصة في سبيل وحدة العالم الإسلامي والدعوة إلى التضامن الإسلامي في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله وأنشىء المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وكان كل ذلك له دور للوقوف ضد انتشار المبادئ الماركسية والفكر الشيوعي.
لم تنجح الماركسية في اختراق الجزيرة العربية رغم اعتناق ثلة من حكام ما كان يعرف باليمن الجنوبي لبعض من مبادىء الماركسية.
ولكن كان الحال كمن كان يحاول الزرع في أراض سبخة مالحة، ورغم توجه بعض الدول العربية نحو الاتحاد السوفيتي والتعاون معه اقتصاديا وعسكريا إلا ان الماركسية والمذهب الشيوعي لم يكن له وجود في تلك الأقطار على الإطلاق ولكن تلك الدول كانت ترى أن من مصلحتها تكوين علاقة مع الاتحاد السوفيتي وخاصة أن الدول الغربية الاستعمارية تركت انطباعا سيئا لدى دول مثل مصر والعراق وسوريا وخاصة بريطانيا وفرنسا من خلال عدوانها الثلاثي على مصر عام 1956 م ومن خلال إسهام بريطانيا في إنشاء وطن قومي لليهود على أراض فلسطينية محتلة ومن خلال سعي بريطانيا لإبقاء سيطرتها على قناة السويس.
ولا شك أن سياسة مد النفوذ الروسي لبلدان عربية مثل مصر وسوريا والعراق كان عاملا مهما في دعم موقف الدول الأفريقية والآسيوية من قبل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الذي طالب بوقف العدوان الثلاثي على مصر وإنسحاب قوات المعتدين.
وكانت تلك السياسة الأمريكية محاولة لاستمالة تلك الدول وبالذات مصر ولكن سياسة الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني وتخلي الولايات المتحدة وبريطانيا عن مساعدة مصر في بناء السد العالي دعم علاقة مصر بالاتحاد السوفيتي أكثر.
انتصار جزئي
الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي في الوطن العربي ظهرت بجلاء بعد حرب عام 1973م بين العرب والكيان الصهيوني، حيث بدأت مصر وسوريا في إعادة هيكلة قواتها المسلحة وإعادة بنائها وتحديث أسلحتها وكان هناك سباق تسلح.
تتابعت شحنات الأسلحة الحديثة إلى كل من مصر وسوريا منذ عام 1967وحتى عام 1973م.
وكذا الحال فعلت الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني، جرت تجربة هذا السلاح في حرب عام 1973م والتي حقق العرب فيها انتصارا جزئيا، ولكن بعد الحرب بدأ تحول في موقف مصر وعلاقتها بالاتحاد السوفيتي بل قبل الحرب بعد طرد الآلاف من الخبراء الروس عام 1972م.
بدأت تتجه نحو الولايات المتحدة التي كان يرى الرئيس الراحل أنور السادات أنها تحتفظ بـ99% من أوراق الحل في الشرق الأوسط.
انعقد مؤتمر كامب ديفد واستعادت مصر أراضيها وبدأ منذ ذلك الوقت التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ومصر.
كل ذلك كان ضمن سياسة الإحتواء ذات النفس الطويل التي اتبعتها الولايات المتحدة والتي هي ضمن إطار الحرب الباردة.
على كل حال بقيت علاقة الصداقة قائمة بين الاتحاد السوفيتي والعراق وبينه وبين سوريا، ورغم أن الحرب الباردة والتوتر كان بين شد وجذب وتقارب محدود وتباعد كبير في أغلب الأحيان بل تهديد باستخدام السلاح النووي أحيانا كما في الحرب الكورية ومشكلة صواريخ كوبا.
إلا أن أي من القوتين العظميين لم تستطع مد نفوذها على غالبية العالم، بقى الأمر كذلك حتى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989م وانتهاء الحرب الباردة تقريبا في بداية التسعينات من القرن العشرين، أصبح الآن هناك قطب واحد للقوة في العالم.
والحقيقة أنه ليس قطبا وإنما يمكن تسميته الآن بمدار القوة أو مجال القوة.
أصبحت الساحة خالية من قوى مضادة، وبدأت السياسة الأمريكية تتغير، ورغم سعي الولايات المتحدة للإحتواء إلا أنها لم تعد تركز على هذا المبدأ، أستبدلته بسياسات صريحة ومكشوفة وعلنية مقرونة بالترهيب أكثر من الترغيب.
واستغلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتضخيمها لتطبيق تلك السياسة وما حربها على أفغانستان إلا في هذا الإطار كما أن حملتها ضد العراق هذه الأيام تأتي في هذا الإطار.
وما نعتها لشارون بأنه رجل سلام وبأنه رجل إنساني إلا في هذا الإطار، ولكن هل نحن نعيش في حرب باردة شبيهة بالحرب الباردة السابقة أم أنها حرب ساخنة ومكشوفة؟ وضد من موجهة؟ وماهدفها؟ ومن سيستفيد منها؟ ومن ستطال هذه الحرب؟ وما هي حدودها الزمنية؟
أسئلة كثيرة ولكن هذه الحرب حرب ساخنة وليس فيها من البرودة شيئ وقد تستمر ساخنة لبعض الوقت، بدأتها أمريكا بما أسمته الحرب ضد الإرهاب.
وهي اليوم في خطوة ثانية تود حربا ضد الأنظمة وتود تطبيق ذلك على العراق وربما غيرالعراق؟
باردة وساخنة
ولكن بعد وقت قد لا يطول وبعد امتصاص الهجومات العسكرية الأمريكية ستنقلب إلى حرب باردة وساخنة في آن واحد.
القبول بتواجد عسكري أمريكي مهيمن في أراض كأفغانستان وربما العراق سيخلق كراهية عارمة لأنه لن يكون هناك استقرار وأفغانستان بعد عام شاهد على ذلك.
وكما فعلت أمريكا لإخراج الروس من أفغانستان سيجد الأفغان وغيرهم من يساعدهم على إخراج الأمريكان من أفغانستان وربما غير أفغانستان.
وهناك دول كثيرة محيطة بأفغانستان وبعيدة عنها لها مصلحة في خروج الأمريكيين من أفغانستان دون عودة.
أمريكا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أوجدت شرخا في باكستان الدولة المسلمة المجاورة لأفغانستان من خلال ضغطها على الحكومة الباكستانية على قمع الجماعات الإسلامية وهذا قد يقود إلى حرب أهلية في باكستان أو قد يقود إلى إنقلاب من قبل المجموعات الإسلامية وتولي الحكم والخروج على سياسات الولايات المتحدة وهذا ما قد ترغب فيه الولايات المتحدة لتتخذه ذريعة لضرب باكستان ونزع أسلحته.
فهل ستعيد الولايات المتحدة النظر في سياساتها الخارجية؟.
هل ستلجأ إلى الحوار بدلا من الصدام؟.
هل ستستفيد من تجاربها في فيتنام وكوريا ومن تجارب بريطانيا وروسيا؟
هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة وربما السنوات القادمة.


Zahi_2000@hotmail.com

..... الرجوع .....

قضية العدد
الطابور الخامس
تكنولوجيا الحرب
فن الادراة
النصف الاخر
الطب البديل
تحت المجهر
تربية عالمية
العاب الكمبيوتر
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
كتاب الاسبوع
ثقافة عالمية
رياضة عالمية
نادي العلوم
هنا نلتقي
المستكشف
أنت وطفلك
الجودة
خارج الحدود
الاخيرة
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved