Al Jazirah NewsPaper Tuesday  09/10/2006G Issue 12429مقـالاتالأثنين 17 رمضان 1427 هـ  09 أكتوبر2006 م   العدد  12429
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

الأخيــرة

استرعى انتباهي
(خلجنة) الفضائيات..مفاجأة الموسم
د. عبد الله بن ناصر الحمود*

كنت قد عقدت العزم قبل نحو ثمان سنوات أن أصدر كتاباً علميا في مجال تخصصي الأكاديمي (الإعلام)، أعنونه ب (لبننة الإعلام العربي المعاصر). وقد راودتني هذه الفكرة بعد أيام قليلة من عودتي من الدراسة في الخارج، بعد غياب عن المجتمع السعودي استمر قرابة سبع سنوات، ما عدا أسابيع الإجازات الرسمية التي كنت أقضيها هنا. لكن كثيراً من الالتزامات حال دون خروج هذا المطبوع، حيث كنت - لحداثة عودتي - أسوّف شهراً بعد شهر، حتى تواتر حول هذه الفكرة كثير من المداخلات والكتابات، فآثرت أن أصرف النظر عنها.
وكان الباعث حينها، ما لاحظته من شيوع (الخلطة) اللبنانية على الممارسات الإعلامية في القنوات الفضائية تحديداً. وقد شمل ذلك كثيراً من عناصر الأداء الإعلامي التلفزيوني من حيث الفكرة، والمحتوى، في عدد من الحالات، وفي أسلوب الإنتاج وأشخاصه (شبابا وفتيات) في معظم الحالات. وبذلك كان الإنتاج اللبناني مسيطراً على كثير من القنوات الفضائية العربية، بحرفيته المهنية المتقدمة حقا، المعروضة على قنوات التفزيون اللبنانية، وبتبهيراته (لذيذة الطعم والرائحة)، تماما كما يقدم اللبنانيون - عادة - أي منتج من منتجاتهم فيبدعون في مراعاة أدق التفاصيل، وهو الأمر الذي تمكن اللبنانيون خلاله من أن يمتلكوا شغاف قلوب كثير من الجماهير العربية، بالقدر الذي تقدمت فيه قناتان لبنانيتان على كل ما بقي من قنوات (عرب سات) بحوالي ثلثي ساعات المشاهدة في دراسة كنت أجريتها على عينة عمدية من مجتمع الشباب في مدينة الرياض، عام 1996م.
ويبدو أنه لتلك الأسباب، وجدت كثير من القنوات الفضائية العربية نفسها - حينذاك - مرغمة على (تقليد) المنتج اللبناني شكلا ومضمونا، في محاولة لإيجاد قاعدة جماهيرية من جانب، ولإعادة ثقة المعلنين الذين انصرفوا للإعلان في القنوات اللبنانية من جانب آخر، وهو الأمر الذي تحقق فعلا، حيث تمت لبننة كثير من الممارسات الفضائية العربية. ويمكن التأكيد - هنا - أن الملاحظين قد أدركوا أن اتباع الوصفات اللبنانية ساعد كثيرا في ازدهار صناعة الإعلام الفضائي وتحقيقه عوائد مادية ضخمة.
واليوم، وبعد مرور عشر سنوات، على تلك الأوضاع، يبدو أن عناصر المعادلة انقلبت، أو أنها تكاد تنقلب، وذلك بالتأكيد مع ثبات الهدف الإعلامي الذي يمكن قراءته على نحو: (كسب أكبر قدر من الجماهيرية، وجني أكبر ربح إعلاني، أو غير إعلاني عبر منافذ الربح الفاحش التي تستخدمها كثير من الفضائيات المعاصرة بمشاركة كبريات شركات الاتصالات ومزودي الخدمات الرقمية في الوطن العربي). لقد كانت المنهجية اللبنانية تقوم على الإنتاج اللبناني المحترف المشوِّق، والتسويق والبث للمشاهد العربي وبخاصة المشاهد الخليجي. وأذكر أن الأستاذ بيير الظاهر كان قد صرح لإحدى المجلات المتخصصة في صناعة التلفزيون الفضائي عام 1996، بما خلاصته أن جمهور قناته (هناك) في الخليج، وأنه يسعى لاستقطاب هذا الجمهور لأنه المصدر التمويلي الأكثر أهمية للقناة.
لكن هذه المنهجية تطورت، وأصبحت تمنح الخليجيين والخليجيات ليس فقط (امتياز التعرض والاستهلاك)، ولكن أيضا (الإنتاج) (والتربع بأجسادهم وأجسادهن على ترددات البث) سواء كان ذلك في الإنتاج البرامجي الحواري أو الإنتاج الدرامي، بل ذهب الإعلام اللبناني خاصة إلى المنافسة القوية (أو المواجهة) عبر إصدار نسخ (أصلية !!) لأعمال درامية سعودية تصفها بوصف (مقلدة !!). وعلى هذا المنوال سارت كثير من الفضائيات العربية بمنح الخليجيين مساحة أرحب في خطط الإنتاج. ولعل في ذلك -أيضا- تقليدا للتبعية ذاتها للإعلام اللبناني، إن بقصد صريح هذه المرة، أو من قبيل المصادفة التي أوجدتها الخبرة التراكمية التي تشكلت لدى الإعلاميين في القنوات العربية بأن ثمة خلطة معينة يمكنها أن تدر أرباحا طائلة من مشروعات القنوات الفضائية، وأن الخليجيين والسعوديين تحديدا، هم أكثر الأسواق الخليجية رواجا للمنتج الإعلامي. وخلاصة القول: إن الملاحظة المعاصرة تشير إلى أنه في الوقت الذي كنا نرى فيه (سابقا) الوجوه اللبنانية (الأصلية) أو (المقلدة) على شاشاتنا العربية بغية جني مزيد من الجماهيرية والأرباح، أصبحنا اليوم نرى الوجوه الخليجية (الأصلية) على الشاشات اللبنانية، والعربية الأخرى، في أكثر ساعات اليوم مشاهدة، مع تنازل ملحوظ من قبل تلك القنوات عن عدد من الاعتبارات الفنية المهنية التي كانت ترعاها في منتجها تلك الأيام. وما دامت الغاية تتركز في جني الأرباح، فإن الخارطة الإعلامية العربية مؤذنة بكثير من المفاجآت.

(*) نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

alhumoodmail@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved