Al Jazirah Magazine Tuesday  24/07/2007 G Issue 228
فنون عالمية
الثلاثاء 10 ,رجب 1428   العدد  228
 

جين أوستن.. قصة حب مصدر للإلهام

 

 

يدرس فيلمنا لهذا الأسبوع حياة جين أوستن حياة واحدة من أكثر المؤلفات البريطانيات المحبوبات ولكي يتم تصديق هذا الفيلم، يجب أن نعلم أن حياة جين أوستن نفسها كانت ذات تأثير أكبر بكثير على أعمالها. في هذه الدراما الشبه تأملية في سيرتها الذاتية نرى الشابة جين (هثياوي) وقد اعتادت كتابة الشعر وإلقائه في الحفلات الخاصة.

وفي إحدى المرات تقابلت مع المحامي الشاب توماس ليفروي (ماكوفي) المفعم بالحيوية لتبدأ معه قصة الفيلم، وبشكل مشابه لشخصية (داركي) في فيلم (حب وكبرياء)، فإن شخصية (ليفروي) تتصف بالغرور والعنجهية ولكنها شخصية جذابة أيضاً، ولذلك فإن الظروف ملائمة لتطور تفاصيل القصة الرومانسية. ومع تداخل مسار عمل ليفروي وجين في عدة وظائف محلية، يتمتع الاثنان بالمشاعر الرومانسية أحياناً ومشاعر الكره أحياناً أخرى.

ويبدو سياق القصة متجهاً لما يشبه قصص الأدب الفضائحي الذي كان منتشراً إلى حد ما في ذلك العصر حيث عاشت جين أوستن. وبينما يراود المتفرج شعور بأن بعض لمسات جين المتحررة تبدو عصرية مرغوبة، إلا أن رد فعلها الرئيس تجاه اختيار ليفروي للقراءة يعتبر متزمتاً إلى حد ما.

التمثيل والأداء

رغم أن الممثلة (هثياوي) أمريكية الأصل، إلا أنها كانت اختياراً موفقاً من قبل المخرج لهذا الدور، حيث أظهرت موهبة جيدة في أداء الشخصيات المنطلقة والثائرة في عدد من أدوارها مثل دورها في فيلم (مذكرات أميرة) وفيلم (الشيطان يرتدي معطفاً). ولحسن الحظ، فإن لكنتها الانجليزية مناسبة لهذا العمل. كما أن الممثل جيمس مكوفي جاء مناسباً تماماً لهذه الشخصية.

وهناك دعم انجليزي من أولئك الشخصيات الذين تتوقع العثور عليهم في أي فيلم لاوستين: ماجي سميث في شخصية الليدي جريشام (تلميح كبير لكونها مصدر الالهام للليدي كاثرين دي بورج في فيلم حب وكبرياء)، جولي والترز في شخصية (أوستين) وأيضا (بينيت) في نفس الرواية، إضافة إلى جميز كرومويل في شخصية ريفرند اوستن، دور بريطاني آخر للامريكي الذي قام بدور دوك ادنبره في فيلم (الملكة).

هناك عدة مشاهد ممتعة: فمثلاً هناك مشهد التلميح بالمغازلة الذي يقوم به ليفروي في المكتبة اثناء دعوة جين (لتوسيع) أفاقها، قيام جين باصطحاب الصبيان في مباراة للكريكت.

فهذه المشاهد تجد لها ترحيب بين المعجبين لقصص أوستين وروايات Merchant Ivory المبكرة.

كما أن حقيقة أن عددا من السطور تبدو أنها تم انتزاعها مباشرة من روايات اوستين (وبالفعل البعض من هنا هكذا) تمنح للنص شعور بالوعي الذاتي.

فمن الصعب أن تصبح مغمور بالكامل في الرواية، عندما تستمر في تذكرينا بمصدرها، بينما تستمر التشابهات الروائية مع فيلم (حب وكبرياء) في هذا الشعور بالتكرار.

ومثل باقي الروايات، فإن فيلم (حياة جين أوستن) يستكشف الاختيارات المؤلمة، والمستحيلة أحياناً التي تواجهها النساء قليلات الحيلة الراغبات في الزواج من اجل الحب. ولكن كما تقول جين (شخصياتي سوف تحصل على كافة ما يستحقونه)، ولذلك، فإن معرفة بسيطة بحياة أوستن نفسها تظهر لنا أن المؤلفة نفسها قد لا تحقق هذه النهاية السعيدة بغض النظر عن كل شيء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة