مهندسون سعوديون ينجحون في تصنيع مضخة لإعادة تدوير السوائل

* الرياض - الجزيرة:
لا تختلف أهمية المضخات التي تحافظ على تدفق الزيت الخام في أرامكو السعودية عن أجهزة الحفر وخطوط الأنابيب من حيث الأهمية. فبعض هذه المضخات ضخمة ولها معدلات تدفق هائلة، إلا أن المضخة الأكثر اختلافاً والفريدة من نوعها هي مضخة صغيرة الحجم توجد في إحدى ورش الشركة بالظهران.
وتقوم هذه المضخة بإعادة تدوير السوائل من خلال برميل صغير من البلاستيك. وليس ما يميز هذه المضخة حجمها أو معدل التدفق منها، بل هي فريدة من نوعها كونها أول مضخة تصممها وتصنعها وتختبرها إدارة الورش في أرامكو السعودية.
يقول مدير ورش الخدمات الميكانيكية بالوكالة، الأستاذ محمد العرضي: (منذ سنوات ونحن نعاين ونفحص جميع المضخات في ورش الشركة، وبدأنا من المواد الأولية، فأعدنا صناعة أعمدة الدوران وعدلناها لتحل محل الأعمدة التالفة. وقمنا أيضا بمعالجة العديد من المضخات، لنستعد بعد ذلك لمواجهة تحدي صناعة مضخة جديدة. فتشكل فريق قام بإعداد الرسوم الهندسية وصناعة المكونات الداخلية والخارجية المطلوبة للمضخة. ولقد اختبرناها عدة مرات، وهي الآن جاهزة للعمل).
الجدير بالذكر أن معايير جودة الصيانة والإصلاح في أرامكو السعودية تعد من بين أكثر المعايير صرامة في العالم، وكثيراً ما يتم تعديل مضخات أو تجديدها في ورش الشركة لتعود مثل المضخات الجديدة أو حتى أفضل منها. وقد وفر ذلك على الشركة ملايين الريالات من خلال المحافظة على الأجهزة وصيانة معداتها بدلاً من الحاجة إلى إحلال معدات جديدة قد لا تتوافق مع الأجهزة الموجودة.
ويقول العرضي: (تتمتع أرامكو السعودية بأفضل الممارسات الهندسية في الصناعة فيما يتعلق بالصيانة والإصلاح. ويجب أن نحرص على ذلك بسبب الظروف القاسية في أماكن العمل. ولهذا السبب، فإن المضخات التي يقدر عمرها عادة بعشر سنوات، تعمل لمدة عشرين سنة أو أكثر.
وإلى حين ذلك الوقت، قد تكون الجهة الصانعة للمضخة قد توقفت عن صنعها أو توريد قطعها. لذلك فنحن الآن قادرون على صنع مضخة، ربما تناسب احتياجاتنا بشكل أفضل، حتى لو اعتبرتها الجهة الصانعة قديمة).
ويقول المدير التنفيذي للخدمات الصناعية في أرامكو السعودية، الأستاذ عامر السليم: (كانت طريق لاختبار قدراتنا، وأنا أعرف بأننا في ورشنا نستطيع إعادة بناء أي قطعة، وهذا يبرهن على قدرات موظفينا وما يمكنهم عمله. وأنا فخور بهذا الإنجاز، وأتمنى أن يكون دافعاً لهم لمواجهة تحديات أكبر).
واشترك في هذا المشروع الكثير من موظفي إدارة ورش الخدمات الميكانيكية بالشركة، وساعدهم موظفون من ضمان الجودة ومهندسون آخرون. وهم فخورون بهذا المشروع ويظهر ذلك من خلال اللوحة الذهبية الملصقة على المضخة وتقول: (صنع في دائرة ورش الخدمات الميكانيكية بأرامكو السعودية).