Al Jazirah Magazine Tuesday  20/11/2007 G Issue 243
استطلاع
الثلاثاء 10 ,ذو القعدة 1428   العدد  243
 

قوبل بارتياح واسع
فتح الحرم النبوي على مدار الساعة يؤجج مشاعر البهجة لدى النساء

 

 

* الطائف - د.نهاد البحيري

بعد صدور القرار الملكي الكريم بفتح الحرم النبوى على مدار 24 ساعة ظهرت الفرحة واضحة في عيون كل من زواره نساء ورجالا صغارا وكبارا لهذا القرار الكريم وإتاحة فرصة أكبر للتواجد بالحرم والقرب من رسول الله خاصة لمن يحب التواجد في المسجد في جوف الليل والتوسل إلى الله في الثلث الأخير من الليل. وزارت مجلة الجزيرة الحرم النبوي في أيام العيد واستعرضت آراء النساء من مختلف الجنسيات، وتضمن اللقاء كذلك إحدى المسئولات بالإدارة والموظفات المنظمات لحركة الزائرات والدخول والخروج بالحرم ويلاحظ أن الفكرة الأساسية التي حازت على اهتمام النساء بعد هذا القرار الملكي الكريم هي مدى الفترة المخصصة للنساء بالروضة الشريفة كما يتضح من اللقاءات المختلفة.

فرحة غامرة:

وبدأ اللقاء مع السيدة خير النساء من جوهانسبرج بجنوب إفريقيا وتحدثت إلى الجزيرة بالإنجليزية، وعبرت في البداية عن الفرحة الغامرة لفتح المسجد طوال اليوم وقالت: (إن هذا هو الهدف الذي أتينا من أجله إلى المدينة المنورة وأنفقنا من أجله الكثير، ولقد تعلمنا في بلادنا على مدار 4 سنوات الكثير عن الآداب المختلفة والتحلي باللياقة التي تتلاءم مع هذا المكان الشريف، ولكنني أتمنى المزيد من الوقت المخصص للنساء في الروضة الشريفة فالوقت ضيق جدا وخاصة بعد صلاة الظهر وبعد تنظيم الدخول في صفوف حسب الجنسيات فهناك لافتة لكل دولة وتنادي عليها المسئولات عن النظام, ولكننا أقلية وننتظر دورنا كثيرا ونسمع النداء على تركيا ومصر والسودان وسوريا ودول الخليج وغيرها ولكن لا أحد ينادي على جوهانسبرج أوجنوب إفريقيا فننتظر للنهاية وقد لا نستطيع الدخول, وإذا تمكنا من الدخول نكون من المحظوظات ورغم ذلك نعاني من التزاحم والدفع من الكثيرات من بعض الجنسيات (ثم تطرقت السيدة خير النساء إلى قضايا اخرى تتمنى من زائرات وزوار الحرم النبوي مراعاتها مقارنة بما تعلموه من المدارس ببلادهن مثل مراعاة ملاءمة اللباس مع هيبة المكان بما لاحظت الكثيرات يرتدين ملابس زاهية وملونة قد لا تليق بالتواجد في المسجد وخاصة الحرم النبوي، كما تطرقت إلى أمر آخر وهو ضرورة مراعاة النظافة كسلوك إسلامي وعدم إلقاء الفضلات أو البصق في ساحة الحرم المحيطة بالمسجد كما يفعل الكثيرون)

تخصيص قناة ارشادية:

وفي إطار حديثها قالت: (بأن مشكلة الزحام تتركز في كون الدخول والخروج من مكان واحد وتمنت لو أن هناك تفسيرا لذلك من المسئولين, كما اقترحت ضرورة تلقين المسئولين بالدول المختلفة لكل من أراد أداء العمرة وزيارة الرسول- صلى الله عليه وسلم- دروسا في الهدف من الزيارة وما هي الآداب الواجب التحلي بها هناك لأن بعض الناس بعد التمكن من أخذ دورهم بعد الزحام قد يجهلون الحكمة من ذلك لأميتهم أحيانا ولا يكسبون شيئا إلا الظهور بمظهر غير لائق).

وانتقلنا إلى السيدة فاطمة من نفس الجالية من جوهانسبرج كذلك التي تحدثت بالإنجليزية قائلة: "فرحنا كثيرا بقرار فتح الحرم طوال اليوم إلا أننا نتمنى مد الفترة المخصصة للنساء لمنع هذا التزاحم والتدافع، فالنساء قد يفقن الرجال عددا ورغم ذلك يقل الوقت المخصص لهن كثيرا بالمقارنة بالرجال، وقد حاولت جاهدة الدخول للروضة منذ يومين بعد صلاة الظهر إلا أن الوقت قصير جدا لا يتجاوز نصف ساعة، لذا نأمل إطالة وقت النساء بعض الشيء (واقترحت اقتراحا آخر خاصا بالفنادق المختلفة بالمدينة المنورة) إن من يأتي للمدينة يأتي للتعبد خصيصا، ولا يهمه القنوات التلفزيونية المختلفة التي تعرض الأزياء والموضة والأفلام وغيرها مما يلهي عن ذكر الله فهي توجد في كل بيت ولا مفر منها، ونقترح على الأقل تخصيص قناة إرشادية إسلامية بالفنادق تليق بزيارة المدينة المنورة"

توسيع المكان:

ثم التقت الجزيرة بجالية إندونيسيا وتحدثت السيدة إيلي راسدياني من جاكارتا التي وصلت إلى الحرم النبوي فور لقائنا بها وتفاجأت بالقرار الخاص بفتح الحرم طوال اليوم فقد كانت مع جاليتها قبل يوم العيد بمكة لمدة ثمانية أياما، وبدت عليها أمارات الفرحة وظلت تخبر رفيقاتها ليشاركنها الفرحة وأول ما خطر على بالها كان موضوع مد الفترة المخصصة للنساء بالروضة الشريفة فقالت (لماذا تفتح الروضة فقط ساعتين للنساء صباحا وساعتين ظهرا رغم أنهن أتين من شتى الدول مع الرجال) وأكدت أن هناك ضرورة للتفكير في إعطاء المزيد من الوقت للنساء لأنه أمر مهم جدا.

وأضافت رفيقة لها تدعي بيترياني من إندونيسيا، كذلك من نفس الرحلة (إن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أوصى بالمرأة وذلك لأهميتها في حياته لذا نرى ضرورة النظر لهذا الأمر وزيادة المدة المخصصة لهن بالروضة، فنحن لا نطلب التواجد الروضة طوال 24 ساعة بل نطلب فقط مد الفترة للاستمتاع بالروضة بلا زحام).

واتسق مع آراء هؤلاء رأي إحدى مسئولات النظام بداخل الحرم النبوي بما قالت (من الأمور المهمة ضرورة توسيع المكان الذي تدخل منه النساء وضرورة إزالة الحواجز الداخلية وقت الزيارة لتوسيع المدخل، وأن يصب القسم الغربي على مكان الزيارة مباشرة وألا يقتصر على القسم الشرقي فقط، فالمسافة طويلة جدا من القسم الغربي وخاصة بعد صلاة الظهر، فالنساء منهن الحامل والعجوز والمكسورة والقعيدة فقد يأتين ولا يلحقن بالزيارة لضيق الوقت فنجدهن يبكون بالدموع، ولكن لا نستطيع أن نفعل لهن شيئا).

غياب التوعية:

وأخيرا التقت الجزيرة بمسئولة مكتب الحالات أملا في إيجاد رد أوإجابة عن بعض هذه التساؤلات فقالت بعد استعراض تلك الشكاوي والمقترحات (إن قرار فتح الحرم طوال 24 ساعة جديد تماما فقد صدر يوم 29 من رمضان وطبق أول أيام عيد الفطر ولاحظنا الفرحة الغامرة على كافة المستويات إلا أن الأمور غير مستقرة الآن في هذه الأيام التي تتميز بالزحام الشديد ففي خلال شهر أوأقل بعد أن تستقر الأمور بمشيئة الله من المتوقع تحديد موعد ثالث يفتح للنساء للروضة الشريفة في الليل بخلاف الميعادين الثابتين وهما من السابعة إلى التاسعة صباحا ومن الواحدة إلى الثالثة ظهرا, وسيدرس الأمر ويحدد نظام جديد للوردية الثالثة والمكلفات بها).

وأضافت قائلة ردا على الشكاوى من قصر الوقت المخصص للنساء فى الظهر: (إن الوقت غير قصير ولكن المشكلة أن بعضهن قد لا يعرفن الباب الصحيح ويتأخرن في المجيء، كما أن الوقت قصير جدا بين وقت الظهر والعصر ويجب إخلاء مكان الروضة من النساء وبداية دخول الرجال قبل العصر بوقت كاف فلا صحة لهذا وكلها مبالغات من شدة الزحام).

وتذكر انها التقت بامرأة أتت إليها ملهوفة تشكو أنها جلست بجوار الباب المخصص للروضة لمدة ساعتين، ولكنه لم يفتح فسألتها متى أتيت فأجابت بأنها أتت في الساعة الثانية والنصف، وأكدت أن في هذا الوقت لا يسمح للنساء بالطبع بالدخول لاقتراب وقت العصر وأن التركيز فقط يكون على إخراج الموجودات بالداخل وليس إدخال أعداد جديدة.

اختلاط الأمر:

أما بالنسبة للرد على مسألة الدخول والخروج من مكان واحد فقالت: (إن النظام المتبع مطبق منذ 7 سنوات وهو نظام رائع جدا، وأنه لا تغيير به، كما قد تعتقد الكثيرات, فالدخول يكون من الباب الرئيسي باب 25 - باب عثمان بن عفان وليس بابا آخر، تليه الأبواب الداخلية 1- 2-3-4 وهي أبواب واسعة تماما، أما بالداخل فيكون السير بشكل دائري ومشار جيدا إلى مكان الخروج بحيث لا تلتقي الداخلات مع الخارجات نهائيا، وأن الأمر قد اختلط على بعضهم بسبب الزحام).

وأضافت مبررة لمشكة الزحام ويعزى سبب مشكلة الزحام في أنانية الكثيرات وإصرارهن قضاء أطول وقت ممكن في الروضة بعد السلام على رسول الله وصلاة ركعتين مما يؤدي لتراكم الداخلات فوق الجالسات، وكثيرا ما لا ينصتن إلى التعليمات ويصررن على رأيهن (وأكدت قائلة: إن الوقت المخصص في الصباح للنساء هو وقت طويل لما بعد وقت صلاة الظهر لدرجة أن النساء يتركن بالداخل حتى الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشرة فلا مجال إذن للشكوى من قصر الوقت فمن لا تتمكن من الزيارة بعد الظهر ستتمكن منها إن شاء الله في الصباح).

تعليق لافتات:

وأخيرا اقترحت تعليق لافتات على الباب البني الذي يفصل بين مكان الرجال ومكان النساء والخروج من باب عثمان المسجد القديم، وعندما سألناها عن احتمال حدوث بعض السلبيات فيما بعد لسوء استغلال بعضهم لهذا الأمر فقالت (قد تحدث بعض الأمور السلبية التي يمكن تداركها إن شاء الله مع يقظة رجال الشرطة مثل هروب الخادمات والإقامة بالمسجد وغيرها واتخاذ بعضهم المسجد مكانا للنوم ليس إلا)، ولكن رجال الشرطة والقائمات على النظام سرعان ما يكتشفن مثل هذه الحالات لخبرتهن بذلك.

أما خارج الحرم فقد بدا أثر القرار على أصحاب المتاجر الصغيرة خاصة بخلاف أصحاب المحلات الذين يعتمد رزقهم بصورة كبيرة على الداخلين والخارجين للحرم فقد بدأ بعضهم في السهر حتى قرب الفجر وإن لم يكن كلهم حيث قال السيد فضل أحمد عبده - يمني الجنسية - وهو مقيم بالمدينة المنورة منذ 7 سنوات (أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله جزيل الشكر بالنيابة عن المغتربين اليمنيين لهذا القرار العظيم، وأكد أن هذا الأمر بالطبع سيكون له أثر إيجابي على حركة البيع والشراء بما أنها تتحسن بوجود الناس).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة