Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/10/2006G Issue 12432مقـالاتالخميس 20 رمضان 1427 هـ  12 أكتوبر2006 م   العدد  12432
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

فيض الضمير
العلاقات السعودية اليمنية (5-8)
من اتفاقيات الجوار إلى الشراكة الاستراتيجية
د. محمد أبوبكر حميد

انتهت الأحداث سنة 1933م بانضمام منطقة عسير كلها إلى المملكة العربية السعودية بشكل نهائي بعد أن نكث حكامها بكافة عهودهم ومواثيقهم مع الملك عبد العزيز الذي تسامح مع غدرهم ولجوئهم إلى أعدائه أكثر من مرة.
وأصبحت المملكة العربية السعودية على حدود مباشرة مع اليمن. وفي أثناء ذلك كان الإمام يحيى يظهر للملك عبد العزيز ما لا يبطن ويخالف قوله بفعله، فقد أقام حلفاً مع الشريف حسين، ودعم كافة الحركات المناوئة للدولة السعودية، وموّل الأدارسة في حربهم ضد الملك عبد العزيز، وكان الملك عبد العزيز يتغاضى عن ذلك كله، ويصر على عدم فتح جبهة مع اليمن الجار الشقيق حتى استطاع إقناع الإمام يحيى بتوقيع معاهدة صداقة وحسن جوار في 51-1- 1932م اتفق فيها الطرفان على عدة بنود أهمها:
- التزام كل طرف بعدم إحداث أي ضرر لبلاد الآخر أو التسبب فيه أو دعمه.
- أن يقوم كل منهما بتسليم المجرمين السياسيين وغير السياسيين.
- أن تتم معاملة رعايا الطرفين بموجبات حق الأخوة والجوار في الشريعة الإسلامية.
وهي أول اتفاقية بين الوطنين الجارين تحمل وعياً استراتيجياً بأهمية (التعاون الأمني) بينهما، وهو الوعي والهدف الذي تحقق مؤخراً وحمى البلدين من سطوة الإرهاب وأحبط الكثير من أعماله التخريبية بوقوف اليمن بالمرصاد للإرهابيين المتسللين من المملكة إلى حدودها وتسليمهم للحكومة السعودية.
وعوداً إلى التاريخ نجد الإمام يحيى لم يلتزم بمعاهدته مع الملك عبد العزيز فعاود المناوشة على الحدود السعودية مكرراً أساليب المراوغة وكسب الوقت مع مخاطباته للملك السعودي. وحشد الإمام يحيى قواته على الحدود فرد عليها السعوديون بحشود مماثلة، وأراد الملك عبد العزيز أن يعطي الفرصة الأخيرة للسلام وحقن دماء الإخوة ودعا الإمام يحيى إلى مؤتمر سلام انعقد في أبها في 16-2-1934م وانتهى المؤتمر بفشل ذريع بسبب تعنت الإمام يحيى في موقفه من قضية عسير. ودخل الإمام يحيى باليمن في حرب غير محسوبة مع جيرانها، كانت مغامرة طائشة انتهت بالهزيمة لعدة أسباب أهمها أن الإمام يحيى لم يكن لديه بعد النظر الاستراتيجي في العلاقات الإقليمية والدولية، ولم يكن لديه وضوح الهدف، وكان على استعداد للتضحية بالأهداف الاستراتيجية الكبرى من أجل تحقيق أهداف أقل أهمية غير مضمونة المكسب، وكان هذا فارقاً أساسياً بينه وبين الملك عبد العزيز في طريقة التفكير، فلم يكن الملك عبد العزيز يبني دولته على عدد قطع الأراضي التي يضمها إليها، بل كان يبني دولته على تعزيز العوامل التي تحقق أهدافه الاستراتيجية الكبرى وهي:
1- توطيد أركان دولته بحقن الدماء قدر المستطاع.
2- دعم السلام وحسن الجوار إقليمياً لأن في ذلك حماية أمنية لدولته الفتية حتى ولو أدى ذلك لبعض التنازلات، فقد كانت حكمته أن حق الأخ مع الأخ لا يضيع ما داما في محبة وأمن وسلام.
3- تعزيز سمعته وسمعة بلاده عربياً وإسلامياً ودولياً في الالتزام بالعهود والمواثيق والتعاون مع كل القوى المحبة للسلام بما يحقق الأمن والعدل في العالم.
هذه أهداف استراتيجية ثلاثة أساسية لو تعامل بها الإمام يحيى في خلافه مع الملك عبد العزيز لهانت عليه أسباب الخلاف، ولو مد يده للملك عبد العزيز بالتحالف الصادق الأمين لكان استطاع أن يحصل بالسلام على ما كان يريد الحصول عليه بالحرب، فقد كان الملك عبد العزيز كريماً وحكيماً ورجل سلام فلا يمكن أن يدخل في حرب تاريخية مع جاره من أجل قطعة أرض متنازع عليها، ومن يتابع تفاصيل المحادثات والمراسلات والاتفاقات بين الإمام والملك سيجد أن الملك عبد العزيز قدم للإمام يحيى عروضاً من أجل حقن دماء الإخوة الجيران لا يمكن أن يقدمها الأقوى عسكرياً إلا إذا كان صاحب أهداف استراتيجية أكبر ورسالة أخلاقية أعظم.
وبدخول الإمام يحيى في حرب مع الملك عبد العزيز خسر الأراضي التي كان يطالب بها وخسر كل ما كان الملك عبد العزيز مستعداً للتنازل عنه من أجل السلام كما فعل في مسألة جبل العرو.
اضطر الإمام يحيى لطلب الصلح بعد انهيار جيشه وتوغل القوات السعودية في عمق بلاده، وما كان الملك عبد العزيز طامعاً في ضم اليمن، فسرعان أمر ولديه (سعود) و(فيصل) - الملكان فيما بعد - بالعودة بجيشيهما، وعقد معاهدة الطائف الشهيرة في تاريخ العلاقات السعودية اليمنية.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved