Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/10/2006G Issue 12432مقـالاتالخميس 20 رمضان 1427 هـ  12 أكتوبر2006 م   العدد  12432
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تكامل المعنى في مقاصد الحجاب
د. عبد المحسن بن عبد الله التويجري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء خير كله).

تجتهد الكلمة ليُنطق الحرف ويُكتب، فالحق هدف وغاية، فما أروع أن نتمثل بأثر تمليه الفطرة، وكل ما جاء به رسول الحق من أمر أو نهي استوحى علمه من الحق عز وجل إلا وأعلى الفطرة وجعل منها منهاجاً يتعلق به كل مسلم بالاحتساب، ويخضع لها غير المسلم وفق سنن للحق لا مفر منها، وذلك من خلال طاعته العمياء فيما يستجيب به لواجب الجسد من ممارسات من ورائها دافع غريزي أو حاجة عضوية.

وحجاب المرأة وفق ما اتفق عليه الأئمة والعلماء من الناحية الشرعية ليس في علمي ما يمكّن من حديث حوله، وإن تعمق في نفسي وعقلي وجوبه من الناحية الدينية، إلا أن رؤية من جانب آخر تأخذ بالتصور إلى إدراك مغزى للحجاب وما وراءه من دافع وباعث له وعمّا يعبّر.

إنه بالباعث وكل الدوافع بما يعبّر عنه يصيغ القناعة به والحرص عليه؛ حيث إن له عمقاً في أساس الحضارة الإنسانية التي تأخذ بالمسؤولية نحو ما يؤثر به الحجاب وما يدل عليه. إن الجانب الحضاري في هذا متعدد في مظاهره والمشاهد معه؛ فالمرأة التي تحتجب تدرك أنها تصون نعمة من الله منَّ بها عليها لزم تقديرها، وهذا الإحساس شكر للخالق وممارسة للحجاب لأمر مؤكّد لدى كل امرأة؛ حيث لا اختيار ولا تخصيص لامرأة عن أخرى، فالكل موهوب بما يجب صيانته، ومن خلال الحجاب تؤكد المرأة الفاصل فيما منَّ الله به عليها ويبين ما يؤثر به على الرجل من دون الحجاب، وفي هذا جل الاحترام الذي تمنحه المرأة للرجل، وحين يستجيب الرجل لدواعيه بفهم وقناعة فإنه يهذب شيئاً في نفسه، وهذه حالة أخلاقية تسمو بالممارسة إلى وجود في رحاب الحضارة الإنسانية المسؤولة.

والجانب الآخر أن ما يحجب عن الجميع إلا من أذن له مردود متى أحسّ به من أذن له أحس بتميز تمنحه الشريعة، وتحدد به بعداً بين المشروع وغير المشروع، وفي هذا تميز وخاصية كل ما فيها منسوب للحضارة الإنسانية من خلال ما أذن به وما هو ممنوع، وفي هذا التسلسل ما يشير إلى عمق يستمد أثره من الحضارة الإنسانية التي بالطبيعة هي هبة السماء، بها يوحد الإنسان ربه، ولا يشرك به ولا يعبد سواه، وامتزاج المكتسب الحضاري بجوهر المعتقد بيان لأسمى معنى نفهم من خلاله المعطيات الحضارية، وأن الدين الحنيف لم يهمل هذا البعد، وكل مكتسب حضاري يعتمد على تعاليم السماء فإن نبعه منها لا يتخلى عن وروده إلا من هو كاره لنفسه ولحياته.

وجانب آخر لتزاوج الحضارة بأمر الحجاب يتمثل من خلال ما يشير به، والتزام المرأة كذلك أنها وحياتها وسلوكها خاضع في كل تفاصيله لمعتقد هو قوة للروح يقوي بها الاعتقاد حيث قوة الأثر من قوة الاعتقاد والالتزام، ولأن هذا المعتقد من أهدافه تهذيب مادة الإنسان واستنهاض لما هو روحي، وبأثره سمو ليس ببعيد عن المفهوم الحضاري كسمة يتميز بها المسلمون.

وفيما يلتزم به المسلم من أمر أو نهي في أصل الدين لهو رابط يلقى بأثره لصالح الإنسان وشرفه وعفته، والالتزام بالحجاب أحد هذه المظاهر، وكل دافع أو حس نفسي أو عقلي يدرك مكانه من الواجب والمسؤولية إشارة إلى سمو في طبع المرأة، وهذا السمو بقدر ما هو طاعة لله فإنه تأكيد لممارسة حضارية متقدمة، فالحجاب والالتزام به من خلال هذه الأبعاد يكتسب وجوده في البعد الحضاري فهو ليس مظهراً عابراً ولا باباً نغلقه ليحجب الفضول وما يترتب عليه، فلا بدَّ أن يكون التزاماً بفهم يدرك الأسباب والمغزى فتستقر القناعة به بزهو واعتداد، فالمصدر تشريع سماوي وبُعد حضاري تتميز به المرأة المسلمة عمن سواها بحرصها على إبراز مفاتن العقل والروح دون غيرها.

ومن تكامل أثر الحجاب ألاَّ يكون أغطية تحجب ما ظهر، والمقصد أنه حجاب على القلب باعتقاد تبتعد معه المرأة عن كل وهم يهوي، وبهذا يتكامل المعنى بمقاصد الحجاب كقيمة حضارية، وقبل هذا طاعة للرحمن، فديننا الحنيف من خلال جوهرة وممارسة ذويه قدّم حضارة إنسانية متميزة في كل ما أمر أو نهى عنه؛ حيث العائد في صالح الإنسان في الحياة الدنيا وحياة الخلود. وللتجربة والتأمل قول يجتهد، ومن ذلك:

(الحياء عند الرجل مرض خطير، وعند المرأة فضيلة كبرى)

آدم سميث

(مَن قلّ حياؤه قلّ ورعه)

الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه)

الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

إذا لم تخْشَ عاقبة الليالي
ولم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء

أبو تمام

حياءك فاحفظه عليك فإنما
يدلّ على وجه الكريم حياؤه

(.........)

وليس حياء الوجه في الذئب شيمة
ولكنه من شيمة الأسد الورد

المتنبي

يغضي حياءً ويُغضى من مهابته
فما يكلم إلا حين يبتسم

الفرزدق

فما ينفع الأسد الحياء من الطوى
ولا تُتَّقى حتى تكون ضواريا

المتنبي

وهل يجود الحيا أناساً
منطوياً عنهم الحياء

أبو العلاء المعري

(يكاد حياء المرأة أن يكون أشد جاذبية من جمالها)

قول ياباني

(من يستحي من الناس ولا يستحي من نفسه فلا قدر لنفسه عنده)

الثعالبي

(لا تستحِ من عطاء القليل؛ فالحرمان أقلّ منه)

طاغور

(جمال بلا حياء وردة بلا عطر)

بوشكين




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved