Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/11/2006G Issue 12459محليــاتالاربعاء 17 شوال 1427 هـ  08 نوفمبر2006 م   العدد  12459
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

مزاين الإبل

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أنت
العقلانية
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

في غمار البحث عن المعرفة ينساق الإنسان إلى التحزب إلى فكرة أو منهج أو فريق أو رأي، فيتحول بحثه من بحث عن الحقيقة إلى بحث عن كل ما يؤكد أو يثبت الرأي أو الفكرة أو المنهج الذي تحزب له.. ولعلنا لو أخذنا ما يدور حول العقل والعقلانية لوجدنا فيهما خير مثال على تحول البحث عن المعرفة إلى بحث عن ما يفيد رأي الحزب أو الفريق الذي هو في صفة ويريد أن يدعمه.
مصطلحات العقل والعقلانية تم التعامل معهما من خلال إطار جدلي بين الدينيين والعلمانيين، حتى ظهر أمام الناس أن العلمانيين هم دعاة العقل والعقلانية وأن الدينيين هم المناوئون المناهضين لهما، وهذا فتح باباً آخر للجدل المقصود به تبادل التهم.. فالعلمانيون يرفعون رايات الاستنارة وبذلك يلصقون تهم الظلام بالدينيين وما يشملها من رجعية ودوغمائية وتمسك بالخرافة.. فيرد عليهم الدينيون أن العلمانيين ينكرون الله وينكرون الدين وينكرون الوحي والغيب.. ويقدمون العقل على النص.. وأن العلمانيين اختطفوا معنى مصطلحات العقل والعقلانية وحولوهما إلى تهم وأرجفوا في الأرض بخصوصهما وأظهروا الدينيين على أنهم مناهضون للعقل ومضطهدون للعقلانيين.
التاريخ يقول إن مصطلح العقلانية استخدم لوصف الاتجاه المعارض للكهنوت المسيحي في عصر النهضة.. وهذا الذي ربطها في ذهن كثير من المتلقين بالعلمانية والإلحاد.. أما دارسو العقلانية فيقولون إنها ليست مذهباً أو حزباً أو فريقاً له أنصاره ومحازبوه سياسياً أو دينياً أو عرقياً.. بل هي نزعة ونهج في التفكير والحياة.. وهي للمفكرين وسيلة تعتمد العقل محوراً أساسياً في رؤية الأمور والأشياء.. وبما يخص المعرفة من تاريخ وفلسفة ودين وأخلاق وعلوم.
وهذا المنهج في التفكير يسلكه المفكرون والفلاسفة وفقهاء الدين.. كلٌّ داخل منظومته السياسية ومذهبه الفكري أو شريعته الدينية.
العقلانيون يعتربون العقل مولداً للمعرفة الصحيحة وهي المعرفة اليقينية.. ورغم أن المعرفة اليقينية تنبع من التجربة إلا أن العقلانيين يرون أن العقل هو الذي استخلص المعرفة من التجربة وبذلك فلها اليد العليا على التجربة.
هذا فيما يخص علاقة العقلانية بالمعرفة والحياة.. أما ما يخص علاقتها بالدين فالعقلانية كما ذكرنا ليست حزباً محدد الأطر والأهداف بل فكر فيه متطرفون وفيه معتدلون.. كما أن العقلانية غطت المحاربين للدين المكافحين له بالحجج والبراهين.. كما غطت المنادين بالدين الداعين له بالحجج والبراهين.
في العصور الوسطى الأوروبية ظهر من العقلانيين من يدعو إلى اختبار الدعاوي الدينية بمحك عقلي.. وأنه لا يجوز الإيمان بخوارق الطبيعة والمعجزات.. كما ظهر من العقلانيين من خدم اللاهوت المسيحي.. واعتبر العقل أداة للدين.. وعملوا على توظيف الفكر الفلسفي في تبرير العقائد المسيحية والدفاع عنها.. ولعل أشهر مثال على ذلك (سبينوزا) الذي استدل على وجود الله ودعا له بطريقة عقلية استنباطية عبر سلسلة من الاستدلالات.
أما في الحالة الإسلامية فقد استفاد الفقهاء المسلمون من العقلانية في تحكيم الشرع والاجتهاد في فهم الوحي وتنزيله وتطبيق السنة وتأصيل بعدهما الإنساني والاجتماعي فيما وراء سياقهما التاريخي.. ولعل أشهر العقلانيين المسلمين هو (ابن رشد) الذي يقول: (إن الشرع أوجب النظر بالعقل إلى الموجودات واعتبارها.. أي استنباط المجهول من المعلوم واستخراجه منه).. وقد دفع ابن رشد حياته ثمناً لآرائه العقلانية التي استغلها أعداؤه السياسيون لا الدينيون حينما صرح (أن العقل هو الأساس.. وأنه إذا اختلف العقل مع الوحي أو تعارض معه فإنه يجب تأويل الوحي بما يجعله يتفق مع العقل).



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved