Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/11/2006G Issue 12459دولياتالاربعاء 17 شوال 1427 هـ  08 نوفمبر2006 م   العدد  12459
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

مزاين الإبل

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

وزير الصحة اللبناني يستعرض لـ(الجزيرة ) إنجازات وزارته خلال حرب يوليو:
السعوديون دعمونا وقد يتبرعون لنا بالمستشفى الميداني

* بيروت - الجزيرة - من منير الحافي:
(الطبيب الوزير) أو (الوزير الطبيب) لا فرق، إذ إن وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة، جاء من خلفية الطبيب الجراح ليحمل حقيبة وزارة الصحة العامة. فإذا به ينتقل من طبيب متخصص، إلى طبيب عام لجميع اللبنانيين.
خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان لمع نجمه، متابعاً للعدوان بكل تفاصيله متنقلاً بين المستشفيات والمراكز الصحية، زائراً الجرحى مطلعاً على حجم الإصابات، معطياً إرشاداته لمحاولة بلسمة الجراح. هو كوزير اليوم، على تواصل دائم بحاجات الناس من خلال وزارته التي تعنى أكثر من غيرها بآلامهم. وهو كطبيب، ما زال على تماس بالناس، إذ إنه ما زال يمارس مهنته كطبيب جراح متخصص بزراعة الأعضاء كالكبد والكلى والبنكرياس.
كما يعمل أستاذاً في كلية الطب بالجامعة. بعد سبع ساعات من إجرائه عملية جراحية لمريض في مستشفى الجامعة الأمريكية، زرناه في منزله القريب من حرم الجامعة، وكان لنا معه حديث في إنجازات الوزارة وفي السياسة، حيث يحتل موقعاً قريباً من رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه بري.
وفيما يلي نص اللقاء:
* بداية، نريد أن نستعرض معكم معالي الوزير فترة حرب يوليو وما تلاها، وكنتم في وزارة الصحة في صدارة الأحداث. أي: ماذا فعلت الوزارة؟ وماذا فعل الوزير؟ وبمن اتصل لتخفيف آثار العدوان الإسرائيلي على لبنان؟
هل من الممكن التحدث باختصار عن إنجازات وزارة الصحة اللبنانية خلال حرب يوليو الماضية؟
- لا شك أن وزارة الصحة بحكم الأحداث، كانت من الوزارات التي يجب أن تكون في الواجهة، لأن الحرب تعني مباشرة الإصابات والتدمير والنزوح وتفاقم الأوضاع الصحية. في بداية الأمر، لم تكن هناك خطة لمواجهة عملية من هذا الحجم من الخسائر أو ضراوة القصف التي يقوم بها الإسرائيليون وأقولها بصراحة: إنه في اليوم الأول عندما وجدنا أن التهديدات كبيرة وجدية، ومن خلال ما سمعناه من بعض السفراء وما قمنا به باتصالات بأن الوضع حتى مساء ذاك اليوم سيكون صعبا، عندئذ قمت شخصياً من باب الاحتياط بالاتصال بمستشفيات الجنوب التي توقعنا أن تواجه مشكلات صحية، وطلبنا منها أن تقوم بأسرع وقت وخلال ساعات، بتخزين ما أمكن من أدوية وأمصال ومواد طبية ومحروقات، حتى إن بعض المستشفيات قال لي: لماذا هذا الكم؟
ربما لن تحدث حرب. قلت لهم عندئذ: إذ ذاك نعود ونحول هذه المواد إلى بيروت. ولكن بدأت الحرب وتسارعت، وكانت الأفضلية عندنا علاج الإصابات المباشرة. وأقمنا غرفة عمليات أساسية في مستشفى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعي في منطقة بئر حسن وكانت عبارة عن غرفة عمليات لإدارة الوضع الصحي، لأننا خفنا من أن تشل حركة الوزارة بسبب إمكانية غياب الموظفين. وهكذا صار في المستشفى نوع من القيادة صارت تتواصل مع كل المستشفيات في لبنان وتتعامل مع كل الشكاوى.
الإصابات عندما كانت تحدث، كان المسؤول عن عمليات الإخلاء الصليب الأحمر والجمعيات الكشفية والدفاع المدني والمواطنون، هؤلاء يستقدمون الجرحى المصابين إلى المستشفيات. وكنا مساء كل يوم نتصل بمعظم المستشفيات ونحصي الإصابات الخطرة لنقوم بتوزيعها.
إذن كانت هناك مواكبة للاطلاع على عدد الإصابات وأماكن إصاباتهم يومياً وكنا نقوم بعملية تفريغ وتوزيع وامتصاص الصدمة. لهذا السبب لم يتحمل أي مستشفى مسؤولية العبء الكبير.
* أي أنكم كنتم توزعون كل حالة معينة حسب إصابتها إلى مستشفى معين؟
- نعم، لهذا السبب فتحنا قسم الطوارئ في مستشفى الرئيس الحريري الجامعي الذي لم يكن قد افتتح بعد، ومنه ينقل الجرحى إلى أماكن أخرى كل حسب نسبة إصابته. ولهذا السبب كانت نسبة الوفيات من الجرحى بعد وصولهم إلى المستشفيات ضئيلة جدا مقارنة مع جرحى الحروب، وهي تعكس بطريقة أو بأخرى أن هؤلاء أخذوا العلاج اللازم والعناية واللازمة.
* ما هي الحصيلة الرسمية لعدد الشهداء والجرحى حسب إحصاءات وزارة الصحة؟
- حكي كلام كثير عن الإحصاءات سواء تضخيماً أو تقليلاً، ولكن حسب الأرقام لدينا هناك حوالي ألف ومائتي جثة شهيد نقلت إلى المستشفيات ومختلف البرادات. وهناك قسم منهم يجري الآن عملية إعادة فرز أسمائهم والجرحى عددهم حوالي 4200 جريح.
* بالنسبة للشهداء، تقصد أن هناك جثثاً لم تتعرفوا على أسماء أصحابها بعد؟
- نعم، هناك حوالي100 شخص لم تسجل أسماؤهم في سجلاتنا.
ولا تنس أننا قمنا بعمل مدافن جماعية في مستشفى صور، لأن نوعية الإصابة لم تكن طبيعية لكي تحفظ في البرادات كالجثث العادية. فهؤلاء الذين شوهوا بشدة أو خرجت أشلاؤهم خارج أجسادهم، لا تحفظهم البرادات.
لهذا السبب قمنا بإنشاء مدافن جماعية في مستشفى صور بالتعاون مع الجيش اللبناني وحسب الأصول قمنا بحفظ جزء من أشلائهم لكي يتم التعرف على أصحاب الجثث لاحقاً، وبالفعل معظم هؤلاء تم التعرف عليهم الآن.
أما أصحاب الجروح البليغة فوصل عددهم إلى حوالي1500 جريح وهؤلاء دخلوا المستشفيات وأجريت لهم عمليات.
من ناحية أخرى، كان همنا كيفية استمرار المستشفيات، لأن المطلوب منا كان كبيراً. فكنا أحيانا نطلع على عمل بعض المستشفيات المعنية مباشرة بالوضع الميداني، ونرى ماذا ينقصها من أدوية وأمصال. وكنا نحاول إمدادها بالمواد المطلوبة بالتعاون مع الجيش اللبناني والصليب الأحمر، أما الأمر الذي أدى إلى إرباك فهو موضوع النزوح. إذ إن ثلث سكان لبنان تركوا مناطقهم وأطباءهم الذين يعرفون ملفاتهم الطبية وتركوا مستشفياتهم وأتوا إلى بيروت أو مناطق أخرى.
قسم منهم كان يغسل الكلى مثلاً، فكان علينا أن نجد أسرّة لهم لأنهم إذا لم يغسلوا الكلى قد يموتون. كذلك مرضى السرطان وأصحاب الأمراض المستعصية إذا لم يأخذوا الدواء في الوقت المناسب هناك خطر على حياتهم. نحن عندنا سجل معلومات في وزارة الصحة لهؤلاء المرضى الذي يعتمدون على وزارة الصحة ويأخذون منها أدويتهم.
خلال شهر الحرب كل هؤلاء أخذوا أدويتهم، حتى الذين كانوا خارج بيروت استطعنا إيصال الأدوية لهم من خلال الصليب الأحمر، أما أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يستطيعون تأمين ثمن الدواء، طبعا كان هناك دور للجمعيات الأهلية وللمساعدات التي أتت إلى لبنان، كما خفنا خلال الحرب من إمكانية انتشار الأمراض والأوبئة خصوصاً بين الأطفال النازحين فكانت لنا إرشادات للقيمين على المدارس والجمعيات لتفادي ذلك.
* واستطعتم تفادي أية إصابة بين الأطفال؟
- نعم، لأننا قمنا فوراً بتلقيح الأطفال ضد الشلل والحصبة، لأن هذين الوباءين ينتشران بسرعة، ولأول مرة أعلن أننا قمنا بفحوص مخبرية للمأكولات ولبعض المساعدات التي أتتنا من الخارج، بسبب الحر الشديد الذي كان يمكن أن يتلف بعض المعلبات وغيرها، وبالفعل سحبنا كميات كبيرة من المعلبات التي فسدت، وتم التنسيق مع مجلس الإنماء والإعمار عبر شركة سوكلين وقمنا بإتلافها، في مجمل الأحوال، انتهت الحرب دون حدوث أوبئة وأمراض ودون أن نسمع أن جريحاً نزف حتى الموت في الشارع أو في قسم الطوارئ في مستشفى، ولم نسمع أن أحداً من مرضى غسيل الكلى قد توفي لأننا لم نغسل له الكلى، أو مريضاً بالسرطان توفي لأنه لم يأخذ أدويته في الوقت المناسب.
بطبيعة الحال، كانت هناك أعمال كثيرة قمنا بها تتعلق بالتكتيك، إذ اضطررنا أن نعمل مستودعات كثيرة تجنباً لأي احتمالات تتعلق بالقصف أو تقسيم المناطق بسبب الحرب. اعتمدنا أقصى أنواع اللا مركزية في الموضوع الصحي، لأن الحرب لم تكن ثابتة على جهة واحدة لتضع كل إمكاناتك. فساعة يقصف الجنوب ثم ينتقل القصف إلى الشمال أو إلى كسروان وهكذا...
الحرب لم تكن كلاسيكية، ودور الوزارة أن تكون متحركة وأن تتخطى الروتين.
* اللافت معالي الوزير، كان دعم الدول العربية خصوصاً المملكة العربية السعودية ومصر والأردن بمستشفيات ميدانية ومساعدات مختلفة.. ماذا تقول في ذلك؟
- لا شك كانت هناك وقفة مهمة من الدول العربية، فإذا أردنا الحديث عن دور المملكة العربية السعودية، كان وزير الصحة حمد المانع على اتصال دائم بنا، الهلال الأحمر السعودي موجود معنا وكذلك السفارة السعودية في بيروت.
تم دعمنا بكميات من الأدوية وكذلك من المستشفيات الميدانية التي لم تستطع الوصول إلى الجبهات جنوباً بسبب القصف الذي لم يوفر أحداً.
الكميات التي أرسلتها المملكة وغيرها من الأدوية جعلت عندنا فائضاً، المصريون والأردنيون قاموا بمؤازرتنا، والإماراتيون أرسلوا لنا سيارات إسعاف وهكذا... وهذه المؤازرة العربية كانت مهمة جداً وهذا ما خفف وطأة العدوان.
* المستشفيات الميدانية السعودية والمصرية والأردنية ما زالت حتى هذه اللحظة في بيروت على الرغم من انتهاء الحرب. هل ما زلتم بحاجة إليها على الأرض؟
- هناك اتصالات مع المعنيين بهذه المستشفيات. ويبدو أن هؤلاء سيغيرون نوعية الخدمات التي يقدمونها. فمثلاً الهلال الأحمر السعودي سيبقى معنا ولن تكون هناك ضرورة للمستشفى، لأن مستشفيات لبنان ومستوصفاته عادت إلى العمل بشكل طبيعي. وهكذا تم الاتفاق على إنهاء عمل المستشفيات الميدانية في نهاية شهر نوفمبر على أن يقوموا بمساعدتنا في خدمات أخرى.
فالهلال الأحمر السعودي يقوم بمهام أخرى مثل توزيع المساعدات والأغذية وعمليات الإغاثة، وهناك فكرة اقترحناها بأن يقوم الأخوة السعوديون بالتبرع بالمستشفى الميداني للبنان لكي يتم استعماله مستقبلاً في أية أزمة طارئة.
* وهل سيتبرعون بالمستشفى حسب اتصالاتهم؟
- يبدو أنهم سيقومون بذلك.
* معالي الوزير بالانتقال إلى الموضوع السياسي، أنتم من الوزراء المحسوبين والمقربين من الرئيس نبيه بري، والكل يعلم دور الرئيس بري اليوم في محاولة التقريب بين المختلفين سياسياً، لقد دعا إلى جلسة التشاور..
ماذا تتوقعون من هذه الجلسة؟
- تعلم أن ممارستنا جزء من السياسة المعتمدة من قبل الرئيس بري، وهذا الدور الذي يقوم به ليس لأنه لا يحب أن يتعاطى مع السياسة أو لا يحب أن يكون طرفاً، ولكن الرئيس بري يعرف وعايش فترات طويلة بحكم خبرته أحداثا كثيرة في البلد. ومع احترامنا لقسم كبير من السياسيين الآخرين الذين مروا بهذه المراحل، هو مدرك تماماً خطورة الوضع. ونحن في هذا الوقت لا نبحث كيف يمكن أن نحقق تقدماً، بقدر ما نبحث عن وقف التدهور. فأولاً: علينا أن نوقف التدهور والسجال. أنا أظن أن دور الرئيس بري سينجح بالحد الأدنى في ضبط الوضع، لأن ذلك ليس محصوراً بلبنان داخلياً. ومن أجل ذلك كان للرئيس بري زيارات إلى الدول العربية خصوصاً إلى المملكة العربية السعودية لما لها من دور مؤثر ومن صداقات مع مختلف الأطراف، ولما لها من نفوذ في هذا الموضوع. فالمملكة بحكم تبنيها القضية اللبنانية اقتصاديا وسياسياً، مرشحة للعب دور في هذا الموضوع. وكل ذلك ضمن المبادرة التي قام بها الرئيس بري. صحيح أنه معتمد على شخصيته وصداقاته والآلية التي يطرحها، ولكن لا شك هناك مواكبة عربية لها لكي نصل إلى نوع من الاستقرار ونرى كيف نخرج من المأزق الحالي.
أنا أقول: إن الوضع ليس سهلاً خصوصاً مع ما يصدر من تصريحات متقابلة. ولكن على الأقل، الكل يعلن أنه لا يوجد من يريد أن يعود بذاكرة اللبنانيين مستعملاً العنف أو أية وسيلة أخرى. غير أننا يجب أن نكون منتبهين إلى أن الظروف الإقليمية والداخلية أو العبء الاقتصادي على لبنان تجعلنا نؤكد ألا أحد بمفرده يمكن أن يقوم بالمهام أو أن يقوم بعرقلة الآخر، عندئذ نكون كلنا خاسرين.
لا ننسى أننا خارجون من عدوان يتطلب جهداً أكثر من طبيعي سواء فيما يتعلق بإعادة البناء أو التقاط الأنفاس أو استعادة الثقة. ونحن لا يمكن أن نفتح بلدنا على المجهول. لهذا السبب، مبادرة الرئيس بري يجب ألا تعتبر وكأنه يريد أن يسجل من خلالها نقاطا بل هو يريد أن يؤمن الجو الذي نخرج من خلاله كلنا من الأزمة، وقد قال إنه طرف موجود على الطاولة مثل الآخرين، معرض إلى أن يَسأل أو يُسأل في مواضيع معينة. ولكن بحكم المواصفات التي يتمتع بها وبحكم موقعه كرئيس مجلس نواب فهو مخول للدور الذي يقوم به.
* معالي الوزير، لكن طاولة التشاور التي أجلت أسبوعاً قابلها طرف أساسي في البلد هو حزب الله بالقول: إن الطاولة إذا لم تنجح في إقرار (حكومة وحدة وطنية) سينزل الحزب إلى الشارع للتظاهر.
ما هو رأي الرئيس بري ورأيكم بهذا الموضوع؟
- أعتقد أن الكلام الذي يصدر من هنا يقابله رد فعل من الجانب الآخر. تأجيل اللقاء كان سببه أن الرئيس بري يريد كل القادة والزعماء أن يكونوا موجودين. فالزعيم وليد جنبلاط عندما يكون خارج لبنان، نحن نعلم أنه ليس سهلا أن ترتب مواعيد له مع مسؤولين خلال يوم واحد ولا شك أن هذه المواعيد كانت محددة له قبل أن يعلن الرئيس بري موعد طاولة التشاور.
إذن، ليس هناك أي انقلاب من جانب النائب وليد جنبلاط على مر التاريخ ولم تحصل مزايدة.
أنا أقول: المهم أن يحصل اللقاء وبمجرد أن يحصل اللقاء يبدأ جو حسن النية عند الجميع ويستمر على هذا المنوال.
* على طاولة التشاور لن يحضر السيد حسن نصرالله، فهل سيكون الرئيس بري ممثلاً لحزب الله أيضاً؟
- لا، سيمثل السيد حسن نصرالله ممثلا من كتلة حزب الله، طبعاً الرئيس بري ينسق ويستشير ويقرب المواقف لكن حزب الله يمثل بحزب الله. أنا اقول: موضوع الوقت ليس مهماً، المهم هو الجلوس على الطاولة. ومنذ اليوم الأول تظهر النوايا على حقيقتها.
* وهل أنت متفائل بهذه النيات أم أن الشارع سيقابله شارع آخر؟
- التحليل يدعو إلى التفاؤل ولكن في هذه المواضيع يجب أن تبقى على حذر، الشارع ماذا يمكن أن يحصل منه؟
عندما تريد أن تركب حكومة يجب أن تضع أسسها على طاولة حوار، سواء كان ذلك قبل النزول إلى الشارع أو حتى بعد الشارع.
* الرئيس بري يرى أنه يجب الاتفاق على تركيبة الحكومة قبل استقالتها؟
- نعم، وربما كان هذا أول موقف لي عندما تحدثت بهذا الموضوع، لأنه فعلاً لبنان لا يتحمل أن تستقيل حكومة ولا تكون قد أمنت حكومة بديلة. وأنا أريد أن أقولها صراحة: لبنان اليوم ليس في وضع سهل أن يتم فيه تأليف حكومة. ربما في فترات سابقة كانت تتدخل دول إقليمية نافذة مع توافق دولي معين لتركيب الحكومات، ولكن اليوم لا يوجد عامل إقليمي ضابط للأوركسترا.
يجب الاعتماد على قدرتنا الذاتية وهذا امتحان للبنانيين، إنهم بمفردهم يؤلفون حكومتهم دون وجود أطراف أخرى تساعدهم من الخارج ودون نصائحهم.
هذا امتحان بحد ذاته للعملية الديمقراطية وللبنانيين إذا كانوا قادرين على تحمل المسؤولية. حتى إذا تم النزول إلى الشارع، يجب أن يتم التحدث عن موضوع الحكومة على الطاولة. في لبنان لا أحد يمكن له أن يستثني أحداً بحكم تركيبتنا الطائفية والمذهبية والدينية والتوازن الطائفي. كما أنه لا تستطيع كل القوى خارج الحكم أن تقول إنها يجب أن تتمثل في الحكومة.
هذا الأمر لا يمكن حصوله، لأنه في نهاية الأمر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار العدد لأنه ليست هناك حكومة تستطيع أن تضم200 فريق سياسي. يقوم فرقاء سياسيون بتفويض فريق سياسي بتمثيلهم في الحكومة. وفي نهاية الأمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار تركيبة لبنان.
* هل تتوقع أن يكون المخرج هو توسيع الحكومة؟ وهل يقبل فريق 14 أذار ذلك؟
- أعتقد أنه يجب أن توضع أسس، إذا أرادوا أن تبقى الحكومة محصورة بالبرلمانيين وبتركيبة القوى الموجودة لا أظن أن قوى 14 أذار تعارض انضمام فريق ممثل في البرلمان ولكنه خارج الحكومة، من أن يشاركه، وهو فريق العماد عون. وبطبيعة الحال عون له حلفاء خارج البرلمان وهؤلاء يقولون إن العماد عون يمثلنا. هذا يحل المشكلة.
* لكن هناك من يطالب بتوسيع الحكومة لتضم أشخاصاً خسروا في الانتخابات البرلمانية؟
- لا يمكن بعد إجراء انتخابات، أن يكون الخاسر والرابح في هذه الانتخابات يديران البلد معاً. يمكن لهذه الحكومة أن تحضر لقانون انتخابات يعالج بجدية المشكلات في لبنان ويخفف هذه الطائفية. ربما 3 أشخاص أو أربعة لهم تمثيل، كانوا قد سقطوا بالانتخابات ولكن نالوا أصواتاً عالية، وهؤلاء زعماء أبا عن جد.
هذه الحالة نتفهمها، لهذا السبب في الدول التي يوجد فيها أحزاب، الحزب الذي يخسر الانتخابات يكون في الظل ويدير حكومة الظل، لذلك لا يمكن في حكومة واحدة أن يكون فيها الرابح والخاسر. لا يمكن.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved