Al Jazirah Magazine Tuesday  16/01/2007 G Issue 202
المستكشف
الثلاثاء 27 ,ذو الحجة 1427   العدد  202
 

غزو السحالي
يهدد منتجع الأثرياء في ولاية فلوريدا

 

 

* إعداد - أشرف البربري

عندما يفسد الإنسان بممارسته ذلك التوازن الدقيق في الطبيعة تصبح التداعيات مخيفة. وفي حكاية أقرب إلى أفلام الخيال العلمي نشرت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية تقريراً عن الغزو الذي تتعرض له إحدى الجزر التي ظلت مقصداً لأغنياء العالم من السحالي أو العظايا.

استهلت الصحيفة تقريرها بسؤال عن الشيء الذي حول الجزيرة الهادئة مقصد الأثرياء والمليونيرات من كل أنحاء العالم إلى ساحة للصراع حيث ينظم سكان الجزيرة دوريات على عربات الجولف مسلحين ببنادق بي بي، وكانت الإجابة البسيطة هي أن الأصدقاء تحولوا إلى أعداء.

أما أصل الحكاية فيعود إلى نحو ثلاثين عاماً عندما أطلق مجموعة من الأطفال في جزيرة جازبريلا ثلاث سحالي أو عظايا من نوع أجوانا وهي نوع من السحالي الأمريكية في الجزيرة. وسرعان ما تكاثرت تلك السحالي التي التقت بعدد قليل مع نوع آخر من السحالي هي السحالي الخضراء. وازداد حجم السحالي السوداء اللون وأصبحت كسولة حتى أنها تركت أشجار الأناناس والتين البنغالي ونزلت إلى المناطق السكنية من الجزيرة بحثاً عن طعام من صنع يد سكان الجزيرة وسائحيها.

ولكن العديد من سكان جزيرة جازبريلا يقولون إنها أصبحت الآن مأوى لنحو 30 ألف سحلية من نوع أجوانا تعيش في مساحة ثلاثة أميال مربعة في الجزيرة الرملية التي تقع جنوب غرب ولاية فلوريدا الأمريكية. ويقول الساكن بول بيلشير إن هذه السحالي تحولت إلى (وحوش). وفي ظل جدل بشأن أخلاقيات التعامل مع الكائنات البرية وحقوق الحيوان يرى سكان الجزيرة أنه ليس أمامهم أي خيار سوى القضاء على هذه السحالي التي أصبحت خطراً حقيقياً على الحياة الإنسانية على الجزيرة.

والمفارقة أن هذه السحالي في البداية كانت من بين المعالم المميزة للجزيرة لدرجة أنهم كانوا ينشرون صورها في المطبوعات الدعائية للجزيرة. ولكن الآن أصبحت الدعوة قتلها جميعا تتردد بقوة بين سكان الجزيرة.

يقول مارك فلاورز الخبير في السحالي بولاية فلوريدا الأمريكية إن هذه الدعوة مبررة بالفعل بأن أصبحت هذه السحالي موجودة في كل مكان بالجزيرة حتى على فرش النوم داخل المنازل.

وبالفعل فقد بدأ بعض سكان الجزيرة تنظيم دوريات بعربات الجولف لاصطياد هذه السحالي على أسوار المنازل. ويقول إن هذه السحالي تحولت إلى تهديد أيضا للكائنات الحية الأخرى على الجزيرة حيث تلتهم بيض السلاحف وتهاجم أعشاش الطيور. كما تلتهم الكثير من الحدائق ونباتات الزينة غالية الثمن.

ويقول لين تاكي أحد سكان الجزيرة عن هذه السحالي: (إنها وباء .. إنها لا تختلف عن الجرذان والصراصير).

ويقال في جزيرة جازبريلا نحن الآن في (عصر الأجوانا) بعد أن أصبحت القضية الرئيسية في الجزيرة اليوم وبخاصة بعد قرار السلطات في الجزيرة عدم الإبقاء على أي سحلية على الجزيرة خوفا من تفشي الأمراض. وقبل أيام قررت السلطات في الجزيرة الاستعانة (بصيادين) لمطاردة أخطر الكائنات عليها وهي السحالي وتقديم مكافأة قدرها 20 دولارا أمريكيا مقابل كل سحلية يتم اصطيادها.

في الوقت نفسه سوف يتم فرض (ضربية سحالي) على سكان الجزيرة لتمويل هذه العملية. ولكن هذه الخطوة لم تمر بهدوء حيث قررت منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان شن حملة ضد القرار؛ الأمر الذي يثير ضجة حول هذه الجزيرة التي تقصدها الكثير من الأسر الغنية في العالم مثل عائلة بوش الأمريكية وعائلة دوبونت التي تمتلك شركة دوبونت الشهيرة للكيماويات.

وتطرح منظمات حماية الحيوان سؤالا مهما على سلطات الجزيرة وهو كيف سيتم التصرف مع آلاف السحالي التي سيتم اصطيادها خاصة أنه يتم معاملتها بصورة قاسية؟

من ناحيتها أقرت سلطات الجزيرة التخلص من السحالي التي يصطادها المتخصصون في علم الأحياء البرية. ويصل طول سحلية الأجوانا السوداء ذات الذيل الشائك إلى خمسة أقدام وأغلب الموجود منها في الجزيرة لا يمكن اعتباره من الحيوانات الأليفة رغم وجود تقارير تتحدث عن إمكانية بيع لحمها بسعر 14 دولارا للرطل الواحد في مدينة نيويورك.

جدل عنيف

وقد أصبح صائدو الأجوانا مثار جدل عنيف عندما وافقوا الشهر الماضي على تصوير مغامراتهم لصالح برنامج (توداي) أو اليوم التلفزيوني حيث كانوا يقومون بقتل الأجوانا عن طريق التجميد. وقد تلقى صائدو الأجوانا 124 رسالة تهديد بالقتل أو تخريب ممتلكاتهم بما في ذلك تفجيرها إذا لم يتوقفوا عن مطاردة السحالي.

أما جورد وارد الذي يمتلك شركة لاصطياد الأجوانا فيقول إنه لديه سوقا رائجة لهذا الكائن حيث يبيعها إما كحيوان أليف لهواة جمع وتربية الحيوانات الغريبة أو لحدائق الحيوان. وأضاف أنه يستخدم طرقا تضمن اصطياد هذا الكائن حيا والإبقاء عليه كذلك ولكن ما يحتاج إليه هو القبول والفهم من جانب جماعات الدفاع عن الحيوانات وسكان الجزيرة الذين يرفضون التعامل مع الأجوانا بغير القتل.

والمعروف أن الأجواء شبه المدارية في ولاية فلوريدا الأمريكية والجزر التابعة لها تجعلها بيئة مناسبة تماما لتكاثر الزواحف مثل الثعابين والسحالي.

وإذا كانت الأجوانا قد أصبحت مشكلة في ولاية فلوريدا فهناك نوعان آخران من السحالي يمثلان مشكلة أشد الأولى هي السحلية النيلية التي غزت منطقة قناة كاب كورال والسحلية الأرجنتينية ذات اللونين الأبيض والأسود والتي تستعمر منطقة بولك.

وبقول خبراء البيئة في ولاية فلوريدا إن الكائنات البرية التي تأتي من خارج منطقة فلوريدا تستوطن أي مساحة خالية من المنطقة وتتكاثر فيها وبعد ذلك تتجه نحو مناطق أوسع وأكبر ليتحول الاستيطان إلى غزو شامل.

ويقول كيفين إنجي المسئول عن الكائنات البرية غير الأصلية في فلوريدا إن هذه الكائنات الوافدة تستخدم الملاجئ التي لا تستخدمها أغلب الكائنات الأصلية وإنها تحولت بالفعل إلى مشكلة عامة وليست مجرد مشكلة حياة برية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة