Al Jazirah NewsPaper Monday  16/10/2006G Issue 12436مقـالاتالأثنين 24 رمضان 1427 هـ  16 أكتوبر2006 م   العدد  12436
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

لقاءات

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

قلب لـ(الأيتام) من (حائل).. اسمه: (ناصر الرشيد)..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* شهدت منتصف هذا الشهر الكريم في جدة ؛ حفل توقيع إنشاء مشروع خيري كبير، هو (مركز الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لرعاية الأيتام في حائل)، بدعوة من صاحب المشروع نفسه، وشهد حفل التوقيع، الأستاذ (صالح بن إبراهيم الرشيد) أخو الدكتور ناصر، وابنه (محمد)، وعدد من الكتّاب والمثقفين من كل مدينة تقريباً.

* لقد خرجت بعد مراسم الحفل، وأنا على يقين تام، بأن منارة خيرية جديدة، أخذ يرفعها على خريطة الوطن، (مواطن سعودي محسن)، وأن نموذجاً حضارياً للعمل الخيري المثمر، سوف يُعلن عن نفسه بعد أشهر في عاصمة الشمال (حائل)، وأن (مركز الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد لرعاية الأيتام في حائل)، سوف يُسهم في خلق ثقافة جديدة منتجة للعمل الخيري، وليس ما تعودناه في السابق، من تكريس عمل الجمعيات الخيرية، في جمع الأموال من كافة الجهات على مدار العام، وإعداد قوائم لمستفيدين من (صرف نقدي) أو (عيني)، نراهم يترددون ويتزاحمون على مقار الجمعيات، دون التفكير في تطوير آليات عملية للخيريات، تعلم الفقير كيف يصطاد سمكة، بدل أن تعطيه كل يوم سمكة..! فلم نر حتى اليوم - إلا ما ندر من جمعيات لها ثقلها في هذا الشأن - جمعيات خيرية تخدم الفقراء والمحتاجين في هذه البلاد، بطرق عملية منتجة، تحفظ لهم ماء الوجه، وتدمجهم في الحياة العامة بصورة طبيعية، فتبني لهم معامل ومصانع ومشاغل، أو تقيم لهم مصحات ومستشفيات وملاجئ، ولا حتى نعرف شيئاً عن ميزانياتها السنوية، هذا إن كانت مفردة كهذه في قاموسها.

* شهدت حفل التوقيع في دار صاحب المشروع، وسعدت أكثر من مرة، مرة.. لأني وجدت مواطناً يعرف كيف يستفيد من إمكانات بلده، وما وفرته له دولته وحكومته من تسهيلات ودعم وتشجيع لم يخفه في حديثه معنا، حين ثمن دعم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو الأمير سلمان، وكبار المسؤولين في الدولة.

* ومرة.. لأن الدكتور (ناصر الرشيد)، الذي عاش معظم سني عمره في زحمة الأعمال داخل المملكة وخارجها، لم ينس (حائل)، مدينته التي تربى فيها صغيراً، ودرس فيها المرحلة الابتدائية، فهاهو يبرها، ويبر أهله ومواطنيه فيها، بطريقة إنسانية كريمة.

* ومرة ثالثة، لأن هذا المركز الخيري الفريد، سوف يكون بإذن الله، مثالاً يُحتذى به، ومحفزاً لرجال أوفياء مع مدنهم وحواضرهم، محسنين ومخلصين لبلدهم وأهلهم، وهم بحمد الله في بلادنا كُثر، فما أجمل، أن نرى هذا المركز الحضاري الفريد، يتكرر في عدة مدن، وخصوصاً في مدن الأطراف.

* الدكتور (ناصر الرشيد) باختصار شديد - وهو الذي لم يحبذ الكتابة عنه - خصص تبرعاً لهذا المشروع الخيري لأيتام حائل قدره: (100 مليون ريال)، من أجل إنشاء مبنى من ثلاثة أدوار، قسم للأولاد وآخر للبنات، مع مرافق إدارية وصحية وترفيهية لأكثر من (176 يتيماً ويتيمة)، والأمر السار أكثر في مشروع كهذا، هو إشراف الدكتور الرشيد بنفسه على مراحل العمل حتى النهاية، بل متابعته بعد ذلك لأدائه، وصيانته، والمحافظة على مستواه، والعمل على إقامة وقفية مجاورة، تضمن استمرارية الخيرية ونموها في المستقبل.

* والدكتور الرشيد، ليس إنساناً طارئاً على الأعمال الخيرية، ولا هي جديدة عليه، فسجله في مضماره حافل ولافت، وبخاصة مشروعه الذي تبناه في العاصمة الرياض، بعد تجربة إنسانية خاصة، خاضها مع مرض ابنه فهد ب (اللوكيميا)، وشفائه منه بحمد الله، وهو (مركز الملك فهد للأورام وسرطان الأطفال)، الذي يعد ثاني خبرة عالمية بعد مثيله في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي حقق نسبة نجاح عالية لشفاء المرضى وصلت إلى (75-80 في المئة)، ويتركز العمل حالياً، على فك لغز النسبة المتبقية أو المستعصية على العلاج عالمياً، وهي (20 إلى 25 في المئة)، وما يجري من توسعة لهذا المشروع بتكلفة وصلت إلى نصف بليون ريال.

* إن في كل مدينة وقرية وبلدة أيتاماً ويتيمات، وفي كل مجتمع قلوباً رحيمة تعطف على هذه الفئة، التي فقدت أحضاناً تضمها، وصدوراً تغمرها بالدفء، وبيوتاً مثل بقية الصغار والأطفال تسترها وتمرح فيها، ومن لطف الله بعباده، أن بيّن لنا في (22 آية) في القرآن الكريم، حقوق الأيتام الاجتماعية والمالية، وحضنا على ضرورة الالتزام بعدم التجاوز على هذه الحقوق، ورغب في جلب المودة لليتيم، والتلطف به، وألا نشعره بالوحدة والانعزال، وأن نحيطه بالأمن، حتى لا يصبح فريسة لشهوات من لم تجد الرحمة إلى قلبه سبيلاً، بل إن رعاية الأيتام كانت سنة الله في خلقه قبل الإسلام، حين جعلها سبحانه وتعالى، من جملة الميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل من قبل، قال تعالى :{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} (83) سورة البقرة.

* ختاماً.. لا أدري.. هل أهنئ الدكتور الرشيد بهذا التوفيق الذي وصل إليه في فهم وتقديم الآلية الحضارية الناجحة، الذي يتسم بها مشروعه الكبير هذا في حائل، أم أهنئ الوطن كله، بمواطن من مواطنيه، انبرى لهذا الجهد الذي سوف يدعم ويعزز جهود الدولة في هذا المضمار الإنساني..؟

* لكني مع كل ما تقدم، سوف أهنئ مدينة حائل كلها، بقلبٍ حي من بينها، يعيد لنا سيرة واحدٍ من أبنائها، اشتهر بالجود والكرم ومكارم الأخلاق، حتى ضرب به المثل، ألا وهو (حاتم الطائي)، أبو سفَّانة، وأبو عَدي، الذي توفي سنة (46 قبل الهجرة -578 م)، وظل خالداً في التاريخ حتى اليوم، فسيرته التاريخية الفريدة، نجدها تعرض على رسول الأمة صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه، في كلمات قليلة موجزة، على لسان واحدة من بناته، كانت ضمن سبايا (طي)، خاطبت الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه قائلة: يا محمد.. إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفك العاني، ويشبع الجائع، ويكسو العاري، ولم يرد طالب حاجة قط. أنا ابنة (حاتم الطائي). فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه: يا جارية.. هذه صفة المؤمن، ولو كان أبوك مسلماً، لترحمنا عليه. خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.

* و(حاتم الطائي) الذي امتدحه النبي المصطفى، لأنه كان يحب مكارم الأخلاق، على الرغم من أنه لم يكن مسلماً، هو القائل في بعض أشعاره الفروسية في الشجاعة والكرم والسخاء:

أعاذل.. إن المال غير مُخلَّدي
وإن الغنى عارية.. فتزود

* وهو القائل كذلك:

أماويّ.. إن المال غادٍ ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماويّ.. ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
وقد علم الأقوام لو أن حاتماً
أراد ثراء المال.. كان له وفر

* صدق (حاتم الطائي)، وأحسن الدكتور (ناصر بن إبراهيم الرشيد)، بارك الله جهوده الخيرة، ونفع بها يتامى حائل، وكافة أبناء الوطن العزيز.


assahm@maktoob.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved