Al Jazirah Magazine Tuesday  18/09/2007 G Issue 236
منتدى الهاتف
الثلاثاء 6 ,رمضان 1428   العدد  236
 

رمضان حفاوة الاستقبال وضراوة الاستغلال

 

 

*إعداد صلاح شنكل

قبل دخول شهر رمضان بوقت ليس بالقليل، يستعد الناس لهذه المناسبة السعيدة، كل بطريقته، وحسب إمكاناته، ومفهوم رمضان لديه، الكل يستقبله بحفاوة وترحاب حارين، والكل يفرح لمجيئه، فهو شهر الخير والبركة، وشهر تطيب فيه النفوس، وتكثر فيه فرص الحسنات، وتضيق مساحة السيئات، وتصفد مردة الشياطين، ويسود النفوس إحساس بالرفق والحنان والمودة والرحمة، لكن على الرغم من ذلك، نجد مساحة للاستغلال السلبي، سواء من ناحية بعض ضعاف النفوس، أو من قبل المتسولين، أو الجشعين والطامعين، وهناك أيضاً من يستغل ساعات هذا الشهر الذي يذهب سريعا، في أعمال الخير، والبر والإحسان، ومن يقرأ القرآن ويتدبر آياته، ومن يعتمر خلال رمضان، ويقوم بإفطار الصائمين طلبا للثواب والأجر.

يختلف الناس في طريقة حفاوتهم بشهر الصيام، وتتباين أساليب استغلالهم لأيامه المباركة، وكان هذا محور نقاشنا في منتدى الهاتف هذا الأسبوع، ولنرى ماذا يقول أصدقاء المنتدى!.

( هيفاء الحربي من الرياض: أولاً: رمضان شهر خير وبركة ويجب استغلاله في كسب الحسنات وهو وقت عبادة ووقت طاعات وليس وقت معاصي أو سيئات، يستقبله الناس بكل الشوق والحب، وفيه ترق القلوب، وتلين الأفئدة، ويتحاب الناس ويتعاونون، ويحمل في أيامه كل معاني الخير والبركة.

( فؤاد عوض الحربي: أتكلم عن رمضان وحفاوة الاستقبال عادة عند السعوديين الذين ينتظرون هذا الشهر بفارغ الصبر، والعمرة في هذا الشهر الفضيل تعادل حجة فيما سواه. ولكن على الرغم من حفاوة الاستقبال والاستعداد المبكر، نجد البعض يستغل هذا الشهر الكريم في الجشع والطمع ورفع الأسعار، وغير ذلك من مظاهر الاستغلال.

تشديد الرقابة

( عمرو بن إبراهيم العمرو - كاتب صحافي: نقول ها هو شهر الخير قد أقبل وبالحفاوة والفرح منا معشر المسلمين - بإذن الله - سيستقبل بفرح عارم ورغبة جامحة في الاستفادة من الطاعات وعمل الخيرات والجوانب الإيمانية الجميلة والأجواء الرائعة، لكن هذه الصورة المشرقة والجميلة قد تشوبها شوائب في بعض الجوانب لعل من أهمها الجوانب التجارية وأقصد على وجه التحديد المنتجات الاستهلاكية التي يحتاج إليها الناس عادة.. فنجد أن الأسعار تزيد زيادة فاحشة ويتهافت معشر التجار على رفع الأسعار وطرح منتجات بمبالغ باهظة مما يسبب الضغط على ميزانيات كثير من المواطنين والمقيمين، ونجد أن هذه الأسواق والمجمعات التجارية تكثف حملاتها الإعلانية في هذا الشهر بشكل مضاعف.

لذا أهمس في أذن هؤلاء التجار بكلمة صادقة ونصيحة جميلة أخوية أقول فيها: أخوتي التجار اتقوا الله فيمن يستهلكون بضائعكم ويتعاملون معكم ارضوا بالمكسب القليل، وأتوجه للجهات المعنية بوزارة التجارة وأناديها بأن تشدد على مراقبة الأسعار وعلى مراقبة هؤلاء المستغلين لهذا الشهر وأن تحاول أن تراقبهم حتى لا يستغلوا الضعاف من الناس ويسوقوا عليهم سلعاً بأسعار باهظة فيكثفوا حملاتهم الرقابية في هذا الشهر.

وفئات المتسولين الذين ينتشرون في الأسواق وفي الإشارات ويظهرون أنهم محتاجون م س تغ لين هذا الشهر الكريم، أوجه رسالة إلى إدارة مكافحة التسول بأن تقبض وتمنع على هؤلاء المتسولين وترى من يحتاج ومن لا يحتاج حتى لا يشوهوا هذا الشهر الكريم الذي هو في الحقيقة شهر طاعة في المقام الأول والأخير.

(سالم بن جاسر بن عوض : محور النقاش هذا الأسبوع عن شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم بالخير وأن يعين المسلمين على صومه وعلى الصدقة وفعل الخيرات.. فالمسلمون كعادتهم يستقبلونه بحفاوة شديدة، ويستعدون له قبل مجيئه بزمن كاف، وفي الجانب الآخر من الصورة نجد من يجهل الحكمة من هذا الشهر، وينسى فضل الخير فيه فيجره الطمع سواء بزيادة الأسعار أو الغش أو الحلف في البيع والشراء بغير الحق، وهنا يدخل الاستغلال، حيث يستغل البعض إيمان الناس والثقة المتوافرة خلال هذا الشهر ويبالغ في الأسعار سواء في السواق أو في غيرها .

حفاوة وترحاب

( خالد صغير علي العنزي - سكاكا الجوف: موضوع هذا الأسبوع جيد جداً وأحب في بداية الحديث أن أبعث تهنئة خاصة للملك عبد الله وولي عهده الأمين وإلى الشعب السعودي والأمة العربية.. وبالنسبة للموضوع ما هو إلا دليل على ان هذا الشهر الكريم تستقبله الناس بحفاوة خاصة ولكن هناك بعض الإخوان هدانا الله وإياهم يغيرون هذا الاستقبال بالإسراف بكثرة تعدد أنواع الأطعمة.. وهذا لا يجوز شرعاً والمفروض الإنسان يخصص لكل يوم طعامه الذي يناسبه ويكفيه، وفي هذه الحالة يكون قد وفر الشيء الكثير ولا يزيد شيء أكثر في نهاية الشهر، أما عن ضراوة الاستغلال للأسف الشديد انتشر في الآونة الأخيرة المتسولون الذين يستغلون طيبة المؤمنين وخوفهم من الله - عز وجل - في هذا الشهر المبارك والاقتراب منه في هذا الشهر والمتسول الذي يحتاج فعلا للمساعدة فلا مشكلة في ذلك.. أما من يتسول فقط لمجرد التسول أو يتخفى خلف هذا الاسم وهو كذاب ويستغل تعاطف الناس في هذا الشهر الكريم فهذا لا يجوز، والعنوان الذي هو موجود في الجريدة (الضراوة) فهذا العنوان يكفي أن يفهم الشخص هذه المشكلة فاعتدنا على هذا الشيء وأسال الله العلي القدير أن لا يجعلنا من المسرفين.

جشع وغلاء

( محمد خالد عسران: لا بد أن يعلم كل شخص أن شهر رمضان له خصائصه وفضائله ونستقبله بالطاعة وليس بالسهر واللهو والاستمرار بالغفلة ويثقل علينا فالعبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة.

أما الاستغلال فمظاهره كثيرة، يمكن أن يشتغل المرء أوقاته في الخير ويمكن أن يستغله البعض في الجشع وغلاء الأسعار والطمع، أحذر أخي المسلم أن يكون يوم صومك وفطرك سواء والصدقة في رمضان أفضل الصدقات واطعام الطعام كانوا يحصرون عليه وكذلك تفطير الصائم من الأشياء المحببة في هذا الشهر الكريم الفضيل.

والاجتهاد في قراءة القرآن والجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس هذا حال الرسول في كل الأيام والعمرة في رمضان وفيها أجر كبير وهي تعادل حجة اللهم وفقنا لفعل الخيرات والله ولي التوفيق.

(خشمان الدوسري: استقبال الكثير من الناس لشهر رمضان للأسف استقبال لا يليق بعظمة هذا الشهر الفضيل، ولا يرتقي لمفهوم الحكمة من مشروعية الصوم، لأنه استقبال يركز على مستلزمات المعدة والبطن، حيث يهيئ البعض أنفسهم لرمضان، ويقومون بشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية مبالغ فيها، وغالبا ما يكونون ليسوا في حاجة اليها، وهناك من يستغل هذا الشهر في السهر مع القنوات الفضائية والمسلسلات مما يشغله عن استثمار قيمة شهر رمضان وكذلك البعض يشغل أوقاته بالنوم وعدم العمل. لذا يكون الاستقبال غير مناسب مع عظمة الشهر الفضيل.

تعمير المساجد

( سلمان محمد الدوسري: رمضان شهر يأتي ومعه البركة والخير في كل مظهر من مظاهره، ويكفي أن المساجد فيه تكتظ بالمصلين وتضيق بهم، وكذلك ابتعاد الناس عن المعاصي، وزيارة الأهل والأقارب ومواصلة الأرحام، والإنفاق على الأقربين وذوي الحاجات، يلتزم فيه الناس بالفرائض، وتتضاعف فيه النوافل، وخصوصا قراءة القرآن واطعام الطعام وإفطار الصائم، ولا شك أن استقبال الناس له ينم عن شوق شديد لهذا الشهر الكريم، لكن البعض تستهويه الفضائيات فيظل يمضي أمامها الوقت الطويل حتى قبيل الفجر فيضيع أجمل الفرص لاكتساب الحسنات، والبعض يستغل حاجة الناس فيطمع في أسعار السلع والضروريات، ويتجرد من روح رمضان التي هي الرحمة والمحبة والإيثار والقناعة.

فائض الموائد

( سعد عبد الله الضفيان الرياض: الكثير جدا من الصفات والسلوكيات الإيجابية والإسلامية يتم إحياؤها خلال شهر رمضان المبارك، والكثير من القيم والمظاهر الدالة على عظمة الشهر الضيف خفيف الظل. لكن هناك بعض المظاهر والسلوكيات التي لا ينبغي أن تكون في بلاد المسلمين، منها التبذير والإسراف، حيث الفائض من موائد رمضان يكفي لاطعام المساكين الذين يحتاجونه لسد الرمق في بلاد أخرى، خصوصا البلدان التي تحاصرها الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية وغيرها.

لماذا لا تكون هناك لجنة متخصصة من البلدية والجهات ذات العلاقة، فمثلا عندما يكون لأحد عزومة وهناك فائض تتولى اللجنة تسلُّم الفائض وتسليمه لجمعية متخصصة وهذه الجمعية تعطيهم كروتا يذهبون بها إلى المطعم ويأخذون تخفيضا مقابل الصحون التي أضيفت إلى الجمعية على أن يكون هناك آلية لتنظيم العمل في المناسبات الكبيرة وهذا دور البلدية أنهم يتعاملون مع هذه المطابخ بأسلوب راق.

( فيصل بن رباع: يكون استقبال الناس لهذا الشهر الفضيل رائعا في كل بلاد المسلمين، وفي بلادنا أرض الحرمين الشريفين حيث يهتم الناس بالجانب الروحي، وتكثر الدروس والبرامج الرمضانية المفيدة، يستعد الناس منذ وقت مبكر لرمضان، ولكن في أذهان الكثيرين تجهيز مستلزمات رمضان التي غالبا هي المواد الغذائية، بكل أصنافها، صحيح ان هذه الأشياء تساعد في تفطير الصائمين من الأهل والجيران والمحتاجين وغيرهم، لكن يصاحبها دائماً الإسراف والتبذير، والموائد التي تفيض ثم يلقى بها في مكبات النفايات، وهذا أحد المظاهر السلبية في هذا الشهر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة