Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/12/2006G Issue 12486مقـالاتالثلاثاء 14 ذو القعدة 1427 هـ  05 ديسمبر2006 م   العدد  12486
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الأزمنة
خير الدين الزركلي.. والهدية القيمة ( 5 )
عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس

أرسل إليَّ الشاعر الأديب الكبير.. صاحب كتاب (الأعلام) خير الدين الزركلي اللبناني، الأصل، السعودي الجنسية.. سفير المملكة العربية السعودية في (الرباط) أرسل إليَّ خطابين.. الأول في عام 1381هـ ومن جملة ما جاء فيه: (قرأت في الصحافة التونسية شيئاً عن كتابك (شعراء نجد) وقد بحثت عنه في مكتبات الرباط والدار البيضاء فلم أجده، حبذا لو أفضلت بإرسال نسخة منه على عنواني في السفارة السعودية بالرباط)، وقال فيه: (لو أن كتابك تقدم على طباعة كتابي في طبعته الأخيرة لأضفتك إلى كتاب (الأعلام) )وقد أشار بذلك في بعض كتبه الأخيرة.
وقد أرسلت له نسخة من الكتاب تلبية لطلبه فجاءني منه الخطاب الثاني المؤرخ في 11-1382هـ 4 - 1963م يخبرني بوصول الكتاب إليه.. مع كريم مشاعره - رحمه الله - وقال في هذا الخطاب (وكنت أود أن أبعث إليكم بنسخة من (الأعلام) غير أنني ليس لدي منه في المغرب سوى نسختي الخاصة وعندي منه في منزلي بالقاهرة فأرجو تكليف أحد اصدقائكم فيها أن يحمل بطاقتي المرفقة إلى الدكتور غيث الزركلي: في مقر جامعة الدول العربية ويتسلم النسخة منه لكم..).. الخ.
وقد وصلتني النسخة الهدية من (الطبعة الثانية - مزيدة محلاة بالخطوط والرسوم) إلا أن تاريخ هذه الطبعة لم يذكر وهذه الطبعة عشرة أجزاء وقد وجدت عند ابني (سامي) نسخة من الطبعة السادسة مجلدة ومن (8) أجزاء ووجدت تعليقاً لابني سامي على هذه الطبعة راقت لي فكرته حيث كتب على ظهر الصفحة الأولى ما يلي:
(لاحظ: في هذا الكتاب مع قيمته الكبيرة وجودته، أنه لم يترجم لأحد من سلاطين آل عثمان الأتراك.. وهذه نقطة ضعف كبيرة في الكتاب، وبخس في الأمانة العلمية وإن أبى إلا ذلك فقد كان يلزمه أن يترجم للمؤسس عثمان أرطغرل، ولمحمد الفاتح الذي أتت البشارة بفتحه في الحديث الشريف.. الثالث هو عبد الحميد الثاني الذي لا ينسى موقفه من فلسطين حتى قتل في سبيلها. فهذا موقف يعز على العرب الآن أن يقفوه أفما يشفع له ذلك عندك أيها العربي؟).
وأنا أؤيد وجهة النظر هذه ولذلك نقلت هذا التعليق من صفحة الكتاب الذي اشتراه ابني بتاريخ 19-7-1405هـ لأن للعثمانيين دوراً إسلامياً عالمياً لا ينكر.
رحم الله خير الدين الزركلي وجزاه على جهده العظيم خير الجزاء.
لقائي بالدكتورة عائشة عبد الرحمن:
اعتنت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطىء) بالكتاب عناية خاصة فكتبت عنه مقالين في جريدة (الأهرام) من عام 1960م وهو عام صدوره ويبدو أنه قد لاقى قبولاً كبيراً في نفسها مما جعلها تسخو عليه وعلى مؤلفه بأوصاف وإطراءات رنانة جزاها الله خيراً على حسن ظنها.
كانت الدكتورة عائشة تتأهب في تلك الأيام لإلقاء محاضرة في مؤتمر دولي يعقد في (روما بإيطاليا) يناقش فيه (مأساة الرق في العالم) ولذلك أشارت في أحد مقالَيْها في (الأهرام) إلى أنها (أسفت) لخلو شعراء نجد من حتى قصيدة واحدة تتحدث وتعالج قضية الرق السائدة في ذلك الوقت في المملكة والدول الخليجية، كما أنها صبت جام غضبها على الشعراء العرب عامة لعدم اهتمامهم وتناولهم لهذه القضية الإنسانية مما حمل أحد الأدباء العراقيين أن يرد عليها بمقال في مجلة (المعارف) وهي (مجلة أدبية شهرية تصدر عن دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان) وقد توقفت عن الصدور. رد عليها ذلك الأديب العراقي مستنكراً اعتمادها في دعواها على كتاب واحد وقائلاً: (إنه ليس الكتاب الوحيد الذي يمثل الشعراء العرب فهناك دواوين شعرية عربية وُجد فيها تناول لقضية الرق فلماذا حجرت واسعاً؟) وأنا مع هذا العراقي في صحة رأيه وموقفه السليم.
***
لم تكتف بتكريمي بتلك المقالتين في الأهرام عن الكتاب بل دعتني وألحت عليَّ في عدة اتصالات هاتفية أن ألبي دعوتها لحفل غداء تقيمه لي في منزلها - أو على الأصح - إنه في منزل زوجها الراحل الأستاذ أمين الخولي أستاذها في الجامعة والذي أشرف على رسالتيها للماجستير والدكتوراه ثم تزوجها.
أحرجتني بإلحاحها في الدعوة فلم يسعني إلا أن أوافق شاكراً وفي اليوم المحدد وجدتها وابن زوجها الخولي في استقبالي في محطة القطار ويرافقهما تسع سيدات من زميلاتها في (جامعة عين شمس) والبيت قريب من المحطة.
في الصالون جلسنا هنيهة تحت (وابل) من الترحيب المصري المعروف.. وشيء من التعارف أو التعريف.. ثم دعتنا المضيفة عائشة إلى مائدة الغداء.. وكدت أخجل من ندوة أو مائدة عليها (9) نساء وليس فيها إلا رجلان هما الضيف كاتب هذا الكلام وابن أمين الخولي - ونسيت اسمه - والذي هو بمثابة ابن للدكتورة عائشة..
ونقلتني هذه الصورة الواقعية الحديثة بالصورة التاريخية الهزلية التي صورها الشاعر الكفيف بشار بن برد مع خادمته (رباب) التي طلبت منه أن يكتب فيها شعراً.. فكتب يقول:
ربابة ربة البيت
تصب الخل في الزيت
لها (تسع) دجاجات
و(ديك) حسن الصوت
أعطاها على قدر عقلها وطارت فرحاً بهذا الكلام الهزلي إذ حسبت يمدحها به وهو في هذين البيتين لا يمدح ولا يذم بل يقرر فقط.
***
دار الحديث وتشعب مع اولئك (الأستاذات) وعلى رأسهن عائشة عبد الرحمن حول الشعر العربي خاصة والأدب عامة وحاولت أن أعطيهن صورة مشرقة عن الشعر والأدب والنهضة التعليمية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية إلا أن إحداهن قالت (ما نسمعه وما نقرؤه عن السعودية مختلف عما تذكره الآن، علماً بأني لا استبعد أن تكون السعودية قد شقت طريقها نحو التطور والتقدم في ميادين شتى مما يحفل به العصر الحاضر..) ففصلت لها أنواع كل ما هو جديد في المملكة وحرص الحكومة على مصلحة الشعب السعودي والنهوض بجميع مرافقه ومتطلبات حياته..
كانت (المائدة) بقدر ما هي حافلة بغذاء البطون.. فهي حافلة بغذاء العقل والفكر والأدب والثقافة.. وما من شك في أن الدكتورة عائشة عبد الرحمن وهي إحدى القمم الأدبية في العالم العربي وفي مستوى طه حسين والعقاد ومحمد مندور لا شك أنها تعرف عن المملكة بعض المعرفة وتقدر مبادىء نهضتها الأدبية خاصة بحكم هوايتها واحترافها الكتابة الأدبية والفكرية الإسلامية ومؤلفاتها تشهد لها بذلك.
رحم الله الكاتبة الإسلامية د. عائشة عبد الرحمن.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved