Al Jazirah Magazine Tuesday  18/09/2007 G Issue 236
روابط اجتماعية
الثلاثاء 6 ,رمضان 1428   العدد  236
 

كيف تكتسبين شخصية كارزمية

 

 

* إعداد - د. نهاد البحيري

تهتم الجمعيات الخيرية الاجتماعية أكثر ما تهتم بصحة العلاقة الاجتماعية القائمة بين الناس؛ من أجل صحة المجتمع، وهذا ما دعا جمعية فتاة ثقيف بالطائف إلى تقديم دورة تدريبية للمرأة السعودية تساعد على تقوية العلاقة بينها وبين المحيطين بها، سواء في مجال العمل أو الدراسة أو في محيط الأهل والأصدقاء، وكذلك لمساعدتها على فهم المواقف الاجتماعية بعيون الخبراء؛ حتى تكون قادرة على التكيف الاجتماعي وتحمل المسؤولية كاملة.

وكانت الدورة بعنوان: كيف تكتسبين شخصية مغناطيسية جذابة؟ ولخصت الأستاذة سلوى ناصر صالح مقبل مديرة مكتب مدارس بساتين الهدى النموذجية لتحفيظ القرآن مقدمة الندوة، طريقة اكتساب مثل هذه الشخصية الجذابة من خلال عشرة أسرار يجب أن تحرص المرأة على كل منها. وقبل سرد أسرار الشخصية الجذابة وصفت مقدمة الدورة لغة المشاعر بأنها (ما هي إلا سماع الصوت الداخلي والرسائل الخفية الخارجة من الأعماق، وأنها لغة صامتة تشعر الآخرين بالحنين الدافئ من ظلم الحياة)، وتتلخص أسرار الشخصية الجذابة فيما يلي:

أسرار الجذب

الأول: حسن الخلق؛ فعلى المرأة أن تكون خلوقة من أجل أن تنال ذكراً جميلاً عند الآخرين، ويتضمن ذلك محاولة فهم الآخرين؛ فعندما نفهم الآخرين نكتسب المقدرة على الإقناع والتأثير فيهم.

الثاني: التفاؤل والحماس؛ فعلينا أن نؤمن دائماً بأن الشر قد يأتي، وكذلك الخير، وأن نكرر دائماً عبارات التفاؤل من قبيل: أنا قادرة على... أستطيع أن أفعل كذا... سأكون أفضل...

الثالث: التواضع للآخرين وعدم الخيلاء أو التكبر عليهم؛ فهذه الصفة منفرة لكل من يحيط بنا.

الرابع: تجنب الغضب والتحلى بالهدوء والصبر مهما حدث؛ فليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب.

الخامس: كوني هادئة تصنعي المعجزات. وفي هذا الإطار يقول علماء النفس إن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية تماماً كالشجرة الضعيفة التي تؤثر فيها أبسط أنواع الريح، أما الإنسان القوي فهو كالشجرة القوية أصلها ثابت وفرعها في السماء، وتمتد جذورها إلى أعماق الأرض؛ حيث تزداد ثباتاً كلما عصفت بها الرياح. ومن ضمن الحقائق التي يعلمها كل الناس أن العنف يولد العنف، والغضب يولد الغضب، وأن الهدوء يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار.

سحر الابتسامة

السادس: تعلم السحر الحلال، ويقصد هنا بالسحر الحلال الابتسامة التي تسحر القلوب؛ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دوماً بساماً، وهناك مثل صيني يقول: إن مَن لا يحسن الابتسامة لا ينبغي أن يفتح متجراً؛ فالبيع والشراء ما هما إلا سياسة بين البائع والشاري، كما أن هناك حقيقة علمية أخرى تفيد بأننا عندما نبتسم فإننا نستخدم 13 عضلة من عضلات الوجه، أما عندما نعبس ونغضب فإننا نستخدم 74 عضلة، وهذا يفسر حدوث الأمراض وارتفاع ضغط الدم بل الأكثر من هذا ارتفاع نسبة الكوليسترول والذبحات الصدرية لدى من هم دائمو الغضب؛ حيث يجهدون عدداً كبيراً من عضلاتهم كلما غضبوا بالمقارنة مع من يبتسمون, كما أن الابتسامة الصادقة تعبر عن شخصية سوية، والتجهم يعبر عن شخصية مريضة.

السابع: تقديم الهدايا؛ فقد حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك بقوله: (تهادوا تحابوا؛ فإنها تجلب المحبة وتذهب الشحناء)، ولكن لا بدّ من مراعاة آداب معينة عند تقديم الهدية، أولها إخلاص النية لله تعالى؛ حتى لا يذهب العمل هباءً منثوراً، وأن ندعو الله أن يبارك في الهدية ويجعلها مفتاحاً للقلوب مع مراعاة التناسب في الهدية مع المهدى إليه، حتى وإن كانت هدية رمزية، وألا تكون بغرض الرشوة، وأخيراً أن يكون المنظر الخارجي للهدية حسناً.

جمال المظهر والجوهر

الثامن: الاهتمام بالشكل والمظهر؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله جميل يحب الجمال)، ويمكن لكل امرأة أن تكسب قلوب الآخرين بمظهرها بأن تلتزم أولاً بالضوابط الشرعية في لباسها، مع الحرص على نظافته وعدم المبالغة في الأناقة ومراعاة الزمان والمكان في اللباس؛ أي تناسب اللباس مع المناسبة؛ فلا ترتدي الملابس الباهظة الثمن أو المجوهرات عند زيارة الفقراء، ولا الملابس الزاهية عند زيارة المرضى. ومن الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع أن جمال المظهر يجب أن يوازيه جمال الباطن بخلو النفس من المشاعر الخبيثة والأحقاد والكراهية؛ فعندما يكون الباطن وهو القلب والظاهر وهو الجسم في لوحة متناسقة متحدة الغايات فإن هذه اللوحة تكون في منتهى الروعة والجمال.

التاسع: إتقان فن الكلام. وفي هذا الإطار نستفيد من قول الحسن البصري: إن لسان العاقل من وراء قلبه؛ فإن أراد الكلام تفكر، فإن كان له قال، وإن كان عليه سكت، وقلب الأحمق من وراء لسانه، فإن أراد أن يقول قال، وإن كان عليه سكت؛ لذا فعلى كل امرأة أن تطرح على نفسها أسئلة عدة مثل: كيف تتكلمين؟ بماذا تتكلمين؟ لمن تتكلمين؟ متى تتكلمين؟ فمن المبادئ الأساسية في فن الكلام مباشرة الكلام بصورة ودية، مع ابتداء الحديث بالامتداح الصادق، وترك فرصة الحديث للطرف الآخر، وتحدث الشخص عن أخطائه قبل أخطاء الآخرين، وأخيراً إظهار أن الخطأ قابل للتصحيح.

فن الحديث والاستماع

ومن ضمن الأفكار الإيجابية في الحديث عدم الإصرار على أن تكوني صاحبة الرأي الصائب مع جعل الكلام محدداً وتقديم معسول الكلام في البداية؛ حتى يتقبل الآخرون النقد، وأخيراً عدم التحدث في أي أمر أو شأن من شؤون الناس قبل معرفة الحقيقة كاملة؛ حيث يولد خلاف ذلك الندم والخلاف بين الناس وسوء الظن.

العاشر: إتقان فن الاستماع والإصغاء؛ فأجمل حوار هو الذى يكون بعد الاستماع التام للطرف الآخر؛ فعلى كل امرأة أن تسأل نفسها: هل أنا ممن يحبون الكلام ولا يطيقون الاستماع، أم أنني ممن يجيدون الإنصات ولا يتكلمون إلا بقدر الحاجة؟ وعلى المتحدث ألا يشعر من أمامه بالملل بل يشعره بالاهتمام والإنصات الشديد. ومن الأفكار الإيجابية التي تجعل المرأة شخصية جذابة في الإنصات:

- الانتباه لوضعية الجلوس أمام المتحدث وعدم إلقاء الذراع للخلف كعلامة تدل على الاستهانة بالمتحدث أو بما يقوله.

- التركيز على حركات جسم المتحدث وتعبيرات وجهه.

- عدم الإكثار من الالتفات والتثاؤب والتشاغل عن الحديث.

- أن تكوني منشرحة الصدر عند الاستماع؛ حتى يشعر الطرف الآخر بالارتياح.

وفي النهاية ينصح بتطبيق تلك الأسرار العشرة على النفس، ليس للمرأة فحسب، بل للرجل أيضاً؛ لاكتساب الشخصية الجذابة المؤثرة في الآخرين، والتي تبتغي بذلك رضا الله سبحانه وتعالى.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة